الأم ـ 2

img

مصطفي آل مرهون

نصوص وشواهد

جاء رجل إلى رسول الله‘ قائلاً: يا رسول الله‘، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك». قال ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال ثم من؟ قال: «أبوك»([1]).

وقال‘: «يوصيكم الله بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب»([2]).

وقال: «الجنة تحت أقدام الأمهات»([3]).

وكان رجل من النساك يقبل كل يوم قدم أمه، فأبطأ يوماً على أخوته، فسألوه فقال: كنت أتمرّغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات.

وعن عباس بن مرداس أنه قال: يا رسول الله، إني أريد الجهاد. قال: «ألك أم؟» قال: «إلزم أمك، فإن الجنة عند رِجل أمك».

وقال‘: «ولا ينبغي للرجل أن يخرج إلى الجهاد وله أب أو أم إلا بإذنهما».

وقال‘: «من أصبح والداه راضيان عنه فله بابان مفتوحان إلى الجنة».

وشكى رجل إلى رسول الله‘ سوء خلق أمه، فقال‘: «إنها لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر، وحين أرضعتك حولين، وحين سهرت لك ليلها وأظمأت نهارها». فقال الرجل: إني جازيتها وحججت بها على عاتقي. فقال: «ما جازيتها ولا طلقة».

وكان يقول‘: «حق الوالد أن تطيعه ما عاش، وأما حق الوالدة فهيهات هيهات لو أنه عدد رمل عالج وقطر المطر أيام الدنيا قام بين يديها ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها».

وجاء رجل إلى رسول الله‘ قال: يا رسول الله، أي الوالدين أعظم حقاً؟ قال‘: «التي حملته بين الجنبين، وأرضعته الثديين، وحضنته على الفخدين، وفدته بالوالدين»([4]).

وجاء عن مهزم بن أبي بركة الأسدي قال: وقع بيني وبين أمي كلام فأغلظت لها، فلما كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد الله× فدخلت عليه، فقال لي مبتدءاً: «يا مهزم، مالك ولخالدة، أغلظت لها البارحة؟ أما علمت أن بطنها منزلاً قد سكنته، وأن حجرها مهداً قد اخترته، وأن ثديها وعاءاً قد شربته؟! قلت: بلى، قال: فلا تغلظ لها»([5]).

وفي روضة الواعظين عن الإمام الباقر×: «إن موسى بن عمران قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بي، قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بي. ثلاثاً. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بأمك. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بأمك. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بأبيك»([6]).

وينقل أن عمر بن هند كان من أشد ملوك العرب بأساً وأعظمهم جرأة، وينقل عنه أنه لما قتلت بنو تميم أخاه سعداً غضب وآل على نفسه أنه متى ظفر بهم قتل رجالهم وسبى حريمهم، فلما ظفر بهم قتل رجالهم وسبى حريمهم، فلما ظفر بهم حمى لهم الصفا، ومشى عليه من رجالهم من بلغ أجله، فأتي بشاب ليمشي عليه كما فعل أصحابه، وأقبلت أمه معه، فلما رأت الصفا وشدة وهجه قطعت ثدييها ورمت بهما على الصفا، وقالت: يا بني قِ بثديي قدمك واقلل بوطئهما ألمك. ثم أنشدت:

ابني لو قبل الفداء لجدت بالـ *** كبد التي أضحت عليك تقطع
يا ليت حرّ النار باشر مهجتي *** أوليت خدي فوق خدك يلذع

فرقّ لها عمر بن هند وأمر بإطلاق ولدها وإطلاق من بقي من قومها([7]).

ويقول رشيد سليم الخوري تحت عنوان أمي:

ولو عصفت رياحُ الهمِّ عصفاً *** ولو قصفت رعودُ الموتِ قصفاً
ففي أذنيَّ عند الموت صوتٌ *** يحول لي عزيفَ الجن عزفاً

فيطربني وذلك صوت أمي

ولو مُلِئت لي الجاماتُ صبراً *** ولو جرّعتُ كأس العيش مراً
ففي شفتيَّ ينبوعٌ عَجيب *** يحُولُ لي كؤوس الخل خمراً

فيسكرني وذلك ذكر أمي

ولو هَجَمت على قلبِي البلايا *** وهدَّت سورَ آمالي الرَّزايا
فإن بباب فردوسي ملاكاً *** يسل السيف في وجهِ المنايا

فيحرسني وذلك طيف أمي

ولو ياربِّ في اليومِ العظيمِ *** تلوتَ عليَّ حُكمكَ بالجحيمِ
فلي أَملٌ بِأن سَتعودَ يوماً *** فتصفحَ في جَهنَّم عَن أثِيمِ

وقلبك يستحي من قلب أمي([8])

وصدق رسول الله‘، وقد جاء رجل كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها فسأله: هل أديتُ حقها؟ فأجابه: «لا، ولا بزفرة واحدة»([9]).

_______________

([1]) مستدرك الوسائل 15: 182/ 17938.

([2]) شرح رسالة الحقوق: 548.

([3]) شرح رسالة الحقوق: 548.

([4]) شرح رسالة الحقوق: 548 ـ 550.

([5]) شرح رسالة الحقوق: 550.

([6]) روضة الواعظين: 368.

([7]) شرح رسالة الحقوق: 554.

([8]) شرح رسالة الحقوق: 550.

([9]) شرح رسالة الحقوق: 547.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة