تأملات قرآنية تأملات في سورة النصر ـ 2

img

صالح السعود

بسم الله الرحمن الرحيم
( إذا جاء نصر الله والفتح) 

وكما أن السورة الكريمة أطلقت (النصر والفتح) فلم تحدد لنا أي نصر، ولا أي فتح.. كذلك لم تعلن لنا لمن جاء هذا ( النصر ).. لتعمم لنا الشرط ،فيشمل الرسول القائد والصحابة المجاهدين الذين ناصروا رسول الله بأنفسهم وأموالهم وأهليهم وشاطروه آماله وآلامه، واستتباعاً لكل من ناصر رسول الله ممن آمن به إلى أن تقوم الساعة ويتحقق (نصر الله والفتح)

وإذا كان النصر هو إعانة المظلوم ونصره على عدوه فإن النصر هنا هو (نصر الله) والله سبحانه هو المسؤول الأول عن إحداثه وتسييره بالطريقة التي يشاؤها والوقت الذي يحب ،وللغاية التي أرادها (وما النصر إلا من عند الله) وما ( أنتم ) إلا منتظرون لهذا ( النصر ) (إذا جاء) وشرفكم أنه أجري على أيديكم (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ( الأنفال17)

وقد عزز سبحانه وتعالى هذا ( النصر ) والمعونة بـ (الفتح) والفتح  هو النتئجة الوسطى، التي يتقدمها النصر على العدو ، وتتعقبها طاعة المنتصر .

وإذا كان هذا (الفتح) هو فتح مكة المكرمة، زادها الله شرفا وعزا، فسوف يكون هو الفتح العهدي الذي كان يترقبه رسول الله صلى الله عليه وآله، والمؤمنون ، ولكنه مضاف إلى (نصر الله)..

إلا أن النص المقدس يبقي (الفتح) مشرعا غير محدد بزمان ولا مكان، حتى يستمر هذا الفتح على أيدي السائرين على درب الرسالة المحمدية، وحتى يكون الفتح النهائي على يد خليفة النبي الأعظم ووارثه، الذي ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً..)

وتتمة ( النصر والفتح ) قوله سبحانه (ورأيت الناس ..)

يتبع…
التتمة في اللقاء 3
بإذن الله وتوفيقه
أسألكم الدعاء

الكاتب صالح السعود

صالح السعود

مواضيع متعلقة