كشكول الوائلي _ 32

الوائلي والسائل
وأودّ أن أذكر هنا مسألة حدثت لي مع أحد المسلمين في بريطانيا حيث جاءني سائلا، قال: أنا أعيش في هذا البلد وأنت تعلم بأن أهله كفرة، فهل يجوز لي أن أبيعهم المخدّرات؟ في الحقيقة أنا ذهلت لسؤاله واندهشت، ثم قلت له: اُريد أن أسألك سؤالا. قال: تفضّل: قلت له: أنت آتٍ من بلد مسلم؟ قال: نعم. قلت: هل وفّر لك بلدك الأمان والخدمات الاجتماعيّة والحرّيات؟ قال: لا قلت: وهنا، هل توفرت لک؟ قال: نعم. قلت: كلّ شيء؟ قال كلّ شيء. قلت: فهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان؟ هل هذا جزاء من آواك ووفّر لك الأمن والطعام والهويّة والحرّيّة والخدمات الاجتماعيّة؟ أي تربية هذه؟ وأي نشأة هذه التي نحن عليها؟ وأي تفكير هذا الذي نحن عليه؟ ألا يعلم هذا الشخص أن قوله تعالى: “هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلّا الإحْسَانُ” تجري مع المسلم والكافر كما قال الصادق (عليه السلام): «جرت في الكافر والمؤمن والبرّ والفاجر».
الرسول (صلى الله عليه وآله) وقانون الوراثة
الإشارة إلى قانون الوراثة عند المسلمين. ولنبدأ هنا بهذه الرواية التي تقول: إن الرسول كان جالسآ بين أصحابه وإذا بأعرابي يدخل عليه وهو يجرّ وراءه امرأة فقال: يارسول الله، إن زوجتي هذه خانتني. فقال له: «كيف عرفت ذلک؟». فقال: جاءت لي بولد أبيض أشقر الشعر، وأنا داكن وهي كذلك. فقال له النبي: «على رسلك، هل عندك إبل؟». قال: نعم. قال: «هل ضربت الفحول بالإناث؟». قال بلى. قال: «هل ولد عندک فصيل لا يشبه اُمّه ولا أباه؟» قال: بلى. قال: «نزع به عرق». فقال: بلى يارسول، الله السمع والطاعة. فأخذ ابنه وذهب.
وهذا قانون وراثة صريح، وفي القرآن أصرح من ذلک، كقوله تعالى: “فِي أيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّـبَك” وعند الرجوع إليه في كتب التفسير نجد إشارات واضحة إلى قانون الوراثة، وهو ما يوحي بالإعجاب؛ لأن الإسلام يشير إلى ما اكتشف مؤخرآ إشارات قبل ألف سنة.
يتبع…