شرح دعاء كميل (54)
الثانية: اللّوامة، وهي شأنها تلويم نفسها إن اجتهدت في الإحسان، أو قصرت عنه واجتهدت في الإساءة، وقد أخبر عنها القرآن بقوله تعالى: ﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾([1]).
الثالثة: المسوّلة، وهي لا تزال تزيّن الأشياء من الأسباب الدنيويّة، من الدراهم والدنانير والضياع والعقار والنساء والبنات والبنين وغيرها عند نفسها، أو تزيّن الأسباب الاُخرويّة من القصور والحور والجنّات والأنهار الأربعة وغيرها، ثمّ يجتهد في تحصيلها من أيّ طريق اتّفق وعلى أيّ وجه وقع، كما قال الله تعالى: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ﴾([2]).
الرابعة: الملهمة، وهي التي لا تزال ملهمة بإلهام الله تعالى، أو الملك في مهمّاتها وطاعاتها ونسكها، وفي الاطّلاع على المغيبات، أو في فجورها وغرورها، كقوله تعالى: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾([3]). ولكن إلهام الفجور والمعصية خذلان وخسران لها، وإلهام الطّاعات والعبادات توفيق وإحسان لها من الله تعالى.
الخامسة: المطمئنّة، وهي الّتي اطمأنّت بذكر الله، وتوكّلت عليه في جميع الاُمور والأحوال، وبردت بالبرد اليقين، ووقفت عن الكدّ والسّعي في اُمور الدنيا، وهي مقامها أعلى وأشمخ من جميع مراتبها الاُخر، وهي المخاطب بقوله تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾([4]).