شرح دعاء كميل (31)
﴿وَفي جَميعِ الأَحوَالِ مُتواضِعاً﴾
التواضع: التذلّل، وفي الحديث: «ما تواضع أحدٌ لأحدٍ لله إلّا رفعه»([1]).
فالعارف البصير، والمسترشد الخبير، الناظر بنور الله إلى وجهه الكريم، في كلّ حال من الأحوال لابدّ أن يكون متواضعاً عند الجمع في جميع الأحوال؛ لأنه لا يرى شيئاً إلّا وقد يرى الله فيه أو معه أو بعده، كما ورد عن أميرالمؤمنين×: «ما رأيت شيئاً إلّا وقد رأيت الله قبله أو فيه أو معه» على تعدّد الرواية([2]).
وكان تواضعه وخضوعه وخشوعه كلّها لله تعالى، بل الكامل المرشد إذا ذهل طرفة عين عن استبصار أنواره تعالى، وأحياناً توجّه إلى الغير بإسناد فعل من الأفعال أو موجود من الموجودات إلى غيره تعالى، ثم إلتفت إلى ذلك النظر، استغفر عنه تعالى وأناب إليه، كما قال‘: «ليغان على قلبي، وإنّي لأستغفر الله في كلّ يوم سبعين مرّة»([3]).
سرمايهي دولت ای برادر بکف آر يعنی همه جا با همه کس در همه کار |
وين عمر گرامی بخسارت مگذار ميدار نهفته چشم دل جانب يار([4]) |
ثم إنّ هذه الجملة معطوفة على الجملة التي قبلها، أي: «وتجعلني في جميع الأحوال متواضعاً».
الهوامش:
([1]) الأمالي (للطوسي): 56. بحار الأنوار 72: 120/ 7. وفيهما بحذف «لأحد لله».
([2]) انظر: مفاتيح الغيب: 770. شرح الأسماء الحسنى (حاج ملا هادي السبزواري) 1: 189.
([3]) شرح نهج البلاغة (للبحراني) 2: 380. بحار الأنوار 60: 183.
([4]) انظر: تفسير روح البيان 6: 161. شرح الأسماء الحسنى (حاج ملا هادي السبزواري) 1: 182.