شرح دعاء كميل (42)
﴿اللّهُمَّ لا اَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً ولا لِقَبائحي ساتِراً﴾
أي ولا أجد لأفعالي وصفاتي القبيحة ساتراً.
القبائح: جمع «قبيحة»، كـ«مدائح»: جمع «مديحة».
روي عن الصّادق × أنّه قال: «ما من مؤمن إلّا وله مثال في العرش، فإذا اشتغل بالركوع والسجود فعل مثاله مثل ذلك، فعند ذلك تراه الملائكة، فيُصلّون عليه ويستغفرون له، وإذا اشتغل بالمعصية أرخى الله على مثاله ستراً لئلّا يطّلع عليها الملائكة»([1]).
ومن أسمائه تعالى، كما في الدعاء: « يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَ سَتَرَ الْقَبِيح»([2]).
أقول: ومعنى رؤية الملائكة حسنات المؤمنين وعدم رؤيتهم سيّئاتهم ـ كما قيل ـ أنّهم يرون الأشياء باعتبار جهاتها النورية، وبعبارة اُخرى: باعتبار وجوهها إلى الله الحسنة، لا باعتبار وجوهها إلى أنفسها القبيحة؛ لاستغراق الملائكة في مشاهدة جمال الله وجلاله.
وروي عن الحُسين بن علّي بن أبي طالب ’، أنّه جاء رجلٌ، وقال: أنَا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية، فعظني بموعظة. فقال×: «افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت، فأوّل ذلك: لا تأكل من رزق الله وأذنب ما شئت، والثاني: اخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت، والثالث: اطلب موضعاً لايراك الله واذنب ما شئت، والرابع: إذا جاء ملك الموت لقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ما شئت، والخامس: إذا أدخلك مالك في النّار فلا تدخل في النّار واذنب ما شئت»([3]) انتهى.
يتبع…
الهوامش:
([1]) سلوة الحزين: 60 / 149. مفتاح الفلاح: 156. بحار الأنوار 54: 354 .
([2]) الكافي 2: 578 / 4. تهذيب الأحكام 3: 84 / 240. المصباح المتهجّد: 70. سلوة الحزين: 60 / 148.
([3]) جامع الأخبار (للشعيري): 130. بحار الأنوار 75: 126 / 7.