السجود ـ القسم الثاني
أفضل أعمال العباد:
يعتبر السجود لله سبحانه وتعالى بإخلاص من أفضل أنواع العبادة البدنية والمعنوية وأجذبها للنور، لما روي عن الصادق ×: (وجدت النور في البكاء والسجدة).
كما ذُكر أيضاً: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه عندما يكون ساجداً).
وروي في الصحيح: (إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الربّ تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة، وفيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، أدى فريضتي وأتم عهدي ثم سجد شكراً على ما أنعمت به عليه، ملائكتي ماذا له؟ ـ قال: فتقول الملائكة: ياربنا رحمتك. ثم يقول الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك: فيقول الله تبارك وتعالى: ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا كفاية مهماته. فيقول الرب: ثم ماذا؟ ـ قال: فلا يبقى من الخير شئ إلا قالته الملائكة : يا ربنا لا علم لنا. قال: فيقول الله تبارك وتعالى أشكر له كما شكر لي، وأقبل إليه وأُريه وجهي).
آثار السجود:
إن للسجود آثار عظيمة ومتعددة،وكثرته تعتبر سهماً في نيل الشفاعة والوصول إلى غفران الذنوب، وإلى الجنة بدرجاتها، وتطهير للقلب وقضاء الحوائج، ويعتبر وسيلة للوصول إلى الجنة، لما في الرواية الواردة عن رجل جاء إلى الرسول ‘ فسأله الرسول ‘ : (ما حاجتك؟ قال: الجنة، فأطرق رسول الله ‘ ثم قال عبد الله أعنا بطول السجود). كما أنه يعتبر وسيلة لغفران الذنوب: لما روي عن رجل جاء إلى رسول الله ‘ فقال: يا رسول الله، كثرت ذنوبي وضعف عملي، فقال رسول الله ‘: (أكثر السجود، فإنه يحتّ الذنوب كما تحتّ الريح ورق الشجر).
كما يعتبر السجود أيضاً وسيلة للحشر مع رسول الله ‘: حيث جاء رجل إلى رسول الله ‘ وسأله عن عمل يوفّقه للحشر معه‘، قال‘: (إذا أرادت أن يحشرك الله معي، فأطِلِ السجود بين يدي الله الواحد القهّار). ووسيلة لقضاء الحوائج، حيث جاء في الحديث القدسي أن موسي خرَّ ساجداً لله، فأوحي الله تعالى إليه: (ارفع رأسك يا موسى، وامرّ يدك في موضع سجودك، وامسح بها وجهك، وما نالته من بدنك، فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة). كما ذكر أن الإمام الصادق × كان عندما تعرض له حاجة، يسجد ويقول في سجوده سبع مرات: (يا أرحم الراحمين) ثم يذكر حاجته.
وأخيراً نذكر بأن الركوع والسجود من صفات الملائكة، فالمصلي يجمع في صلاته كل حالات الملائكة، يقول الإمام على × عن الملائكة: (منهم سُجَّدٌ لا يؤكعون، ورُكَّعٌ لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون)، ولا أجمل وأفضل من المصلي الذي يؤدي جميع أنواع أعمال الملائكة من الركوع والسجود والتسبيح والقيام، والحمدلله رب العالمين.
ذكر السجود في القرآن الكريم حوالي (92) مرة في حوالي (32) سورة، وفي القرآن الكريم هناك مواضع يجب فيها السجود وهي في أربع سور : (السجدة، النجم، فصلت، العلق). وأما الباقي فالسجود فيها مستحب. فهل عرفت الآن أهمية السجود؟!