سنن تكفين الميت

img

ذكروا من سنن هذا الفضل:

يستحب في الكفن العمامة للرجل ويكفي فيها المسمى، والأولى أن تدار رأسه ويجعل طرفاها تحت حنكه على صدره. الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن، والمقنعة للمرأة ويكفي فيها أيضاً المسمى:

ورد عن أبي عبد الله × سألته: في كم تكفن المرأة؟ قال ×: (في خمسة أثواب.. أحدها الخمار).

وورد أيضاً في مجمع البحرين: (الخمار هي المقنعة).

وورد في روايات أخرى أن الكفن ثلاثة أثواب.

ولفافة لثديها يشدان بها إلى ظهرها:

ما رواه سهل عن بعض أصحابه رفعه قال: سألته × كيف تكفن المرأة؟ فقال (ع): (كما يكفن الرجل، غير أنها تشد على ثدييهاً خرقة تضم الثدي إلى الصدر، وتشد على ظهرها، ويصنع لها القطن أكثر مما يصنع للرجال، ويحشى القبل والدبر بالقطن والحنوط، ثم يشد عليها الخرقة شداً شديداً).

وخرقة يعصب بها وسط الميت ذكراً كان أو أنثى، وخرقة أخرى للفخذين تلف عليهما، ولفافة فوق الإزار يلف بها تمام بدن الميت، والأولى كونها برداً يمانياً:

ما رواه يونس بن يعقوب عن أبي الحسن الأول × قال: سمعته يقول: (إنّي كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص من قميصه، وعمامة كانت لعلي بن الحسين × وفي بردٍ بأربعين ديناراً).

ويستحب أن يجعل القطن أو نحوه عند تعذره بين رجليه، يستر به العورتان، ويوضع عليه شيء من الحنوط، وأن يحشى دبره ومنخراه، وقبل المرأة إذا خيف خروج شيء منها: ففي الرواية: (فإن خفت أن يظهر من المنخرين شيء فلا عليك أن تصير ثمة قطنة).

ويستحب أن يكون الكفن من القطن وأن يكون الكفن أبيض، وأن يكون من خالص المال وطهوره، وأن يكون من خالص المال طهوره، وأن يكون ثوباً قد أحرم أو صلى فيه:

روي عن أبي جعفر ×: (إذا أردت أن تكفنه فإن استطعت أن يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيف فافعل، فإن ذلك يستحب أن يكون فيما كان يصلي فيه).

ويستحب أن يلقى عليه الكافور والذريرة:

عن أبي عبد الله ×: (إذا كفنت الميت فذر على كل ثوب شيئاً من ذرورة  وكافور).

ويستحب أن يخاط بخيوطه إذا احتاج إلى الخياطة، وأن يكتب على حاشية الكفن، فلان ابن فلان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً رسول الله، ثم يذكر الأئمة عليهم السلام واحداً بعد واحد. وأنهم أولياء الله وأوصياء رسوله، وأن البعث والثواب والعقاب حق، وأن يكتب على الكفن دعاء الجوشن الصغير والكبير:

ما روي عن السجاد عن أبيه عن جده عن النبي (ص)، وقد هبط به جبرائيل على النبي (ص) وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقيل آلمه فقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام ويقول لك اخلع هذا الجوشن واقرأ هذا الدعاء، فهو أمان لك ولأمتك؛ ثم أطال في ذكر فضله بما لا يسعه المقام ومن جملة فضله أنّ من كتبه على كفنه استحى الله أن يعذبه بالنار..).

وفي البر أنه قال الحسين ×: (أوصاني أبي علي بن أبي طالب × بحفظ هذا الدعاء وتعظيمه وأن أكتبه على كفنه وأن أعلمه أهلي وأحثهم عليه وهو ألف اسم وفيه الاسم والأعظم).

وأشار إلى ذلك العلامة بحر العلوم عطر الله مرقده في كتاب الدرّة:

وسنّ أن يكتب بالأكفان     شهادة الإسلام والإيمان

وهكذا كتابة القرآن         والجوشن المنعوت بالأمان

ويلزم أن يكون ذلك كله في موضوع يؤمن عليه من النجاسة والقذارة، فيكتب في حاشية الإزار من طرف رأس الميت. وقيل: أو الشد في يمينه، لكن لا يخلو من تأمل، ويستحب أن يجعل طرف الأيمن من اللفافة على أيسر الميت، والأيسر على أيمنه، وأن يكون المباشر للتكفين على طهارة من الحدث، وإن كان المغسل غسل يديه من المرفقين بل المنكبين ثلاث مرات، ورجليه إلى الركبتين، ويغسل كل موضع تنجس من بدنه:

موثقة عمّار: (ثم تغسل يديك إلى المرافق، ورجليك إلى الركبتين، ثم تكفنه).

ويستحب أن يجعل الميت حال التكفين مستقبل القبلة، والأولى أن يكون كحال الصلاة عليه.

ويكره قطع الكفن بالحديد، وعمل الأكمام والزرور له. ولو كفن في قميصه قطع أزراره:

عن أبي عبد الله × سألته: الرجل يكون له القميص.

أيكفّن فيه؟ فقال ×: (اقطع إزراره)، قلت: وكمه؟ قال: (لا، إنما ذلك إذا قطع له وهو جديد لا يجعل له كما، وأما إذا كان ثوباً لبيساً فلا يقطع منه إلا الأزرار).

ويكره تبخيره، وتتطيبه بغير الكافور والذريرة، وأن يكون أسود بل مطلق المصبوغ، وأن يكون من الكتان، وأن يكون ممزوجاً بابريسم، والمماكسة في شرائه، وجعل العمامة بلا حنك، وكونه وسخاً، وكونه مخيطاً.

يستحب لكل أحد أن يهيئ كفنه قبل موته وأن يكرر نظره إليه:

عن أبي عبد الله ×: (إذا أعدّ الرجل كفنه فهو مأجور كلما نظر إليه).

وعنه ×: (من كان كفنه معه في بيته لم يكتب من الغافلين، وكان مأجوراً كلما نظر إليه).

الكاتب امينة حرقان

امينة حرقان

مواضيع متعلقة