لقمان الحكيم _ 1

img

مصطفى آل مرهون

اسمه

لقمان الحكيم بن باعور بن ناخور بن تارخ. «وقال المسعودي في مروجه: لقمان الحكيم هو لقمان بن عنقاء بن مربد بن صاوون. وكان نوبياً مولى للقين بن خسر([1]). وقيل إنه ابن أخت أيوب(عليه السلام) أو ابن خالته»([2]).

أوصافه

وقد قيل في أوصافه: «إنه أسود اللون، عظيم الشفتين، مشقق القدمين، ذا مشافر، حبشياً أو نوبياً من سودان مصر، يمشي على سكنية ووقار، لا يدخل إلا فيما يعنيه»([3]).

مولده ودار إقامته

الظاهر أن دار ولادته مصر، ونسبته إلى سودانها يؤيد ذلك، وعلى هذا إن مولاه الأخير اشتراه من أرض مصر ونقله إلى بلاده قرية (إيله) الواقعة بين (مدين والطور) على شاطئ البحر، فكان عنده بها إلى أن أعتقه.

وذكر المسعودي: «إنه كان نوبياً مولى للقين بن خسر، ولد على عشر سنين من ملك داود(عليه السلام)، لم يزل في فيافي الأرض مظهراً للحكمة والزهد في هذا العالم، وذكروا أن له معه قصة الدرع([4])، وذكر غيره أنه لما ملّك أمره وعاد حراً هاجر إلى مدينة تُعرف بمدينة الرملة بقرب بيت المقدس، وبنى بها بيته واتخذ تلك البلاد وطناً مدة حياته مع زوجته وعياله».

مهنته

ومهنته النجارة والخياطة بعد أن امتهن رعاية الأغنام سنيناً، ثم كان يعمل في الزراعه.

ومن هنا فلابد للإنسان من عمل الذي زاوله خيار البشر؛ فرسول الله زاول التجارة أجيراً مرة ومستقلاً أُخرى، وأمير المؤمنين(عليه السلام) زوال الفلاحة حتى أعتق من عمل يده ألف مملوكٍ. ولا شك أن عدم الدخل يخضع الإنسان إلى الآخرين.

لا تخضعنّ لمخلوق على طمع  ***  فإن ذلك نقص منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه  ***  فإن رزقك بين الكاف والنون
واستفن بالله عن دنيا الملوك كما  ***  استفنى الملوك بدنياهم عن الدين

وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن جعل لكل شيء سبباً، وسببه في الرزق السعي والحركة. وفي الحديث القدسي «حرّك يدك وعليّ إجزاء الرزق»([5]). ويقول تعالى لمريم(عليها السلام): ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: 25].

وقال الشاعر:

ألم ترَ أن الله قال لمريم  ***  وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غيره هزة  *** جنته ولكن كل شيء له سبب

الهوامش:

([1]) مروج الذهب 1: 70.

([2]) تفسير جوامع الجامع 3: 25. تفسير القرطبي 14: 59.

([3]) عمدة القاري 16: 18. البداية والنهاية 2: 146.

([4]) مروج الذهب 1: 70، فتح الباري 6: 336. تفسير جوامع الجامع 3: 25.

([5]) انظر المبسوط (للسرخسي) 30: 249. كنز الفوائد: 291.

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة