الدكتور عبد الفتاح السعود

ما بعد الولادة

 تفرح الأسرة بمولودها الجديد، أتى الضيف المترقب من تسعة أشهر، الأسرة سعيدة والأم كذلك سعيدة لقد تعبت كثيراً في الحمل والولادة ولكن المولود وحنانها عليه أنسياها كل ذلك لكن هناك حقيقة مؤلمة، وهي أن ما يقارب 1ـ 2 من كل ألف أم والدة عرضة للإصابة باضطراب الذهان ما بعد الولادة.

فما هو هذا الاضطراب:

 هو عبارة عن اضطراب ذهاني يحدث للأم بعد الولادة، وغالباً ما يحدث في أول يومين إلى ثلاث أيام من الولادة ولكن ربما يأتي بعد الولادة بأسبوعين إلى أربعة، حيث تأتي الشكوى غالباً من الأهل على النحو التالي:

1ـ اضطراب في السلوك العام للمريضة.

2ـ تدهور في مستوى الاهتمام بالنفس والولد والبيت.

3ـ عدم استقرار وقلة في الحاجة للنوم وكثرة في الحركة.

4ـ عدم السيطرة على العاطفة وسرعة تقلب المزاج.

5ـ بعض الاعتقادات الخاطئة والتي يعبر عنها بالضلالات وغالباً ما تكون ضلالات عظمة (كالإعتقاد بانها مميزة أو غنية أو مالة أو مرسلة). أو ربما ضلالات اكتئابية متعلقة بالطفل كأن تعتقد بأنه مشوه أو أنه سيموت…

6ـ ربما تعاني من هلاوس سمعية حيث يخيل للمريضة أنها تسمع أصوات وفي أغلب الحالات لها صلة بالطفل كأن تسمع صوتاً يأمرها بالإضرار بالطفل.

ومن هذه الاعراف يستشف خطورة هذه الحالة على المريضة وعلى ابنها حيث أن المريضة لا تنام وحركتها كثيرة وهذا قد يضر بها وهي لا تزال في ألم الولادة وتعبها وربما تهمل في العناية بنفسها وبالتالي ربما تصاب بالالتهابات في مواضع الولادة.

ايضاً ربما تضر بابنها إذا كان من أعراض المرض الاعتقاد بضلالة أن الطفل مشوه أو مريض أو ميت فربما تعمد للإضرار به وقتله وكذلك ربما تعمد للانتحار خصوصاً بعد قتل ولدها.

اما عن الاسباب المؤدية

فليست محددة بعد، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية إصابة الأم بهذا الاضطراب كأن تكون للأم إصابة سابقة باضطراب وجداني أو اكتئاب، أو أن يكون لعائلتها تاريخ مرضي بأمراض الاضطرابات الوجدانية. وربما يكون للاضطرابات الهرموني المفاجئ عقيب الولادة الأثر في ظهور المرض في هذا الوقت عادة من النساء المعرضات للإصابة به.