قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ

img

هدى الشملاوي

سبحان من تلطف على خلقه وأغدقهم بنعمه ، والتي من أشرفها هذا القرآن العظيم ، ما أكرمك يا رب ، كلام الله وخطابه بين أيدينا ونجريه على ألسنتنا متى أردنا،.. صحيح كل ذلك، لكن علينا أن نتعامل معه بعناية فائقة فالقرآن ليس ديوان شعر حتى نرجع إلى قواميس اللغة لفهم ما استغلق علينا من مفرداته، نعم اللغة تعيننا على فهم ظاهر النص فقط وإلا فوراء ذلك دلالات وأسرار وأن لكل آية ظاهر وباطن يقول مولانا الباقر “ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن”

فخلف الكلمات والحروف حكم ودلالات بالغة ومن أين لنا بفهم كل ذلك .. هناك قاعدة شريفة : ما هو سماوي لا يفسر إلا بطرق سماوية … القرآن كتاب سماوي لا يفسره إلا ما هو سماوي .. وأتوا البيوت من أبوابها، باب القرآن هم محمد وآل محمد

هذه الآية كسائر كلام المولى جل شأنه لها ظاهر وباطن

أما الظاهر يفهم من السياق المبارك للآيات فهي في معرض الرد على الكفار وتطمئن المؤمنين بأنكم لستم وحدكم في هذا المضمار  وهو الصراع بين الحق والباطل بين النور والظلام ،حيث أن الرحمن الرحيم هو خير معين لكم وناصر ، «قل هو الرحمن آمنا به و عليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين” ثم يعرض لنا الحق سبحانه وتعالى مصداقا لرحمته الواسعة والتي يغفل عنها اغلب الناس

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ  )

الغوركما يذكر صاحب تفسير الميزان” قدس سره ” ذهاب الماء و نضوبه في الأرض و المراد به الغائر، و المعين الظاهر الجاري من الماء، و المعنى: أخبروني إن صار ماؤكم غائرا ناضبا في الأرض فمن يأتيكم بماء ظاهر جار.

ولفهم هذه الآية نتدبر قليلا في الرحمة الإلهية بنا

للأرض قشرتين مختلفتين : إحدهما قشرة قابلة للنفوذ يدخل  فيها الماء ، والأخرى غير قابلة للنفوذ  تحتفظ بالماء وجميع العيون والآبار والبحار بل والأنهار ببركة هذا التركيب الخاص للأرض .. لو كانت فقط الموجودة  قشرة واحدة تدخل الماء فإن كل المياه ستدخل جوف الأرض وسنضب الماء وينفذ… ولو كان كل القشرة تحتفظ بالماء لتجمعت المياه على السطح وتحولت الأرض إلى مستنقع كبير لا يُطاق ..فتأملوا .. هذا نموذج صغير من رحمة الله الواسعة… يامن رحمته سبقت غضبه.. وهذا ما يذكره صاحب تفسير الأمثل

إذا كان هذا هو الظاهر فما هو الباطن؟

الباطن نطلبه من أهله محمدٍ وآله عليهم السلام

يبين لنا مولانا الباقر عليه السلام:
“هذه نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو؟ ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء والأرض ، وحلال الله عزّ وجلّ وحرامه ؟.. ثم قال : والله ما جاء تأويل الآية ، ولا بدّ أن يجيء تأويلها”

بتطبيق بسيط الظاهر يوافق الباطن لو كانوا أهل البيت على صفة واحدة كل حياتهم الشريفة  ظاهرون لايغيبون  لما حصلت لنا حياة ولو كانوا في طور الغيبة والخفاء لما استقامت لنا حياة أيضاً

لاحظوا التعبير فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ.. إن تعبيرات القرآن مهمة جداً عند أرباب الإشارات .
والدقة هنا أن ذات القدوس الحق ، ذلك القدرة التي لاتتناهى والكمال والجمال الذي لايتناهى ، أعطى الأمر هذه الأهمية يقول فمن يأتيكم.. إن لم يصدر الأمر من لدنا ، فمن ذا الذي يمكنه أن يغدق عليكم بالماء المعين غيرنا…

لفهم الباطن أكثر نورد هذه الرواية الشريفة شيخ الطائفة الصدوق قدس سره يذكر عن المعصومين أن الماء المعين هو الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه .

ثقة الإسلام النوري يذكر أن للإمام 182 اسما ومنها الماء المعين
وجاء ما يقرب هذا المضمون في عدة اخبار أخرى وفي غيبة النعماني وتأويل الآيات ووجه تشبيه عليه السلام بالماء هو أنه سبب حياة كل شيء ظاهر
بل إن تلك الحياة التي جاءت بسبب الوجود العظيم وتجيء بمراتب أعلى وأتم وأشد وأكثر دواما من الحياة المستمدة من الماء
بل إن حياة الماء نفسه إنما هي منه “أرواحنا فداه”

  • لذلك نندبه في الجمعات والأعياد  قائلين

متى نرد مناهلك الروية فنروى ، متى ننتقع من عذب مائك فقد طال الصدى
فهو الماء المعين وبلا ماء لا حياة ” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” فحياة كل حي مرتبطة بالماء .. ألتفتوا أخواتي العزيزات

ولذلك في يوم الجمعة  في الزيارة والسلام على صاحب الزمان أرواحنا فداه هناك سبعة عناوين ، كل واحد منها فيه بحث مفصل ، والعنوان الأخير منها هو:
(السلام عليك ياعين الحياة) . (1)

على حد علمي القاصر هذا السلام من مختصات المولى عجل الله فرجه إذ لم يصل إلينا أنه ورد لأحد المعصومين عليهم السلام مع أنهم هم العلة الغائية لهذا الوجود ولولاهم لما كانت هناك حياة في هذه العوالم..

نريد أن نفهم معنى عين الحياة ، أمام الزمان هو عين الحياة …فأي حياة هي؟ وأي عين فوارة بإرادة الله تعالى ، كانت من الأزل باسم شخص جعل الله قلبه عين حياة علم الله !
ذلك هو قلب الحجة بن الحسن صلوات الله عليه.

أيضا هنا نطبق القاعدة ما كان سماويا لا يُفسر إلا بما هو سماوي..

وفهم غورها أعلى من مستوانا لذا نحتاج الى تتبع استعمال الكلمة في الآيات والروايات ، والتعمق والتحقيق في معناها .
اولا: حديث المعراج . أما التفسير والبيان فقد كان في تلك الليلة المباركة ، ليلة كان المخاطِب فيها هو الله رب العالمين ، والمخاطَب فيها الشخص الأول في العالم الذي لم يسبقه سابق ولم يلحق به لاحق ، فكل من كان قبله أو يكون بعده ، هم دونه . كان البيان من ذلك المخاطِب لذلك المخاطب ، وفي ذلك المقام الذي قال الله تعالى عنه (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)(لنجم:9) هناك بيَّن الله ، وسمع الرسول البيان ، حيث أرى الله حبيبه المصطفى صورة ولده الإمام المهدي عليه السلام وقال له ( به أحيي الأرض بعد موتها… وبه أحيي عبادي وبلادي) والجملة التي تلفت النظر: (وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي)..
وثانيا من القرآن نفهم اكثر قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) . (الحديد:17) والملفت في هذه الآية أن الله تعالى لم يبتدئ بكلام ، بل قال: (إعلموا) ، وهذا يدل على أن المطلب الذي يليها مهم ، ينبغي أن يفتح قفله بمفتاح العلم ، وهو: (أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) ! (3) .

قال الله تعالى: (اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون). (الحديد: 17) وقد استفاض تفسيرها عن أهل البيت عليهم السلام بأن إحياء الأرض في هذه الآية غير يختلف عن الآيات الأخرى، وأن المقصود به إحياؤها في آخر الزمان بالإمام المهدي عليه السلام.
ويؤيده: 1- سياق الآية الذي يتكلم عن خشوع مجتمع المؤمنين لله تعالى وأن لا يكونوا قساة القلوب من طول الأمد كالذين طال عليهم الأمد من قبلهم، فهو كلام عن مستقبل الأمة الإسلامية!. (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) (الحديد: 16 – 17)

2- كما يؤيده أن الله تعالى استعمل تعبير إحياء الأرض في عدة مواضع، ولم يصدره ب‍ (إعلموا) إلا في هذا المورد، وأنه استعمل تعبير إعلموا في بضعة وعشرين موضعا، كلها مهمة وتمثل أهم الأمور التي ينبغي للمؤمنين أن يعلموها.. وإحياء الأرض السنوي لا يحتاج إلى تنبيه بقوله: (إعلموا).

وفي كمال الدين للصدوق قدس سره ص 668: (عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها، قال: يحييها الله عز وجل بالقائم بعد موتها – بموتها كفر أهلها – والكافر ميت). (ونحوه في الكافي: 8 / 267) وفي الغيبة للنعماني ص 24:

السؤال هنا إن كان كما ورد أن إمام الزمان  بقية الله  هو عين الحياة وهو الماء المعين  فلماذا لا نستشعر اللهفة والظمأ إليه كما نردد : متى نرد مناهلك الروية فنروى ، متى ننتقع من عذب مائك فقد طال الصدى ؟ لماذا ؟ والرواية تعبر عن على بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: قلت: ما تأويل قول الله عز وجل: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ )، فقال: إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون.؟ نقول يا مولاي ، لا نصنع شي نحيا كما يحيا غيرنا ممن لا عهد لهم بإمام بينهم يرعاهم بعينه ، نعيش دنيا الغفلة عنه ونحن راضون بهذه الدنيا الخالية منه ومطمأنين بها لذلك لسان الروايات يشدد لاتغفلوا عنه فتقسوا قلوبكم كونوا معه على ارتباط وثيق ففي غيبة النعماني عن الإمام الصادق عليه السلام  بالنسبة لآية ألم يأن (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله (إنما الأمد أمد الغيبة. فإنه أراد عز وجل يا أمة محمد أو يا معشر الشيعة: لا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد).

هو عين الحياة الذي سيفيض الحياة على كل شيء بحسبه حياة الأرض بالقسط والعدل، ولا تكرار في المقام  يقولون العدل شيء والقسط شيء وكذلك الظلم والجور والتقابل مع العطف يعطي التمايز هنا يعني

فدعائنا في شهر رمضان اللهم أدخل على أهل القبور السرور اللهم اغن كل فقير إنما هو دعاء لتعجيل الفرج وتحقق الحضور في تلك الدولة الكريمة التي ليس فيها فقير ولا مريض ولا غريب ولا مدين ولا و لا… فالأرض تضج ضجيج الآملين أن يظهر الله  الولي ..فتشرق بنوره .. ويظهر الإسلام على الدين كله… فالأرض لها شعور وادراك.. أوليس سوف تشهد أوليس أنها تخاطب الفاجر لقد كنت أمقتك على ظهري فكيف وقد أصبحت في بطني… أولم تتجاوب هذه الأرض بل كل الكون مع الأحداث العظيمة  …

نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بخيمة خالتي ام معبد ومعه اصحاب له، وكان اليوم قائضاً شديداً فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فانقاهما ثم مضمض فاه ومجه في عوسجة أي شجرة كانت الى جنب خيمة خالتي ثلاث مرات واستنشق ثلاثاً وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ثم قال: ان لهذه العوسجة شأناً ثم قام فصلى ركعتين.

قالت هند: فعجبت انا وفتيات الحي من ذلك وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصلياً قبله فلما كان من الغد اصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عالية وابهى، وقد خضد الله شوكتها أي قطع شوكتها فوشجت عروقها وكثرت افنانها واخضر ساقها ثم اثمرت بعد ذلك فاينعت بثمر كان كأعظم ما يكون من الكمأة( يشبه الفقع لكنه يميل للغبرة والسواد) في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد، والله ما اكل منها جائع الا شبع وظمآن الا روي، ولا سقيم الا برئ، ولا ذو حاجة وفاقة الا استغنى ولا اكل ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة الا سمنت ودر لبنها فرأينا النماء والبركة في اموالنا منذ يوم نزل صلى الله عليه وآله واخصبت بلادنا وامرعت فكنا نسمي تلك الشجرة المباركة وكان ينتابنا من حولنا من اهل البوادي يستظلون بها ويتزودون من ورقها في الاسفار ويحملون معهم للارض القفار.

ثم ماذا كان يا ترى ولماذا؟ نبقى مع هند بنت الجون لتحدثنا بعد هذه الوقفة القصيرة.

