شرح دعاء كميل (41)
﴿ولا يُمكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكومَتِكَ﴾
فكيف يُمكن الفرار من حكومته تعالى، وهو ذاته محيطة وفعله محيط بجميع الأشياء، وقدرته جارية على الكلّ ولا يمتنع معها شيء، وحكمه نافذ في أعماق الموجودات وآخذٌ بناصيتها، وهي وجوُدات الأشياء؟ إذ كما عرفت مراراً وجود الكلّ منه تعالى وبه وإليه، كما قيل:
ظهور توبمن است ووجود من از تو | ||
فَلَست تظهر لولاي لم اكُن لولاك([1]) | ||
[نقل كلام أفلاطون الإلهي]
ومن آثار الأفلاطون الإلهي أنّه قال: «العالم كرة، والأرض نقطة، والأفلاك قسي، والحوادث سهام، والإنسان هدف، والرامي هو الله، فأين المفرّ؟»([2]). روي أنّه قيل هذه الكلمات في حضور علي×، قال: «﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ﴾([3])»([4]).
غير از تو پناه وملجأم نيست | هم در تو گريزم ار گريزم([5]) |
أقول: استفهام أفلاطون من التابعين ليس من باب الغفلة وعدم الاستشعار بذلك، كيف وأنّه كما ورد في حقّه عن النبي |: «كان نبيّاً جهله قومه»([6])، وأنّه صدر حُكماء الإشراق جميعاً؟! بل من باب الامتحان والاستخبار عن مريديه، ليعلم أنّهم ماذا يقولون في جوابه؟!
يتبع…
الهوامش:
([2]) حكي عنه في ديوان أمير المؤمنين× (ميبدي): 67. تفسير الآلوسي 11: 94. شرح الأسماء الحسنى 2: 65.
([4]) حكي في شرح الأسماء الحسنى 2: 65.
([5]) گلستان سعدي ـ الباب الخامس، وفيه:
بعد از تو ملاذ وملجائى نيست هم در تو گریزم ار گریزم
([6]) انظر: رسائل الشجرة الإلهية (للشمس الدين الشهرزورى): 6، حيث نقل في شأن أرسطاطاليس.