شرح دعاء كميل (27)
﴿وَاَن تُلهِمَني ذِكرَك﴾
المراد بالذكر هنا: ما يتذكّر به الإنسان من الأذكار والأوراد الّتي بها يستمدّ من الله تعالى ويطلب قضاء حاجاته منه، بل يستحضره في قلبه، حتى لا ينساه وينسى نفسه به، كما قال الله تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾([1]).
فالأهم الأقرب والأولى والأنسب أن يستأنس([2]) الإنسان نفسه بذكره تعالى في جميع أوقاته، وكان منظور نظره في جملة دعواته القربة إلى وجهه الكريم؛ ولذا قال سيّد السّاجدين زين العابدين× في المناجات الخمسة عشر: «وآنسنا بالذكر الخفي، واستعملنا بالعمل الزكي»([3])؛ حتى تنوّر بيت فؤاده بنور جماله، واستتر نقائصه الإمكانيّة تحت شعاع عظمته وجلاله.
فإذا جاوز عن دار الغرور وتوجّه إلى دار السرور استقرّ في الأنوار الخمسة، كما قال‘: «لا يزال المؤمن الذي يذكر الله في كلّ حال في أنوار خمسة: مدخله نور، ومخرجه نور، وكلامه نور، وغذاؤه نور، ومنظره يوم القيامة إلى نور»([4]).
فالذّاكر ينبغي أن يلتفت إلى أن يكون في تذكاره تعالى عمدة غرضه نفس الذكر، ولا يدرج فيه مقاصد اُخر، وإن أدرج ولم يقض أوطاره المندرجة لا يعبأ به؛ فانّه قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾([5]). كما قال المولوي&:
آن يکی الله ميگفتی شبی گفت شيطان آخر ای بسيار گو می نيايد يک جواب از پيش تخت او پريشان دل شد وبنهاد سر گفت هين از ذکر چون واماندهاي گفت لبيکم نمي آيد جواب گفت او را که خدا گفت اين بمن خود همان الله تو لبيک ما است حيله ها و چاره جوئيهاى تو از خدا غير خدا را خواستن |
تا که شيرين گردد از ذکرش لبي اين همه الله را لبيك كو چند الله ميزنی با روی سخت ديد در خواب او خضر را در خضر چون پشيمانی از آن کش خواندهاي زان همی ترسم که باشم ردّ باب که برو با او بگو ای ممتحن وان نياز ودرد وسوزت پيک ما است جذب ما بود و گشودن پاي تو ظنّ افزونيست كلّى كاستن([6]) |
الهوامش:
([2]) في هامش المخطوط: «يؤنس ظ».
([4]) الخصال: 277/ 20. روضة الواعظين: 291. بحار الأنوار 65: 17/ 24. فيهم: «عن علي عليهم السلام، قال: المؤمن يتقلّب في خمسة من النور: مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيامة إلى النور».