شرح دعاء كميل (50)

img

﴿وَكَم مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَم مِن مَكروهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَم مِن ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ﴾

كلمة «كم» في جميع هذه المواضع خبريّة، قد مرّ معناه.

العثار ـ بالكسر ـ : من «عثر، يعثر» ـ من باب «ضرب» و«نصر» و«علم» و«كرم» ـ عثراً وعثاراً: إذا كبا، وهو الكبو، أو القريب منه.

والعثرة ـ بالفتح ـ : الخطيئة، ومن أسمائه تعالى: «يَا مُقِيلَ العَثَرَات»([1]).

الوقاية: الحفظ، «وقاه الله شرّ ذلك اليوم»: أي حفظه من ذلك.

الثناء ـ بالمدّ ـ :  المدح والذكر الحسن، ويستعمل في الأغلب مع الجميل، وهو خلاف القبيح.

المكروه في الأحكام الخمسة: هو ما كره الله فعله، وفي اللغة([2]): ما تنفّر الطبع عنه ولو في الجملة، وهو هنا أعمّ ممّا كره الله تعالى فعله وممّا تنفّر الطباع عنه، من المرض والألم وسوء الحال.

النشر: التفرّق والاشتهار.

يقول السّائل في مقام إظهار مراحمه تعالى وعواطفه: كم من مَزالّ الأقدام يكاد أن تزلّ فيها قدمي وأكبّ على وجهي، وقيتني وأمسكتني عن الكبوة بفضلك، وكم من مكاره الاُمور أعترتني في الأحوال، دفعتها ورفعتها عنّي بكرمك، وكم من مدائح وأوصاف حسنة جميلة ما كنت أهلاً ومستحقّاً لانتسابها إليّ، أضفتها إليّ بمنّك وكرمك ولطفك، ونشرتها بين عبادك، والحال أنّه إليك يرجع عواقب الأثنية والمحامد والمدائح كلّها، كما في الدعاء: «وَإِلَيكَ يَرجِعُ عَوَاقِبُ الثَّنَاء»([3])، بل عواقب الاُمور جميعاً ﴿أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ([4]).

وقال صدر المتألّهين+ في نبراسه في الفقه شعراً:

محامد من أيّ حامد بدت
ففي الحقيقة إليه آئل
فالحمد كلّ الحمد مخصوص به
ظاهرها لأيّ محمود ثبت
إذ لله فواضل فضائل
بل كلّ حامديةٍ بحوله([5])

يتبع…

 الهوامش:

([1]) المصباح المتهجّد: 70. سلوة الحزين: 60 / 148. إقبال الأعمال 1: 295.

([2]) انظر: مجمع البحرين 6: 359.

([3]) شرح الأسماء الحسنى 2: 22.

([4]) الشورى: 53.

([5]) شرح نبراس الهدى: 173 ـ 174.

الكاتب المولى عبد الأعلى السبزواري

المولى عبد الأعلى السبزواري

مواضيع متعلقة