الركوع ومعناه الاجمالي_القسم الثاني
أسرار الركوع:
رفع اليد للتكبير: التبرّي عن التواضع لأعداء الله عز وجل.
الركوع: هو ترجمة عملية لتعظيم الله وإظهار الطاعة والعبودية له، وهو إعلان الإنسان عن استعداده لقطع رأسه في سبيل الله، وقد ورد في سرّ الركوع عن الإمام علي عليه السلام أن تأويله: (آمنت بوحدانيتك ولو ضُربت عنقي). والتسبيح في الركوع يكاد أن يكون تنزيها من نقص الشركة في الحول والقوة والإرادة.
ويستحب الاستيفاء بالركوع باستواء الظهر، وأن يمدّ عنقه أثناء الركوع، وعن الإمام الصادق عليه السلام: (أن علياً عليه السلام كان يعتدل في الركوع مستوياً، حتى يقال لو صُبَّ الماء على ظهره لاستمسك، وكان يكره أن يحدر رأسه ومنكبيه في الركوع).
رفع الرأس عن الركوع: ويكون فيه الرجاء بأن يقبل الله عزوجلّ خضوعه وتسبيحه وحمده، ناوياً الارتفاع بالله على أعدائه عز وجل بحوله وقوته بعد التواضع والتذلل له عز وجل.
الذكر بعد القيام: عند قولك (سمع الله لمن حمده) أي: (استجاب الله لمن حمده)، مردفاً ذلك بالحمد والشكر وذلك بقولك: (الحمد لله رب العالمين). ولابد من الإحسان في أداء الركوع، حيث قال الامام الصادق عليه السلام: (في الركوع أدب، وفي السجود قرب، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح القرب).ونختم حديثنا في هذا المقام بقول الإمام الصادق عليه السلام: (لا يركع عبد لله تعالى ركوعاً على الحقيقة، إلا زينه الله بنور بهائه، واظله في ظلال كبريائه، وكساه كسوة أصفيائه، والركوع أوّل السجود ثان، فمن أتى بالأول صلح للثاني، وفي الركوع ادبٌ، وفي السجود قربٌ، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب، فأركع ركوع خاضع لله عز وجل بقلبه، متذلل وجل تحت سلطانه، خافض لله بجوارحه، خفض خائف حزين على ما يفوته من فوائد الراكعين…).
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «ليكن اكثر همك الصلاة؛ فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين».