شرح دعاء الصباح 43

img

﴿وَهَرَبْتُ إلَيكَ لاجِئاً مِن فَرْطِ أهوائي﴾

ثمّ ألهم الدّاعي بما هو التّرياقُ الأعظم لجميع السّموم، وسفينةُ النّجاة للمنغمسين في بحار الغموم، ونيرانُ عَلَمِ الهداية في أودية الهُموم، وهو التّشبّت بحبال الله المتينة، والاستظهار بجبال الله الشّامخة المكينة، وهي أحبّاء الله وأدلّاؤه، وأولياء الله وأودّاؤه، الّذين حبّهم مفترضة([1])، وطاعتهم واجبة، يعصمُون مَن أوى إليهم، وينقذون من تعلّق بعُرا موالاتهم؛ فإنّهم ـ كما مرّ ـ روابط الحوادث بالقديم، وقوّاد البائس المعترّ من المجتهدين إلى حضرة الجواد الكريم، وهم شهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء؛ ولذا في دعاء التشهّد تقول أوّلاً: «قَرِّبْ وَسيلَتَه» أي في الدّنيا، ثمّ تقول: «وارْزُقْنا شفاعَتَه» أي في العقبى. فالشفاعة هناك ظلّ اعتصامك هاهنا بموالاته وموالاة أوليائه، وصُورةُ تقريب وسيلته الّتي وفقت له هاهنا، فقال:

يتبع…

الهامش:

([1]) كذا؛ مراعاة للنظير، مع أن الأولى فيه التذكير.

الكاتب الملا هادي السبزواري

الملا هادي السبزواري

مواضيع متعلقة