شرح دعاء كميل (33)
﴿وَأَنزَلَ بِكَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَه﴾
«الشدائد» جمع «شديد»، وهو الأمر الصعب. وتقديم الظّرف لقصد الحصر، أي: أنزل بك لا بغيرك، ولمراعات السّجع.
والجملة معطوفة على ما قبلها، يعني: «أسألك سؤال من اشتدّت فاقته، وسؤال من أنزل بك عند الشدائد حاجته»، وذلك كمن حان أن يغرق سفينته وألقتها السوافن العاصفة في التّهكلة، فكيف حال السفّان والربّان حينئذٍ؟ فلابدّ أن يلتجئ بجميع مشاعره وقواه إلى الله تعالى، ويتضرّع إليه حتّى ينجيه وسفينته من الغرق، وإذن لا يلتفت إلى نفسه فضلاً عن الالتفات إلى الغير.
أو كمن ظهرت أمارات الموت عليه، وكان في حالة الاحتضار والهلاكة، فكيف حاله مع الله تعالى؟ و إلي من يلتجي هنالك؟ و من هو يكشف السوء عنه غيره تعالى؟ فالعبد المؤمن الذي استقرّ بين الخوف والرّجاء ينبغي أن يكون في جميع الأوقات ملتجأً ومتضرّعاً إليه تعالى، كمن اشتدّت فاقته، وأنزل به عند الشّدائد حاجته