شرح دعاء كميل (55)

img

فالنّفس ذات عرض عريض، وهي آية الله الكبرى، من عرفها فقد عرف الله، ومن لم يعرفها فلم يعرف الله تعالى. وآية التوحيد؛ إذ هي بوحدتها كلّ الشّؤون والصّفات والمراتب، كما أنّه تعالى بوحدته جميع الصّفات الجمالية والجلالية واللطفيّة والقهرية، ووجهه تعالى بوحدته كلّ الأفعال والآثار والوجودات والشّؤون.

فجعل تعالى في خلقة الإنسان ووجوده شيئاً من العناصر، وشيئاً من الأفلاك والأملاك، وشيئاً من العقول، ونفخ فيه شيئاً من روحه. وأودع فيها شؤوناً من شؤوناته؛ لأنّه كما أنّ وجهه تعالى في مقام طبع، وفي مقام جسم، وفي مقام نفس، وفي مقام عقل أو في مقام ناسوت، وفي مقام ملكوت، وفي مقام جبروت، وفي مقام لاهوت، وبذاته لا شيء منها، كذلك النّفس في مقام جسم، وفي مقام طبع، وفي مقام نفس مدبّرة، وفي مقام عقل، وفي مقام ليست بهذه كلّها، بل فانية عن جميع هذه، وباقية ببقاء الله.

فإن قلت: إنّها حادثة ذاتاً في مقام الطبع، صدقت.

وإن قلت: إنّها حادثة تعلّقاً، وأردت وجودها الطبيعي الذّاتي لا الإضافة المقوليّة، صدقت.

وإن قلت: إنّها قديمة ذاتاً لا تعلّقاً، باعتبار كينونتها العقلاني التي هي تماميّة النفس وصورتها النوعية المفارقة كما مرّ أنّ شيئية الشيء بصورته وتمامه، صدقت.

وإن قلت: إنّها بهذا الاعتبار باقية ببقائه، بل ببقاء الله، صدقت.

وإن قلت: إنّها غير باقية، بل زائلة سيّالة باعتبار حركتها الجوهرية ووجودها الزماني، صدقت.

وإن قلت: إنّها جسم، صدقت.

وإن قلت: إنّها روح، صدقت.

توخود يك چيزي وچندين هزاري دليل از خويش روشنتر نداري

يتبع…

 

الكاتب المولى عبد الأعلى السبزواري

المولى عبد الأعلى السبزواري

مواضيع متعلقة