هل تحسن الإصغاء؟؟؟

img
عام 0 مها آل ضاحي

هل تحسن الإصغاء للآخرين؟ وهل تحسن بصفة عامة؟

إن القدرة على الإصغاء للآخرين هي واحدة من أهم قدرات الشخص الناجح في الحياة، وهي من القدرات والمهارات التي يجب على كل شخص أن يحاول اكتسابها وتنميتها لما لها من أثر هام في حياته وحياة الآخرين، فمن العسير جدا أن تدخل قلوب المحيطين بك ما لم تصغ إلى ما يقولون جيدا وتستمع بصدر رحب إلى شكاواهم ومشاكلهم التي تثقل على صدورهم، أمّا إذا كنت من الذين لا يتركون الفرصة للآخرين أن يتحدثوا أو يعرضوا وجهات نظرهم ولا يفتئون يقاطعونهم كلما بدأوا في الحديث، فثق تماما أنك تعد من الفاشلين، وأن الآخرين ينفرون منك ولا يحبون أن يتبادلوا معك الحديث إلا مرغمين؛ لأنهم لا يجدون آية فرصة يتحدثون فيها.

كما أن الإصغاء في حد ذاته هو من أهم القدرات الذاتية التي تساعدك على تقوية ذاكرتك إلى حد بعيد، فكلما كان إصغاؤك جيدا كلما انطبعت الكلمات في ذهنك، ويمكنك الآن أن تتذكر صوت أحد مدرسيك في المراحل الأولى من التعلم وهو يتحدث في موضوع بعينه، بل ويمكنك سرد تفاصيل حديثه رغم السنوات الطوال التي مرت عليك، والسر في ذلك هو: أنك كنت تصغي بكل حواسك لما يتفوه به المدرّس، فكان من الطبيعي أن تطبع هذه الكلمات في ذاكرتك ولا تفارقك أبدا.

والآن مع هذا الاختبار الذي سوف يساعدك كثيرا في معرفة مدى قدرتك على الانتباه والإصغاء للآخرين.

  1. إذا مرت بذهنك ذكرى إنسان عزيز على قلبك، فما هو أكثر ما تذكره عنه بدقة؟:

أ/ نظرته؟

ب/ وجهه؟

ج/ صوته؟

  1. إذا ما وضعتك الأقدار في مواجهة مع شخص لا تعرفه جيداً ورحت تناقشه في قضية هامة، فما هو الموقف الذي تتخذه دائما؟

أ/ تبادر إلى عرض موقفك؟

ب/ تعبر عن وجهة نظرك ثم تحاول أن تجعله أيضاً يبدي رأيه؟

ج/ تحرص جيداً على أن تجعله يعبر عن وجهة نظره قبل أن تبدي رأيك؟

  1. بافتراض أنك متزوج وتعول أولادا، ماذا تفعل إذا ما غضب أحد الأولاد وتحداك ولم يمتثل لأوامرك؟:

أ/ تميل عليه بهدوء وتوضح له أنه يجب عليه أن يطيعك؟

ب/ يسيطر عليك الحنق والضيق؟

ج/ تنهره وتأمره بأن يصمت تماما؟

  1. حاول أن تتذكر جيدا.. ما هو أكثر شيء يلفت نظرك ويأخذ انتباهك في الشخص الذي تلتقي به لأول مرة؟:

أ/ مظهرة الخارجي؟

ب/ حديثه وكلماته؟

ج/ حركاته والطريقة التي يمشي بها؟

  1. ماذا يحدث عادة عندما تجد نفسك وسط عدد من الأشخاص بينهم من تشاهدهم لأول من مرة.. هل؟:

أ/ يمكنك الحديث بسهولة والتصرف بصورة طبيعية تماماً؟

ب/ تميل إلى الانطواء والابتعاد عنهم؟

ج/ تحاول امتلاك زمام الأمور وتسيّر دفة الحديث.

