آية الله العظمى السيد الخوئي (رحمه الله) ـ 2

img

إمامنا والشعر:

لم يعهد منه (قدس سره) ممارسة النظم سوى ما كان ينظمه في بعض المناسبات الخاصة أحيانا وباللغات العربية والفارسية والتركية، إلا أنه أبي إلا أن يختم حياته بخير في نظم أرجوزة في العدل والإمامة فبلغت 156 بيتاً مع سبعة أبيات في التاريخ، فصار المجموع 163 بيتا وذلك في السنوات الأخيرة من عمره الشريف.

وقد التزم في أرجوزته بألفاظ الأحاديث غالبا أو بمضمونها من الروايات الصحيحة، ولخص المناقشات المذهبية حول الإمامة والتي خصصت لها الكتب المطولة لعلمائنا الأعلام من قبيل: الشافي للسيد المرتضى، وتلخيص الشافي للشيخ الطوسي، وغيرها من كتب الحديث المعتبرة، وذلك في بيان موجز منظوم على نمط الأرجوزة كي يسهل حفظها، وفيها يقول:

إني أبو القاسم لست شاعرا  ***  ولست في النظم خبيرا ماهرا

لكن حب العترة المطهره  ***  دعا إلى النظم وربي يسره

إلى أن يقول قدس سره:

الحمد لله العلي الواحد  ***  مكون الكون وأقوى شاهد

مصليا على النبي المؤتمن  ***  وآله المهرين من درن

أرجوزتي هدية للبشر  ***  تهدي إلى الرشد وخير الخبر

أذكر فيها ماروته المهره  ***  عن الرسول في إمام البرره

ذا حيدر إذ خصه الله بما  ***  قد خصه من شرف وأكرما

وفاته قدس سره:

توفي إمامنا الخوئي قدس سره في سنة 1413 هجرية، في مدينة النجف الأشرف. فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

من وحي الذكرى الدكتور أحمد الوائلي.

قصيدة في رثاء السيد الخوئي قدس سره الشريف:

مر عام كليلة إذ تمر  ***  والرّؤى حيّة ونبعك ثرُّ

وكأن الدنيا كما هي حال  ***  لم يفرق ما بيننا فيه قبر

يرفض الذهن أن يصدق أن  ***  الموت زاراك في الثرى أو يقرّ

لم تزل عندنا وبالسمع صوت  ***  منك نهفو له وبالوعد فكر

حولك الجمع ينهل العلم نهلا  ***  فهو ظام وأنت للعلم سفر

والكيان الوقور والشيبة البيضاء  ***  والوجه مثلما رفّ فجر

مجلس كل ما به الرشد والنور  ***  وأفق بكل ما فيه طهر

فكأنا نعيش في مسجد الخضراء  ***  والبحث صاخب مستمر

وعلي بجنبنا في ضريح  ***  يتهامى عليه نور ونور

والحشود التي لدارك تسعى  ***  وبها للعطاء والعلم فقر

فلهم منك بالأبوة عطف  ***  ولقد كنت منهم كما شنت برّ

وتدّما يزال ملء عيوني  ***  أنت فيه وحولك الناس صدر

تغمر الوافدين رفدا ولطفا  ***  وثدي الكرام بالرّفد غمر

والمصلون خلف محرابك الخاشع  ***  صمت مغرد فيه ذكر

صور لم تزل على الذهن تترى  ***  شاخصات لهن مجد وفخر

سوف تبقى حبابها دون حدّ  ***  من سنين فليس للعلم عمر

في مجال الأذهان فكر وفي العين  ***  جلال وفي الصّحائف سر

يا ترى هل تعود فينا الليالي  ***  لعلّي والليل يجلوه بدر

وأفاويق العلم من جعفر الصادق  ***  يروي العطاش منهن درّ

ويعود بالقرآن والسنة الغراء  ***  الظلّ منهما مستقرّ

وعلوم لدى مدارس آيات  ***  صداهنّ هادر منه نبر

ذاك ما نرتجيه رغم جحيم  ***  نصليه فالدهر كرّ وفرّ

والحمد لله رب العالمين

الكاتب امينة حرقان

امينة حرقان

مواضيع متعلقة