آية الله العظمى السيد الخوئي (رحمه الله) ـ 1

img

نسبه ومولده:

هو :أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم الموسوي الخوئي (قدس سره الشريف) ، ولد في بلدة (خوي) من بلاد آذربيجان ليلة 15من شهر رجب سنة 1314 ھ.

نشأته:

لقد نشافي هذه البلدة مع والده و إخوته حيث أتقن القراءة والكتابة وبعض المبادئ الإسلامية ، هاجر والده إلى النجف الأشرف سنة 1328 ھ ، والتحق الإمام بوالده سنة  1330 ھ، برفقة أخيه الأكبر المرحوم السيد عبد الله الخوئي وبقية أفراد عائلته ، وحين وصوله إلى النجف الأشرف بدأ الدراسة على يد بعض الأعلام منهم السيد الحجة والده (قدس سره) .

بحث الخارج وهو في سن العشرين ثم حضر الدروس العليا على أكابر المدرسين في سنة 1338 ھ  كان منهم

1- آية الله الشيخ فتح الله (شيخ الشريعة الأصفهاني)

2- آية الله الشيخ مهدي المازندراني .

3- آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي .

4- آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني .

5- آية الله الشيخ محمد حسين النائيني ،وكان العالمان الأخيران هما أكثر من تتلمذ عليها فقها وأصولا، وكان المرحوم النائيني آخر أستاذ لازمه الإمام الخوئي .

له عدة مشايخ في الرواية ، لذا فقد روي بعدة طرق الأربعة (الكافي ، الفقيه ، التعذيب ، الاستبصار ) الأخيرة (الوسائل ، البحار ، الوافي ) وغيرها من كتب أصحابها

الإمام الخوئي والتدريس :

كان للإمام الخوئي دور كبير وفعال في التدريس في الحوزات العلمية، فقد ألقى على مسامع الطلبة محاضرات في الفقه والأصول والتفسير، فتتلمذ على بديه خيرة طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، فمن ين المحاضرات التي كان يلقيها: (بحث الخارج) دورتين كاملتين لكتاب الصلاة، وفروع العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي.

ومحاضرات في الأصول (بحث خارج) ست دورات كاملة، وقد حالت مشاغل المرجعية دون إكماله للدورة السابعة منها، أما تفسير القرآن فقد شرع في تدريسه برهة من الزمن إلا أن الظروف التي واجهها منعته من الاستمرار في تدريسه.

وتجدر الإشارة إلى أن حياة الإمام كانت حافلة بمواصلة الدرس والتدريس باستثناء بعض التوفقات التي كانت بسبب الضروريات التي منها تشرفه بحج بيت الله الحرام عام 1353 ھ، وزيارة مرقد الإمام الرضا (ع) عام 1350 ھ و1368 ھ.

آثاره العلمية المقررة:

ترك الإمام الخوئي نتاجات علمية خالدة في الفقه والأصول والتفسير، تعبّر عن باعه الويل وتخصصه في علوم أهل البيت (ع) وهي كما يلي:

تنقيح العروة اتلوثقى 6 أجزاء، دروس في فقه الشريعة 4 أجزاء مستند العروة 3 أجزاء، فقه العترة جزآن، تحرير العروة جزء واحد، مصباح الفقاهة 6 أجزاء، محاضرات في الفقه الجعفري جزآن، الدرر الغوالي في فروع العلم الإجمالي جزء واحد، محاضرات في أصول الفقه دورة كاملة، مصباح الأصول جزآن، مباني الاستنباط جزآن، دراسات في الأصول العلمية جزء واحد، مصابيح الأصول جزء واحد، جواهر الأصول جزء واحد. الأمر بين الأمرين جزء واحد، الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد جزء واحد، رسالة في تحقيق الكر جزء واحد، رسالة في حكم أواني الذهب.

إمامنا والمرجعية:

انتهت إليه المرجعية بعد وفاة السيد محسن الحكيم (قدس سره) وذلك في سنة 1390 ھ، وقد تميز عن غيره من كبار المراجع الذين استغرقت المرجعية أوقاتهم فلم يكتبوا شيئا للأجيال سوى رسائلهم العلمية، في حين أنه (قدس سره) كان يستغل أوقات الفراغ ليكتب ويؤلف.

مؤلفاته:

لقد أثري إمامنا المكتبة الإسلامية بكتب. كثيرة ذات فوائد جمّة وفي العديد من المجالات، فأخرج للناس الكتب الآتية:

1ـ أجود التقريرات في أصول الفقه.

2ـ تقريرات الفقه.      3ـ الفقه الاستدلالي.

4ـ حاشية على العروة الوثقى.

5ـ نفحات الإعجاز.    6ـ الأحكام الشرعية.

7ـ البيان في تفسير القرآن (المدخل وسورة الفاتحة).

8ـ المسائل المنتخبة (وهي مجموعة فتاواه).

9ـ معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة 23 مجلدا.        10ـ منهاج الصالحين جزآن

إمامنا والحوزات العلمية:

كان (قدس سره) يرعى الحوزات العلمية، كما واهتم بالعمل المؤسساتي تشييدا ودعماً. فقد أمر بإنشاء مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، والتي قامت في غصون عمرها القصير بمشاريع دينية وثقافية واجتماعية في لندن ونيويورك وبومباي وتايلاند ومدرسة صاحب الزمان (عج) في كهولنا ببنغلادش ومدرسة أهل البيت في هوكلي البنغال الغربية ومدرسة أمير المؤمنين (ع) في الهند ومدرسة الإمام الباقر (ع) في بهيوندي الهند والمدرسة الإيمانية في بنارس بالهند والحوزة العلمية في حيدر آباد.

كما وبنى مدينة ضخمة لأبناء المسلمين في الهند، صادرتها الحكومة الهندية. كما وأنشأ مدرسة دينية في النجف قرب باب العمارة. ما لبثت الحكومة الصدامية أن هدمتها.

ووضع (قدس سره) أساس مدينة متكاملة لللاب ولمدرسي الحوزة العلمية في قم وهي اليوم مدينة شامخة باسم مدينة العلم، وتقوم المؤسسات الخيرية الثلاث في بريانيا وفي الولايات المتحدة وفي الهند بتأسيس المدارس والمعاهد وتقديم الخدمات الثقافية.

إمامنا والعلوم الحوزوية:

كان (قدس سره) محلقا في علم أصول الفقه وباحثا ماهرا فيه، حتى صار المدرس الأول لهذا العلم، وكانت مهارته في الفقه لا تقل عن تتبعه وتعمقه في أصوله، ومن خصائصه (قدس سره): أنه تفرغ لعلم رجال الحديث. كما وخاض (قدس سره) أبحاثا في علم التفسير وعلوم القرآن فعاملها بأسلوب الخبير الماهر المتخصص.

وكان متضلعا في أصول الدين والعقائد، فكان يعالج الموضوعات المتعلقة بالتوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد ضمن أبحاثه الأخرى، بنفس العمق والرصائة اللتين اتصف بهما في سائر أبحاثه.

يتبع…

الكاتب امينة حرقان

امينة حرقان

مواضيع متعلقة