قصص القران : غرق فرعون و قومه في البحر
قال تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ وجملة قصة فرعون مع بني إسرائيل في البحر ما ذكره ابن عباس أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يسري ببني إسرائيل فسرى من مصر ليلاً فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان يمشي في ستمائة ألف وعشرين ألفاً فلما عاينهم فرعون قال إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائضون وإنا لجميع حاذرون فسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا ومن معه فقال موسى: عسى ربكم يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون، فقال له يوشع بن نون بم أمرت؟ قال أمرت أن أضرب بعصاي البحر قال اضرب وكان الله تعالى أوحى إلى البحر أن أطع موسى إذا ضربك قال فبات البحر له أفكل أي رعده لا يدري في أي جوانبه يضربه فضرب بعصاه البحر فانفلق وظهر اثنا عشر طريقاً فكان لكل سبط منهم طريق يأخذون فيه فقالوا إنا لا نسلك طريقاً ندياً فأرسل الله ريح صبا حتى جففت الطريق كما قال فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً فجروا فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض ما لنا لا نرى أصحابنا فقالوا لموسى أين أصحابنا فقال في طريق مثل طريقكم فقالوا لا نرضى حتى نراهم فقال اللهم أعني على أخلاقهم السيئة فأوحى الله تعالى إليه أن مل بعصاك هكذا وهكذا يميناً وشمالاً فأشار بعصاه يميناً وشمالاً فظهر كالكوى ينظر منها بعضهم إلى بعض، فلما انتهى فرعون إلى ساحل البحر وكان على فرس حصان أدهم فهاب دخول الماء فتمثل له جبرئيل على فرس أنثى وديق وتقحم البحر فلما رآها الحصان تقحم خلفها ثم تقحم قوم فرعون فلما خرج آخر من كان مع موسى من البحر ودخل آخر من كان مع فرعون أطبق الله عليهم الماء فغرقوا جميعاً ونجى موسى ومن معه.