  1. ما هو الانطباع الذي يسيطر عليك غالبا؟.

أ/ انك دائما على حق؟

ب/ أن الآخرين  دائما ما يخطئون الحكم عليك؟

ج/ انك لا تنال ما تستحق من تقدير؟

  1. إن أول نوع من التعامل بينك وبين الآخرين هو الذي يتم من خلال الحديث إليهم، فهل سبق إن اتهمك الآخرون بأنك؟:

أ/ تقاطعهم في حديثهم؟

ب/ تلقي ببعض الكلمات العشوائية أحيانا؟

ج/ لم يسبق اتهامك بشيء مما سبق؟

  1. لصوت الإنسان وطريقة نطقه أثر بالغ في نفوس الآخرين، وفي رأيك أنت هل يعد صوتك:

ا/ قصير المدى؟

ب/ واضح تماما؟

ج/ غير قوي ولكنه مؤثر وغير مزعج في نفس الوقت؟

  1. تعرضت لموقف أثار أعصابك وهيج مشاعرك رغما عنك مما جعلك تتحدث بانفعال وتفلت منك بعض العبارات غير المقصودة فهل؟:

أ/ يمكن أن تتذكر كل دار في هذه المناقشة؟

ب/ لا تتذكر بالتحديد إلا ما نطق به الطرف الآخر؟

ج/ تتذكر أقوالك فقط؟

  1. إذا تأزمت الأمور بينك وبين أحد أصدقائك المقربين دون سابق إنذار، ووجدت نفسك تتشاجر معه فهل:

أ/ يمكنك أن تتذكر حديثه بعد مضي أكثر من يوم عليه؟

ب/ تجد نفسك في اليوم التالي وقد نسيت كل ما قيل؟

ج/ تبذل جهدا كبيرا لكي تتذكر ما ردده من كلمات غير لائقة واتهامات كاذبة؟

  1. بينما تشعر بالتعب والإرهاق بعد يوم عمل شاق وتحاول النوم جاهدا فوجئت بصوت جهاز الراديو الخاص بجيرانك يخترق أذنبك فإنك:

أ/ تشعر بالقلق؟

ب/ لا تشعر بالضيق إلا بعد مرور وقت طويل على هذا الإزعاج؟

ج/ تشعر بالضيق إلا بعد مرور وقت طويل على هذا الإزعاج؟

ج/ تشعر بالتوتر والضيق الشديدين؟

وبعد أن انتهيت من الإجابة على الأسئلة السابقة، والتي تقيس درجة إصغانك في مختلف المواقف، وتحدد رد فعلك في الحالات المتباينة، عليك أن تضع إجاباتك في جدول النتائج التالي:

جدول  النتائج

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

ج

ب

أ

ب

أ

أ

ج

ب

أ

أ

ب

أ

ج

ج

ج

ج

ب

ب

أ

ب

ب

ج

ب

أ

ب

أ

ب

ج

أ

ج

ج

ج

أ

المجموع

 

ونأتي إلى تحليل النتائج من واقع الدرجات التي حصلت عليها في كل عمود من الأعمدة:

العمود الأول:

إذا ما وقعت معظم إجابتك في العمود الأول فهذا يدل دلالة أكيدة على أنك تتمتع بقدرة كبيرة على الإصغاء إلى الآخرين وإلى الإصغاء بصفة عامة، وأنك تتلقى الكثير من المؤثرات والخبرات عن طريق السمع، وتلك الموهبة رائعة، فلديك ميل قليل إلى نسيان ما تتلقاه من المعلومات السمعية كما أن عليك أن تركز دائما على هذه الناحية إذا ما أردت أن تحتفظ بمعلوماتك أطول فترة ممكنة، فإذا كنت طالبا مثلا فإن عليك أن تستذكر دروسك بصوت عال وتحرص بقدر الإمكان على التواجد في أماكن هادئة بعيدة عن الضوضاء التي قد تؤدي بك إلى نتائج عكسية تماما، وتتداخل بصورة مزعجة فيما تستذكره مما يضيع كل مجهوداتك هباء.

ومن المؤكد أنك تتمتع بعلاقات طيبة مع من حولك لما تمنحه لهم من فرصة الحديث عن أنفسهم والتعبير عما يشعرون به أو يشكون منه، وفي تلك الهدنة التي تمنحها للآخرين للحديث يمكنك التفكير فيما ستقوله، وما يجب عليك أن تفعله، وفي هذا قمة النضوج والعقل، فما من آفة تدمر حياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية أكثر من الاندفاع والتهور قبل أن يدرك حقيقة الأمور، وهذه الخاصية تمنحك ثقة كبيرة في نفسك وتتيح لك الفرصة لمعرفة مشاعر الآخرين وردود فعلهم أن تخوض في المناقشة أو تشرع في العمل.

ومن أهم عيوبك: أن الضوضاء تؤثر في قدرتك كثيرا وتشتت طاقتك إلى حد بعيد وتثير أعصابك وأنك قد تعجز عن العمل تماما إذا وجدت في مكان يتميز بالضوضاء الشديدة، ويجب عليك أن تعمل بجد على التأقلم على الضوضاء والعمل في هذه الظروف.

العمود الثاني:

أنت في هذه الحالة لا تتمتع بقدرة كبيرة على الإصغاء ولا تلقى انتباهك إلى الأشياء بدرجات متساوية، وربما لا يعود هذا في مقام الأول إلى عيب في قدرتك على الإصغاء بقدر ما يعود إلى السلوك الذي درجت عليه دائما وهو أنك تصغي تماما إلى الأشخاص القريبين إلى قلبك وتنتبه إلى الموضوعات المحببة إليك والعكس تماما، فإنك تهمل الأشخاص الذين لا تهواهم نفسك أو تنفر منهم، ومن الغريب حقا أنك تكون متفوقا وبارعا للغاية في تلك الحالات التي تصغي فيها جيدا، وهذا يثبت أنك تتمتع بقدرات طيبة ولكن الأمر يتعلق بالنواحي النفسية فقط، والدليل على ذلك أنك لم تتذكر إلا ما قاله خصمك الذي تشاجرت معه، بينما نسيت ما تفوهت به.

ومن المهم للغاية أن تتدارك هذا العيب الخطير الذي يجعلك محورا للجدل بين أصدقائك، فهذا يقسم بأغلظ الإيمان، إنك إنسان متفاهم حريص على مشاعر الآخرين، وذلك يؤكد أنك على العكس أناني لا تفكر إلا في نفسك ولا تحاول سماع غيرك، وبالطبع فكلاهما محق فيما يقول لأن قدرتك على الإصغاء تكون في أشدها حينما تتعاطف مع محدثك أو تستهويك الموضوعات التي تدور على مسامعك والعكس صحيح. ولذلك فلابد لك من التغلب على العيب الخطير بالمران والتعود فإنه يسبب لك خسائر كثيرة.

العمود الثالث:

إذا وقعت معظم إجاباتك في هذا العمود فإنك لا تتمتع بأي قدرة على الإصغاء للآخرين، وتتميز بنفاذ الصبر وضيق الصدر، فأنت لا تهتم على الإطلاق بسماع الآخرين والإنصات لما يقولون، وإذا كنت في مناقشة أو نشب بينك وبين الآخرين الجدال فإنك تبادر إلى إعلان رأيك فوراً ثم تبتعد عن المناقشة، ولا تصغي لما يقال.

ومن الواضح أنك مقتنع بأن الآخرين يقيدون قدرتك على التحرك وعلى التفكير، كما أن الناحية السمعية لا تمثل أهمية كبيرة بالنسبة إليك ولذلك فأنت في حاجة شديدة إلى تدريب على الإصغاء وعلى انتباه الآخرين.

الكاتب مها آل ضاحي

مها آل ضاحي

مواضيع متعلقة