كشكول الوائلي _ 48

img

تشويه الشيعة

((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ [1] )) فالبارئ جلّ وعلا رسم لنا لكل شيء طريقة حتى يكون تصرّفنا عن علم؛ لأن الإنسان مهما كان عقله فإن مداركه محدودة، فالسماء تمدّه بالمعلومات والتوجيهات.

والذي نريد أن نشير إليه هو أن اللّه‏ يريد للإنسان ألاّ يعطّل الطاقات التي أودعها فيه من قوة وعقل، أو في داخل الأرض، فعليه ألاّ يجمّد الطاقة التي في عقله. لكن للأسف أننا جمّدنا هذه الطاقة، ولنقرب المعنى بضرب مثل، فلو أن شخصا مثّقفا يقرأ كتابا ينسب لبعض الفرق الإسلاميّة أو غيرها رأيا من الآراء، فإنه يجب عليه أن يكلّف نفسه بأن يطالع ذلك في المكتبة الخاصّة بتلك الفرقة ليرى مدى مصداقيّة هذا الرأي وصحّته، وليرى هل إن هذا الكاتب صادق أم لا. فإن لم يكن ما نقله عنهم صحيحا فالواجب تركه وعدم الأخذ به والوقوع في
الخطأ. لكن للأسف الشديد نجد أن الفرق الإسلاميّة تحمل عن بعضها تصوّرات خاطئة ، ولا يوجد عند أحد من أتباع هذه أو تلك استعداد لتصحيح هذه الانطباعات مع توفر العلم (الكتب، ووسائل التقنية الحديثة). وتوجد أحيانا نظريات وروايات تنقلها شخصيات كبيرة، فمثلاً تجد أحد العلماء الكبار يقول: إن الشيعة إذا حلّ شهر المحرم جلبوا زقّا ( قربة ) وملؤوه ماءً أو عسلاً ويجتمعون عليه فيطعنونه، حيث يتصوّرون أنهم بعملهم هذا كأنهم يطعنون الخليفة الثاني. وحتما فإن من يجلّ الخليفة الثاني ويسمع هذه الرواية فسوف يحمل الحقد ويقول: لماذا يستخدم هؤلاء هذه الطريقة بحقّ صاحب رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله والخليفة الثاني من بعده؟ ولم يكلّف نفسه لأن يرى ما إذا كان هذا صحيحا أم لا ، بل إنه يفكر بسمعه وليس بعقله. ياله من ببغاء عقله في اُذنيه !

بل عليك يا أخي أن تقرأ وتنتقل إلى الواقع، حيث إن اللّه‏ أمرنا بعمارة الأرض وعمارة الأديان وعمارة الأذهان وعمارة الأسواق، فالإنسان خليفة اللّه‏ في الأرض، ومكلّف بإعمارها بكلّ أبعادها الفكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، وليس مكلّفا بخرابها، فاللّه‏ منح الإنسان طاقات عليه أن يستخدمها بالعدل، فلم يعطِني طاقة للتخريب، خاصّة في المجتمع الذي هو بأمسّ الحاجة إلى المحبّة والمودّة والإلفة، وليس بحاجة إلى تحويله إلى كيان ملغوم متفجر.

يتبع…

________________

[1] الإسراء: 36 .

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة