كشكول الوائلي _ 2

img

دور بعض المؤرخين في التشوية المتعمد للتاريخ

ومن أقسام المؤرخين من ليس كذلك فهو عاقل متّزن لكن هواه لا يجعله يكتب الحقائق كما هي، فهو يسقط ما في نفسه على الآخرين، وذلك مثل ابن خلّكان مثلاً الذي ذكر الصحابة والتابعين ولم يذكر الحسين (عليه السلام) فقيل له في ذلك فقال: ذكرت من اهتمّ بهم التاريخ.

وهذا ليس غريبا في مثل مجتمعاتنا وبلداننا، فقد طفت في أحد البلدان فلم أرَ مسجداً باسم الحسن أو الحسين أو علي (عليه السلام) وكأن هؤلاء غرباء عن الإسلام، أو كأنهم جاؤوا إلى الجزيرة العربية من بلاد بعيدة. وهذا يبعث على الألم في النفوس، وإن كان لا يضرّ أهل هذا البيت (عليهم السلام) شيئاً، فالذي لا يشرب من نبع أهل البيت هو المحروم.

وهناك قسم من المؤرّخين تتحكم به المطامع وتمنعه من إثبات الحقائق، بالاضافة إلى عوامل كثيرة اُخرى. يقول أحد الأدباء مخاطباً مؤرخاً بقوله:

أيا موسى التأريخ نقداً وخبرةً *** ومبتدعاً في نهجة ليس يجترُّ

تجلّى له التأريخ بحراً فخاضه *** وغاص إلى الأعماقِ فانكشف القعرُ

فأبصر زيفاً يستطيل وواقعاً *** يُذاذ ومِقياساً إلى الخلِط ينجرُّ

وأنباءَ يرويها الهوى وصحائفاً *** تحكّم فيها الحبّ والبغض والتبرُ

ومرّت به الأقلام منهن قانعٌ *** بفضل فُتات الظالمين ومعترُّ

فالتأريخ هكذا، يتحكّم فيه الحبّ والبغض، فهناك من يحبّ شخصاً أو يكرهه فيروي فيه الروايات، وهناك من يأخذ على الروايات أموالاً طائلة، وهكذا.

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة