الشكر _ 4

img
عام 0 ----

مصطفى آل مرهون

أقسام الشكر

ينقسم الشكر الى ثلاثة أقسام:

الأول: أن نعلم أن الله هو الواهب للنعم، وهذا هو أعلى مراتب الشكر؛ حيث بذلك يظهر الإنسان عجزه أمام شكر نعمائه تعالى، كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى: اشكرني حق شكري، فقال: يا رب، وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكرٍ أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ؟ قال: يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك منّي»([1]).

الثاني: الشكر باللسان، وهو إظهاره بالتحميد والتمجيد والتسبيح والتهليل.

الثالث: الشكر العملي، أي نعلم الهدف من النعمة وكيف نصرفها، وإلا كفرنا بها كما قال العظماء: «الشكر صرف العبد جميع أنعمه الله تعالى فيما خلق لأجله»([2]).

فعلينا رعاية السمع والبصر واللسان، كما علينا نصرة الحق ودفاع الباطل. يقول الصادق (عليه السلام): «أدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علة يتعلق القلب بها دون الله والرضا بما أعطاه، وأن لا تعصيه بنعمة وتخالفه بشيء من أمره ونهيه بسبب من نعمته»([3]).

ويقول (عليه السلام): «شكر النعمة اجتناب المحارم»([4]).

الشكر ينمّي روح العمل

كما علينا إحياء روح الشكر في المجتمع وتقديمه الى مستحقيه وتقديرهم وثنائهم على خدمتهم في طريق تحقيق الأهداف الاجتماعية بعلمهم ومعرفتهم وايثارهم واستشهادهم، هو عامل في حركة رقي المجتمع.

كما نشاهد في المجتمع الفاقد للشكر القليل ممن يريد الخدمة، وعلى العكس في المجتمع الآخر.

كما أن هذه الذكريات كتكريم العاملين والمجاهدين تساعد على نمو حب الفداء فيرتفع مستوى التضحية لدى الناس، ومن دم شهيد واحد يُبعث آلاف الشهداء؛ ولذلك يفتح الأئمة مجالسهم للعزاء على الحسين× وإحياء ذكراه، كما أخبر دعبل في دخوله على الرضا فأنشد: أفاطم لو خلت الحسين… إلى أن قال: «ألا أزيدك؟» فأنشد الإمام:

وقبــر بطـوس يـا لهـا من‏ مصيبـة *** ألحت على الأحشاء بالزفرات

إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً *** يفـــرّج عنــا الهـــمّ والـكربـات

_______________________

([1]) الكافي 2: 98/ 27.

([2]) شرح أصول الكافي 12: 492.

([3]) ميراث الحكمة 2: 1489/ 2073.

([4]) الكافي 2: 95/ 10.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة