كشكول الوائلي _ 29

img

أشكلوا على علي

ومن المؤسف أن بعض الكتاب حتى الآن لا يريدون للنماذج الطيّبة أن تتولّى الحكم وتتصدّى له، فنراهم يطبّلون لاُمور منها أن علي بن أبي طالب لم ينجح في الحكم؛ لأن في حياته غلطات اجتماعيّة، ومنها عدم المرونة المتمثّلة بعدم تركه معاوية في الحكم بل سارع إلى عزله حتى قامت بسبب ذلک الحرب.

ونقول لهؤلاء: ما هو المبرّر الشرعي والديني الذي يلجأ إليه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويستند له في إبقاء معاوية في الحكم؟ أوليس القرآن قد رسم لعلي (عليه السلام) منهجآ واضحآ في هذا الشأن، فهل تريدون منه أن يخالف منهج القرآن، أم أنكم تريدون للإنسانيّة أن تكون لقمة سائغة سهلة لمعاوية وتقع في متناوله كي يحقّق أهدافه بسهولة؟ هذا غير ممكن بل الإنسانيّة والظروف خلاف ذلک؛ ولذا كان (عليه السلام) يحتاج إلى فترة لتطبيق قواعد الإسلام وقوانينه سيّما مع اصطدامه بهذه العقبات. فتركه معاوية على الحكم غير مقبول شرعآ، فكيف يفعله؟ ثم أليس معاوية هذا هو صاحب الجرائم الكثيرة الكبيرة في حقّ الإسلام والمسلمين؟ أليس هو الذي استعمل سمرة بن جندب على البصرة فكان أن قتل في يوم واحد ثمانية آلاف شخص ولم يفرّق ويميّز بين الخارجي والمسلم، وحينما اعتُرض عليه في قتل المسلمين قال: الخارجي يعجّل به إلى النار، والمسلم يعجّل به إلى الجنة؟

أمثل هذا يطلب من علي (عليه السلام) الإبقاء عليه، ويطلب منه أن يسكت على دار خربة لا يُدرى متى تسقط على رأس صاحبها؟ وهذا إنْ سببه إلّا عدم ملئنا ثغرات حياتنا بما أراد الله لنا أن نملأها ممّا رسمه لنا.

نعود إلى الآية، فقوله تعالى: “سَلامٌ” ورد في تفسيره أن المؤمن إذا احتضر تدنو منه الملائكة فتقول له: إن ربک يسلّم عليک. يقول مجاهد: ثم تبشّره بصلاح عقبه من بعده. وهو أمر هامّ جدّآ لأنه حال خروجه من الدنيا يقولون له: إنک آمن، ثم يبشّرونه.

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة