قف شامخا

img

محياي ساوى في القياس مماتي

إن لم تكن في كربلا مرساتي

بحري دموع التائقين لقدسها

وسفينتي سحب من الآهات

لحسيننا سارت مواجعنا التي

حملت إليه تلهف الراياتِ

يهفو اخضرار الروح نحو مروجه

في عاشر ويهيم في الساحات

كون الحسين توسعت آفاقه

طافت عليه مجرة الآياتِ

رتبت قافية القصيد بدفتري

ليلا إليه فكبرت أبياتي 

فرت لمرقده بأجنحة الولا

سربا فسارت خلفها أصواتي

حطت على أرض العراق وخيمت

بإزاء خيمة زينب مولاتي 

هذا المحرمُ لابسًا إحرامه

لبى فلبت بعده

أشتاتي

أنِستْ بصوت الماء يبكي قِربة

مشقوقة في أحلك الساعات

أحسين يا غيث السماء تهشمت

لما عطشت على الثرى مرآتي

وتشيعت عندي الإقامة وانتمت

قبل الأذان لعاشر أوقاتي

خُلدتَ عبرة مؤمن فجعلت من

دمعي المسال تواصل المأساةِ

دمك الذي أوحى الشهادة آية

وتنزلت أسكنتها ذراتي

ولنحرك الساقي الفراتِ تسارعت

قبلي ولثم الجرح من عاداتي

جبلتْ على ذرف الحروف قريحتي

فقصائدي ولدت من الأناتِ

قف شامخا إنا نراك نبينا 

بل صاحب الإنجيل والتوراة

وارقب مواسمك التي ساحت رؤى

وتجددت في كل فجر آتِ

حركت ذرات الوجود كما تشا

ورفدتها بمناهل الطاقات

ولذا استحى ماء الفرات مغادرا 

رئتيه في شجن

وجلد الذاتِ

قدر العراق بأن تكون مليكه

كأبيك نورا من سنا المشكاة

لولا شروق شموسكم في أرضه

ما عاش إلا في دجى الظلماتِ

شنف بصوت النصر ملح ضمائر

وازرع بأرض شتلة الإنصاتِ

واصدع بما تؤمر فلست بميتٍ

حيٌ يشرفُ رفرف الجناتِ
03.01.1438

🔹سعيد الشبيب

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة