كشكول الوائلي _ 39

img

الحلي وابن تيمية

هناك قضايا تثار باُسلوب استفزازيّ، فمثلاً أنا أعلم أن الخلافة حقّ طبيعي للإمام علي عليه السلام ، وأعرف أنه توجد نصوص عليه، فحينما اُريد أن اُعبر عن ذلك فالواجب عليّ أن اُعبّر عنه بغاية من الأدب والاحترام، فإنّ الخصم على معتقدات أجداده، ومن الصعب تغيير قناعاته، فلا أستخدم اُسلوب الشتم والحمل عليهم؛ كيلا يشتموني. والعلاّمة الحليّ كان عندما يمرّ به ابن تيمية يعبر عنه بالشيخ الاُستاذ، في حين أن ابن تيمية يعبّر عنه بابن المنجّس[1]؛ لأن العلاّمة هو الحسن بن المطهّر. فهل هذا أدب فقيه وأدب مسلم؟ وهل أن الاختلاف بالرأي يدفعنا لذلك؟ إن لغة العلم يجب أن تكون محفوظة.

فالضلال له طريقه وطريقته الخاصّة في الهدم، فينبغي ألاّ نثير قضايا في ظروف غير طبيعية. ولنقرّب المعنى أكثر، فمثلاً هذا البلد (الكويت) واحة من واحات الحريّة، المسجد له حريّته، والحسينية كذلك، فينبغي أن تكون المواضيع المطروحة في هذا الشهر مواضيع تستهدف وحدة المسلمين ونفي الشوائب وتصحيح الأخطاء مع التمسّك بالعقيدة وفتح حوار علمي . وهذا اليوم لفت نظري كلمة للاُستاذ محمد مساعد الصالح في جريدة القبس بعنوان (الفتنة الطائفية) حيث إنه يذكر كتابا لمصطفى السباعي يذكر فيه أن الكذب كلّه مصدره الشيعة، والحال أنا اُناس عندنا أن الكذب في شهر رمضان إذا كان على اللّه‏ ورسوله فإنه مفطر ومبطل للصوم[2]، ونعتبر الكذب من أكبر الجرائم، فروايات أيمّتنا تذكر أن المؤمن يطبع على كل خصلة إلاّ الكذب والخيانة، فالمؤمن لا يكذب[3].

وأيضا تجد جماعة يثيرون قضايا اُخرى في هذا الشهر، يا عباد اللّه‏ اتقوا اللّه‏ ولا تشقّوا وحدة المسلمين، فيجب احترام بعضنا بعضا وألاّ نفسح المجال لهؤلاء المرتزقة، ويجب علينا معالجة الإلحاد وفساد الخلق والانحلال والشبهات الداخلة على الإسلام، وأن نعالج القضايا بروح علميّة وليس بروح ضلاليّة غوغائيّة، وعلينا أن نتمسّك بكتاب اللّه‏ وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وأخلاق آل الرسول عليهم‏السلام، وليقل غيرنا مايقول، ((يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكمْ أنفُسَكمْ لا يَضُرُّكمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ [4])).

وإذا أردت أن اُعبّر عن عقيدتي فليكن ضمن الخطوط الإسلاميّة العامّة، فالإمام زين العابدين عليه السلام يقول: «أحبّونا حبّ الإسلام، فما زال حبّكم بنا حتى صار شينا علينا»[5].

فليكن تعبيرنا منسجما مع القواعد الحقّة والروح الإسلامية.

يتبع…

________________

[1] الفوائد الرجاليّة 2: 263 .

[2] انظر: الانتصار: 184 / المسألة: 82 ، الوسيلة إلى نيل الفضيلة: 142، وغيرهما كثير .

[3] انظر: الكافي 2 : 442 / 6 ، الخصال : 129 / 134 ، الدعوات : 118 / 275 ، تحف العقول : 55، 367 .

[4] المائدة: 103 .

[5] الإرشاد 2: 141، روضة الواعظين 1: 197، تاريخ مدينة دمشق 41: 391 .

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة