أهمية التربية ـ 3

img

السلبيات دخول المرأة غمار العمل

1ـ إن العمل ميدان مترابط العلاقات، يستدعي البسمة والمعاملة الحسنة، وهو أمر تستطيب به النفوس وتأنس إليه، حتى تتلاشى الحواجز، فتسقط الأعراف وتقوى الأواصر.

نظرة فابتسامة فسلام

فكلام فموعد فلقاء

وهذا هو بريد الزنى الذي يسقط المرء في فخاخ الشهوات، هذا وإن له من الأضرار ما نحن في غنى عن ذكره.

2ـ إن تكوين العلاقات المحرمة مع الرجال يجعل المرأة لا تشارك زوجها ذلك، لشعور المطلوب، بل مقصرة في حقه؛ حيث إنها ارتوت من الآخرين، وهذا ما يشعر الزوج بوجود الخيانة التي ينبغي أن يجعل لنفسه بسببها اعتباراً في رد شرفه، وهو أولاً: ربما القيام بجريمة ما انتقامية كقتله أو قتلها. وثانياً: الطلاق الذي يعني هدم الاُسرة وضياع المستقبل وتحطيم الآمال، وكم هي نتائجه السلبية التي تحصل من جرائه.

3ـ إن اللقاء الجنسي يستدعي الإنجاب، وهو بهذه المثابة يستدعي فساد الأنساب وضياع الأولاد وكثرة أولاد الزنى، الذي يكون كارثة اجتماعية وجريمة إنسانية ومفسدة خلفية، بل تلاحظ الكثير من جراء هذه الورطة يلجأ إلى الإجهاض الذي هو فضيحة الشرف، ونتيجة تُنبئ عن القناعة بخطأ ما فعلته خوفاً أو حذراً.

4ـ إن الخيانة أمر لا يليق بالإنسان المحترم، بل هو تعدٍّ على حقّ الغير الذي وثق وعاهد، وهذا خلاف العدل والمرونة، ونقض للعهود المحترمة التي لا تليق إلا بمن لا يحترم نفسه، وإن من فقد هذا فقد إنسانيته ورضى بغيرها: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

5ـ إن المرأة جسد مغر وجميل، وقد استغلت هذه الناحية فتطور الحال من الرضا بها في الأوضاع الطبيعية إلى المسارح والمراقص والدعاية والإغراء، تعرض جمالها بين يدي العابتين وعفافها على موائد السكارى والماجنين، وبه تضيع كرامتها وتفقد عزتها حيث استخدمت للفساد الذي هو دمار الأمم وخراب الأرض وضياع الهدف.

6ـ إن كل إنسان خلق في هذه الحياة ليؤدي دوراً هو دور خلاف ذلك، يعني المفاسد وضياع الحقوق، فإن المرأة جاءت بنتاً وزوجة واُماً عليها واجبها الأكبر وهو تربية الأجيال وخلق الرجال، وتقصيرها في هذا الجانب إخلال بالموازنة الطبيعية.

7ـ إن عمل المرأة في مجال الرجال شغر لمناصبهم، وهذا ما يسبب زيادة البطالة في صفوف الرجال الذين لا يصلحون لواجبات المرأة وطبيعتها، وتعني البطالة لجوء الرجال لطرق اُخرى كالجريمة للحصول على القوت والثروة.

8ـ زيادة الأعباء على المرأة، فهي إلى جانب عملها الطبيعي كالمرأة وإضافة للعمل يضاعف الجهد عليها ويؤثر عليها نفسياً وجسدياً، حيث إنها لا يمكن أن تتحمل هذا تعباً وجسدياً؛ لأن هذا يحتاج إلى كيان قوي وقلب مغامر.

9ـ إن المرأة لا يناسبها كل عمل؛ حيث تحتاج إلى وضع خاص يعطيها فرص الراحة كثيراً من الأحيان، خاصة عند الضرورات والحالات الجسدية، كالحمل والولادة اللذان يحدان من حركة المرأة.

10ـ إن هذا التخلف عن أوقات العمل يستدعي قلة الإنتاج ورداءة العطاء وعدم الثبات في المواعيد، وهو خلاف التحضّر والتحدّث، بل هو مضر بسمعة المنتجين خاصة عند الاُمم الحية التي تسير على المواعيد الثابتة حفاظاً على الموازنة الاقتصادية وتطورها ومواكبة للدول النامية، بل هذا ما دعى الكثير ألا يساوي بين الجنسين في المقابل.

وهنا أمامنا خيارات ثلاث:

الخيار الأول: أن تغيّر المرأة خلقها نفسياً وجسدياً حتى يتسنى لها الأخذ بدور الرجال، وهو أمر مستحيل.

الثاني: أن ترضى بما أسلفنا من سلبيات وتعرض نفسها للمهالك والمفاسد، وهذا مما يدل على عدم الدين والعقل والحكمة؛ لأن الحكيم هو الذي يضع الأشياء في مواضعها.

الثالث: أن تعمل وتكن على منهاج الإسلام، وهو يستدعي عدة من الشروط التي ينبغي توفرها، وإليك بعضها:

1ـ أن يكون برضا الزوج أو الولي.

2ـ أن تكون آمنة على نفسها من المخاطر.

3 ـ أن يكون مباحاً وضمن الحجاب الشرعي، والأمر يدور حول الملاك الذي هو عدم معارضة العمل لواجباتها كالتعليم والخياطة وما أشبه، وإلا فالحجاب لا يمنع من العمل كما يصوّره البعض([1]).

ولقد كانت المرأة تقابل في الميدان وتعالج المرضى وتدافع عن المسلمين إذا دعى الأمر.

وملخّص الموضوع: أن المرأة في عملها عليها أن لا تنسى دورها الرئيسي في الحياة؛ لأن المنزل مملكة تديره المرأة، وأن تبذل جلّ وقتها من أجل تربية الأولاد تربية صحيحة، وبالاُسلوب الحسن الذي يهيأه إلى الانفتاح على الحياة الإسلامية السعيدة، وذلك بزراعة البوادر منذ البداية، البوادر التي تجعله يحترم نفسه وإسلامه والآخرين؛ لذلك نجح البعض في تربيتهم، فخرجوا رجالاً ومجاهدين من أجل الإسلام، فحملوا تعاليمه وضحّوا من أجله.

___________________

([1]) راجع: صور مشرقة من وحي الإسلام هاشم معروف الحسيني: 208.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة