البلاء من منظور القران الكريم والسنة
إعداد: وردة صليل
قال الإمام الحسين عليه السلام (خط الموت على ولد أدم مخط القلادة على جيد الفتاة وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء )
تحدث سيدي ومولاي ابا عبد لله عليه السلام فيما سبق عن البلاء الذي سوف ينزل به في بوغاء كربلاء وانطلاقا من مقولة سيدي سوف يكون البحث عن البلاء من منظور القران الكريم والسنة الشريفة
اولأ: تعريف البلاء
ثانيا :البلاء سنة إلهية
ثالثا : ألوان البلاء
رابعا: خلاصة قول ما سبق
خامسا : أقسام البلاء
سادسا :بما يدفع الله البلاء
سابعا:جزاء الصبر على البلاء
البلاء في اللغة : الاختبار والامتحان ( والبلية والبلوى والبلاء واحد ) وجمعه بلايا وتأتي الفتنة بمعنى الابتلاء (واتقوا الفتنة ) أي البلية وقيل ذنبا وقيل عذابا
والحمد لله على ما أبلا وأبتلى أي ( على ما أبلى من النعم وابتلى من النقم )
والبلاء عند العلامة المجلسي :هو ما يختبر وما يمتحن من خير او شر وأكثر ما يأتي مطلقا للشر وأريد به الخير يأتي مقيدا كما قال تعالى ( بلاء حسنا ) وأصله المحنة والله تعالى يبتلي عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره وبما يكره ليمتحن صبره يقال :بلاه الله بخير أو شر يبلوه بلوا و أبلاه وابتلاه ابتلا بمعنى امتحنه واسم البلاء مثل السلام والبلوى والبلية مثله
وأيضا يأتي البلاء بمعنى الاختبار والامتحان يرافق المؤمنين في كل مراحل حياتهم وأشد الناس بلاء هم الأنبياء قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم (أشد الناس بلاء في الدنيا النبيون ثم الاماثل فالأماثل )
البلاء سنة إلهية
يعتبر البلاء سنة إلهية فالبلاء والفتنة سنة الله في أرضه فلابد من البلاء والاختبار وهذا هو شأن الحياة الدنيا التي خلق الأنسان فيها ليبتلى فهي دار ابتلاء وأمتحان وقد تعرض جميع المجتمعات البشرية للأمتحان عبر مراحل التاريخ قال تعالى (لتبلون في أموالكم و أنفسكم ) وقال تعالى ( احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ) (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين )
وتختلف غايات البلاء وأن توحدت مظاهره فالبلاء الواحد قد يكون اختبارا لأفراد وجماعات معينة ويكون عذابا لآخرين وتأديبا لها قال الله تعالى ( واتقوا الفتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
فالفتنة التي هي مصداق من مصاديق البلاء لا تختص بصنف من أصناف المجتمع بل تشمل البشر جميعا
- ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتدا بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلائه قال الأمام الكاظم عليه السلام (المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه )
ألوان البلاء :
1-بلاء المؤمنين
2- بلاء الكفار
اولا : بلاء المؤمنين
يبتلي الله تعالى المؤمنين بأنواع الابتلاءات كي يمتحن إيمانهم وصبرهم وشكرهم واستمراريتهم على المنهج الرباني وللحصول على الاجر والثواب من أجل التوجية والتقويم لتصقل نفوسهم وتمحص ويكون البلاء بالشدة والرخاء ولا يقتصر على الشدة قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )
من أنواع البلاءات التي يبتلى بها المؤمنون الخوف والجوع والنقص الأموال والأنفس والثمرات قال تعالى (و لنبلونكم بشيء من الخوف والجوع و نقص من الأموال والأنفس و الثمرات وبشر الصابرين )
ب- الابتلاء بالكفار
يسلط الله تعالى الكفار بكل ما أتوا من قوة على المؤمنين ويجعل النصر يتباطأ للمؤمنين وتضيق الحلقة عليهم وهم يواجهون الكفار ثم يأتهم النصر من حيث لا يحتسبوا
ج- ضيق المعيشة
يمتحن الله تعالى المؤمنين في الرزق فأحيانا يضيق عليهم قال الأمام الصادق عليه السلام ( كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته ) وأن قلة الرزق امتحان عسير لمعرفة درجة ارتباطه بالله تعالى ورضاه بما قسم له
د- ابتلاء التأديب
عندما يبتعد المؤمن عن المنهج الرباني وتلهيه هذه الدنيا بمظاهرها يبتليه الله تعالى ليذكره بربه ويرجعه الى طرق الحق و الصواب والتوبة من المعاصي والذنوب ويعود الى الاستقامة ومن مظاهره: نقص الثمرات وحبس البركات قال الأمام علي عليه السلام (إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزان الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر متذكر ويزدجر مزدجر )
2- تسليط الأشرار على المؤمنين إذا المؤمنين لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن منك
3-تتابع الفتن والبلااءت على المؤمنين إذا لم يدعوا عن المعاصي حتى يعودوا إلى الاستقامة ويصلحوا ما فسد من أمورهم
ومن مظاهر التأديب الالهي :غلاء الأسعار وقصر الأعمار وخسران التجارة و انحباس البركات
4- جزاء الجزع عند المصائب قال الأمام علي عليه السلام (من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها )
5-ابتلاء بالرخاء ليرى الله تعالى المؤمنين هل يقومون بواجب شكره . ومن النعم الابتلائية النعم والبركات و الاموال و الاولاد والنصر على الأعداء
خلاصة قول ما سبق :
إن المؤمن يصيبه البلاء في كل أوقات الرخاء والشدة
ثانيا : ابتلاء الكفار
يبتلي الله تعالى الكفار عندما يكفرون بالنعم فيولد نتيجة ذلك العذاب
2- الظلم يأدي الى الهلاك والعذاب
3- البطر في المعيشة أيضا يسبب الهلاك قال تعالى ( وكم أهلكنا من قرية بطرات معيشتها )
وقد اقتضت سنة الله تعالى في أرضه إهلاك المتمردين بعد أن يصلوا إلى مرحلة الطغيان كما حدث مع الاقوام السابقة مثل قوم نوح ولوط وغيرهم
أقسام البلاء :-
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام (إن البلاء للظالم أدب وللمؤمن امتحان وللأنبياء درجة وللأولياء كرامة )
أولا:البلاء للظالم أدب
أي يبتلى الظالم حتى يرجع عن ظلمه وهو ناقوس خطر حتى يستيقظ من غفلته ويتوب ويرجع الى الله تعالى
ثانيا :- البلاء للمؤمن امتحان
إن النبي محمد واله عليهم السلام معرضون إلى البلاء أكثر من غيرهم هم ومن أحبهم من شيعتم و مواليهم
فمن أحب أل الرسول فليستعد للبلاء أكثر من غيرهم
ثالثا :-البلاء للأنبياء درجات
حتى يكونوا قادة الامة
رابعا :- البلاء للأولياء كرامة
وما ابتلاهم إلا أجل محبته لهم
بماذا يدفع البلاء :-
يدفع بالصدقة بأنواعها والدعاء و الأستغفار (وهو أحد الأمانين الموجودين في الارض والأخر هو الحجة وفي زمننا هو الأمام المهدي عج ) وألتزام بالتعاليم الألهية
جزاء الصبر على البلاء :-
1-دخول الجنة بدرجاته العالية
2-تمحيص الذنوب
3- توفير الحسنات
4-غفران الذنوب
5- رضوان الله تعالى
وأفضل من البلاء هو كتمانه ويعتبر كنز من كنوز البر
وبعد البلاء بالشدة و الضيق يعقبه الفرج لان الله تعالى لايكلف الأنسان فوق طاقته قال الأمام علي عليه السلام (ما اشتد ضيق إل قرب الله فرجه )