تأملات في سورة النصر ـ 1
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات قرآنية
الأستاذ صالح السعود
عندما نقف أمام السورة المباركة ونستعرض آياتها وعباراتها ، ونتحدث إليها- مباشرة – نشعر أننا أمام نص حي متحرك يمسك بأيدينا ويقودنا خطوة خطوة إلى غايته التي جاء من أجلها .
وهذه رحلة استيحائية نحل أنفسنا ضيوفاً على سورة النصر لعلنا نستوحي من أفيائها ما نقتات به.
سورة النصر
افتتحت السورة المباركة بـ ( إذا ) الشرطية الاستقبالية، مما يوحي بأن هناك أمراً مرتقباً ينتظره المتلقي ، ويعد الملقي إحداثه قريباً .. إلا أن هذا المرتقب مشروط، أي أن له التزاماته وله متعقباته ،كما يمكن أن يحاط بشيء من المقدمات الأولية لإحداثه ، خاصة أنه يحمل في طياته المجيء ( إذا جاء ) وربما أحس المتلقي من خلال الكلمة أن هناك حركة وانتقالاً وسعياً وسرعة تجاه أمر ما، وما على المتلقي سوى انتظاره فهو قادم إليه ( إذا جاء )
كل هذه التنبؤات يمكن استشرافها من خلال تتمة الآية المباركة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) وهذا المقطع يمكن استيضاحه من خلال الرحلة التاريخية التي قد تمثل الحدث المرسوم في الآيات المباركة وحالات الضيق التي كانت تعاني منها الرسالة المحمدية المباركة قبل نزول السورة الكريمة وتحقق الوعد الإلهي، ومن ثم الانفراج والسعة.
وعلى رغم الحلقات المفقودة من تاريخ نزول القرآن وتداعيات أحداثه ، إلا أنه قد حفظ لنا صوراً متعددة لهذا النصر أو الفتح ..
فالرسول – والله يشهد بذلك – كان يرتقب فتح مكة وقد وعده الله سحبانه بقوله ” إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ” ( القصص85 ) وإذ قد وعد الله فإن تحققه واقع لامحالة ،ليكون ذلك حكاية لنهاية ملحمة تاريخية شهدتها الرسالة المحمدية المشرفة في صراع مرير دام ( 25 عاماً ) من الدعوة والهداية حتى (جاء نصر الله والفتح)
لكن هذه الأحداث لا تفرض علينا بحال أن نغلق مفاتيح السورة المباركة ، وإن القارئ الكريم ليشعر أن السورة ما تحدثت عن نصر معين ولافتح محدد ، بل قال سبحانه
( إذا جاء نصر الله والفتح) أما أي نصر وأي فتح فقد…
يتبع…
التتمة في اللقاء 2
بإذن الله وتوفيقه
أسألكم الدعاء