تقول هند: فلم نزل كذلك وعلى ذلك حتى اصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها، واصفر ورقها فاحزننا ذلك وفزعنا من ذلك فما كان الا قليل حتى جاء نعي رسول الله صلى الله عليه وآله فاذا هو قد قبض ذلك اليوم فأقامت على ذلك نحو ثلاثين سنة، فلما كان ذات يوم، اصبحنا واذا بها قد شاكت من اولها وآخرها وذهبت نضارة عيدانها، وتساقط جميع ثمارها، فما كان الا يسير حتى وافى خبر مقتل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فما اثمرت بعد ذلك، لا قليلاً ولا كثيراً، ولم نزل نحن ومن حولنا نأخذ من ورقها، ونداوي به مرضانا، ونستشفي به من اسقامنا، فأقامت على ذلك برهة طويلة، ثم اصبحنا ذات يوم فاذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط، واذا باوراقها ذابلة تقطر دماً كماء اللحم فقلنا قد حدثت حادثة عظيمة! فبتنا ليلتنا فزعين مهموسين نتوقع الحادثة فلما اظلم الليل علينا سمعنا بكاءاً وعويلاً من تحت الارض، وجلبة شديدة ورجة وسمعنا صوت نائح يقول:

ايا ابن النبي ويا ابن الوصي

بقية ساداتنا الاكرمينا

وكثر الرنين والاصوات فلم نفهم كثيراً مما كانوا يقولون، فاتانا بعد ذلك خبر قتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة وجفت وكسرتها الرياح والامطار فذهبت ودرس اثرها. رواية عجيبة مذكورة في كامل الزيارات

صفوان الجمال عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : سألته  في طريق المدينة ونحن نريد مكة فقلت: يا ابن رسول الله، مالي أراك كئيباً حزيناً منكسراً ؟ فقال: “لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسألتي” . قلت : فما لذي تسمع؟ قال:” ابتهال الملائكة إلى الله عز وجل على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين ونوح الجن وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة جزعهم، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم”. هذا بعد سنوات من الواقعة الأليمة فكيف كانت الدنيا يوم الواقعة

كل شيء كان مختلف

السماء بكت عليه يقول سيد الساجدين: كانت إذا استقبلت بثوب وقع على الثوب أثر البراغيث من الدم

الأرض يقول رجل من أهل بيت المقدس: ما رفع حجر ولا مدر ولا صخر إلا ورأينا تحتها دم عبيطا م يغلي واحمرت الحيطان كالعلق ومطرنا ثلاثة أيام دما عبيطا ليه السلام

 

أفدي الذي رزؤوه أبكى السماء دما     وزعزع الدين والأركان والحرما

يامن بخيل الأعادي صدره حطما       أي المحاجر لا تبكي عليك دما

أبكيت والله حتى محجر الحجر

الشمس انكسفت والرواية أن الشمس والقمر لاتنكسفان لموت أحد ولا حياته هذا في الموت المتعارف كما يقول الميرزا التبريزي  أم قتل قطب دائرة الوجود بهذه الوحشية يتطلب أعظم من الأنكساف ..

الجبال تقطعت وانتشرت والبحار تفجرت كما يذكر مولانا الصادق عليه السلام

يذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة أنه لما جيء برأس الحسين إلى دار ابن زياد سالت حيطانها دماً

هنيئا لكم أيها الباكين رسول الله يصلي عليكم يقول ألا صلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة واللاعنين لأعدائهم  والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً

كيف لا يتغير الكون وقد سبي آل رسول الله كالعبيد وصفدوا في الحديد فوق أقتاب المطيات تلفح وجوههم حر الهاجرات يساقون في البراري والفلوات  أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الأسواق والناس قد مدت لهم الأكف بالصدقة ..تلك الأيدي التي رمت مسلم بالحجارة وقصب النيران من سطوح المنازل وسحبت جثته في الأسواق و تلك الصبيه يرمون الجثة بالحجار اليوم تتصدق عليهم ياللعجب

قل لقوم عرى المواثيق خانت    بأذى بنتِ من له قبلُ دانت

مالأرذالكم إليها أهانت            هذه زينب ومن قبل كانت

بفنا دارها تحط الرحال

عجبا للتي للثم يديها           أبداً تخضع الرقاب لديها

والتي تقصد العفاة اليها        أمست اليوم واليتامى عليها

يالقومي تصدق الأنذال

..وعلى باب قصر ابن زياد  رأس سيد الشهداء .. زينب لم تر الرأس من ليلتين فقد عجلوا به إلى الكوفة منذ أن فصل عن الجسد الشريف… رأت ذلك الوجه الأزهري القمري والريح تلعب بشيبته نادت

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة