يعرف الرجال بالحق – الجزء الثامن عشر

img

“قال الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) : ” النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون “، ولكن إذا وُضعت موازين القيم والأخلاق وشرائع السماء بل وحتى الشرائع الوضعية فهل يختلف عاقلان يخافان الله واليوم الآخر ،أو اثنان من حكماء القانون أياً كان هذا القانون على أن ما يَحْدُثَ ويُحْدَث في أرض الأنبياء المقدسة وأرض الأولياء لا يمت للدين بصلة ولا يقارب المنطق !! ويجافي الحكمة ويختلف مع الفطرة السوية ويناقض شرع السماء!! وأن الله بريء مما يفعله حثالة جيف نتنة ، وأن شعار التوحيد الرنان الذي رفعوه عالياً إنما نُكص على أيديهم بغاية الإصرار والترصد لتمزيقه شر ممزق بأيديهم وأيدي المُهَجَرِين من الإسلام عنوة وصدمة!!

مهاجرين دين وهم وأحلام يقظة وردية !! عَدْوه يوماً دين الخلاص والقيم والنجاة ودين ظهير وسند، ولكن على أرض الواقع صُدمت أمانيهم وفُجعت مشاعرهم ،وتحطمت قيمهم بحصاد قوم جاءوا من أقصاع الأرض رافعين الدين راية وتطبيقه مبدأ ومنهاجاً !! ولكن لا على نحو ما ذهب إليه الرب الخالق الذي أرسل رسله بالرحمة وختمهم بنبي الرحمة محمد (ص) الذي كان برداً وسلاماً على الأمة خاصة وعلى من لا يحارب الإسلام من أهل الكتب السماوية الأخرى بل وحتى الكافر المشرك والذي لا يناصب الإسلام العداء عامة،بل ذهبوا في زيفهم أن اتخذوا منهاج الجبارين والشياطين منهاجاً،ولكن علقوه برقبة الإله الخالق مكيدة فيه ،وليتم عليه نقمتهم بتجريد الأرض منه ومن أتباعه ومنهاجه! ألم يقل الله فيهم :”وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ “.( الأعراف -٢٨) ، ويقول تعالى : “وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ “.( الشعراء -١٣٠) ، كما يقول العلي الأعلى :” يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ “.( البقرة -٩) ، ويقول الحق :” الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ “.( البقرة-٢٧)،.

فإذا بالكثير من الجهلة والسذج ومن سولت لهم أنفسهم المريضة الزهد في هكذا دين أتباعه هكذا قساة غلاظ جهلة !! وليتهم زهدوا في دين أولئك الفسقة المجرمون إنما عَفَّوا عن الدين القويم دين الصراط المستقيم !!وها هي فئات ممن اختلطت عليهم الأمور بين شرع الله ومدعي التطبيق السرطاني وخاصة الملثمين ذوي الأشكال المريبة والسحنات المشكوك في دينها والسمات التي تنضح كفراً وزندقة والتي ما عرفت الإله يوماً! بل هي المطرودة من رحمة الله قصراً وحكماً، فكانت هجرة أولئك الذين لم يحسنوا قراءة ما طبع الله على وجوه سدنة الدين الجديد من حكم إلهي حاسم لا يرد ولا يبدل، إذ طبع الله على جباههم حكمه الفصل كوافر بالخط العريض لمن له بصيرة ونور فيراها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار !!ألم يقل الله تعالى :”أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ “.( محمد -١٤ )، وقال سبحانه وتعالى :” أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “.( الزمر-٢٢).

وعموماً هجر أولئك ضعاف النفوس دين الله أفواجاً أفواجاً !!وهذا نتاج طبيعي للمهترئة معتقداتهم ،والجبانة بل المهزوزة المرتجفة قواعدهم العقائدية!! فالضبابية التي تغشى أبصارهم فتغتال حسن الظن بالله لديهم،وتركبهم موج الإلحاد تباعاً !! مبتدئين ركوب الموج بالضيق والحنق من ابتلاءات الله الخاوية المعاني! فلا أفق يرجى من الصبر على ابتلاءات الله،ولا حكمة ترجى من انتظار الفرج في عيونهم !!- استغفر الله ربي وأتوب إليه -،وهم في نفورهم من الدين القويم يضرمون ناراً من حيث لا يحتسبون يريدها ويتمناها ويسعى إليها خفافيش الظلام وأزلام الجبت والطاغوت – إذ يرسلون أفكاراً هدامة مبنية على حجم المعاناة التي عاينوها وتقلبوا على جمرها بأيدي القساة الغلاظ ، ولست مقللة أو محقرة حجم المأساة التي عايشوها غير أن فشلهم الذريع في الصبر على هكذا ابتلاء هو موضوع استهجاننا واستغرابنا!! إذ محصلة نتائجهم الركيكة مبنية على خليط من الإحباط من تباطؤ الآخرين عن نصرتهم ،وتواطؤ شياطين الإنس والجان ضدهم، ونظرتهم الحصرية على تفردهم بالإبتلاء دون غيرهم من الناس!! وكأنهم بدعاً من البشر المبتلين دون غيرهم من الأولين والآخرين بمأساة حجمها حجم السموات والأرض !! ألم يقل الله تعالى :”أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ،وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ “.( العنكبوت -٢ )،.     كما قال تعالى :” أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ “.( البقرة -٢١٤).

فيورد ضعاف النفوس والمستسلمين الجدد لمكائد الشيطان ومخططاته الرَجِسَة محصلة ردتهم الفتنة الغير محسوبة النتائج – إنما هي حصاد غيظهم وحنقهم من مأساة ابتلائية جرت المقادير عليهم بها – ورود المرسلات سفهاً وتبرماً فأذاعوا فحشاً ضروة التبرؤ من الدين القويم، وإنكار وجود الخالق العظيم !!يقول الخالق الغني :” ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ “.( البقرة -٢١٧)، إذ لا يريد أحد- حسب دعواهم – ديناً سفاحاً هتاكاً للأعراض، سالباً من النفوس الأمن والأمان والحقوق والحقائق ومُحِطاً لدرجات الناس، في حين يدعي محمد( ص ) وربه ( استغفر الله رب وأتوب إليه ) أن الله خلق الناس أحراراً، وأنهم سواسية فلا فرق بين أحدهم والآخر إلا بالتقوى، وأن لهم مطلق الحرية في اختيار دينهم ومعتقدهم، ألم يقل الله تعالى :”لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ”. ( البقرة -٢٥٦) ، وأن الله تعالى هو المسئول عن مسألتهم إذ يقول   :” وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.( البقرة -١٩٦)، كما قال تعالى :”اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ “.( المائدة -٩٨)، غير أن الواقع يخالف دعواهما مخالفة صريحة !!وأن الغربان ممن اجتمعوا على موائد المظلومين هم القيمون وهم المهيمنون وهم المحاسبون، فيرسلون هذا إلى جنتهم المزعومة وذاك إلى نارهم المشؤومة وإلى عذاب مصبوب بيد شيطانية لا ترحم، وإذ يرجعون الناس القهقري من بعد عز عصر العلم والفضاء والعدالة والمساواة وحرية الدين والمعتقد إلى جاهلية السيف والسوط!! وهيمنة الغازي الجاهل القوي المستبد، وإلى مفاهيم انحطاطية وأفكار معيبة وترهات لا تصدق ،ولا تعقل أن تصدر من أفواه وإن ماجت بالغي والسفه، وإن أُعدمت العقل والمنطق، إلا أنها ما برحت تجافي أدنى مستويات التفكير السوي !ولن أتجرأ متجردة الموضوعية بالقول أن تفكيرهم ذاك للتو يحبو في عالم المنطق والفكر وإنما حتى هذه لم يبلغوها!! فعقولهم تحجرت سفهاً وادعت كذباً وزوراً أنها مصدقة لما تقول وتنطق !!غير أنها دعواهم الباطلة لا تنطلي على أحد إذ يزعمون أنهم مؤمنون بأقوالهم وأفعالهم !! لكن مافتئ المنطق يتغنى فيقول “حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فلا عقل له” !! فهل يعقل إيمانهم مثلاً بالنظرة المتدنية للموءودة سابقاً المرأة!! بحيث يُحرم عليها فكرهم الظلامي أبسط حقوقها ويسلبها أدميتها وينزلها بضاعة مزجاة إلا في مواضع الجنس ومتاع حرام !! حتى أنهم ذهبوا في ترهاتهم إلى تحريم جلسوها على الكرسي أو حرمة نومها أو إستنادها إلى الحائط والتوكؤ عليه باعتبار الحائط اسم علم مذكر وهي نكرة حقيرة مؤنث! فيحرم اجتماع النقيضين !!!وماذا عن سوقهم الحرائر من النساء تجارة رابحة في أسواق الرقيق ؟!أو تفرد أمرائهم كما يدعون بالجميلات منهن كمحظيات بالقوة والإكراه ؟! فهل هذه من معتقدات العقلاء ؟! أم يريدون لتلك المخلوقة أن تخرج عن عقالها، فتكفر برب العنصرية ورب الرجل ولتكفر الأمة التي تحتضنتها هذه المخلوقة بين حشاياها تباعاً لكفر حاضنتها !! ألا إن المؤامرة مصاب جَلَّل وما خفي كان أعظم !! قال تعالى :” تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ، يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ، مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”. (الجاثية -من ٦- حتى -١٠) ،وقال تعالى :” أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ “. (الجاثية -٢٣).كما قال مالك يوم الدين :”ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (الجاثية -٣٥).

وأفعالهم صواعق وزلازل تحير العقول وتشتتها فلا تصل لعللها ودوافعها !!فهم يقتلون من يقول ربي الله ثم يدعون أنهم ممثلي السماء حقاً حقاً !!يصلوبون الناس على كل حائط ثم يدعون سجوداً لله شكراً! رغم رفض الإسلام منكراً لطباع الضباع الفراعنة الذين استباحوا كل المستهجن والمنبوذ من الطباع الوحشية والمنهي عنها سماوياً !! ألم يؤكد الله أن هذا طباع مؤسسهم الأول فرعون وما الآخر بأكرم من الأول باحتضان هكذا طباع !! يقول تعالى :”فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى “.( طه -٧١)،إنهم كواسر تتصدر المشاهد بتشويه الناس وبإحداث إعاقات متعمدة فيهم بحجة تافة أو أخرى لضمان إقامة دولتهم المزعومة لا بل غابتهم المريبة !وقوانين غابتهم القائمة على سفك الدماء وعلى أنقاض جيل معاق لا يتمكن من مواجهتهم، وباستباحة كل ما أمكن استباحته بما فيه الفكر والمعتقد وقيم الإنسان والمجتمع على حد سواء، فمجتمع جاهل مجتمع مستسلم الخطى،وبضربه في مثله العليا وخاصة رجالات الله العظام صمام ضمان محكم لديمومة قائمهم المسخ ! وها هم يفجرون مراقد الأنبياء والأولياء!وينظرون يمنة ويساراً هل بقي للدين ناصر ينصره ؟! وهل كفر الشيخ الكبير قبل الطفل الرضيع بنصر الله ؟! ولقد قال تعالى :”أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ “.( الجاثية -٢٣).

ومن عجائب الأمور هدمهم البيوت والحضارات، واكتساح الحجر والشجر هدماً وتدميراً واقتلاعاً، فلا يبقي ولا يذر !ومع ذاك ينعقون بدولتهم المزعومة على أنقاض مهجورة مغصوبة تتقلب فيها الأشباح جزعاً! وتتطاير الغربان فيها ناعقة، وتصفر الرياح فيها ناعية القوم ومبشرة الضباع بيوم حالك شديد السواد ،فيوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم – صدق أمير المتقين علي (ع) – ألا لعنة الله على الظالمين ! فأي دولة شؤم يعنون ؟!أيعقل أن الخراب والدمار ومساكن مهجورة تكون دولة؟!وإن ادعوا بأن مقومات الدولة فيها متوافرة بأموال منهوبة وموارد طبيعية متوافرة، ودول استعمارية وأخرى منفعية آثمة تمولها وتعاضدها، وجيش من الضباع يحرسها !غير أن أهم مُقوِّمٍ مفقود فيها فالإنسان يبني الدولة وحضارتها، فإذا كان الإنسان جثة هامدة أو معاق معطوب إنكفأ جسده بفعل سواطيرهم ومعاولهم فحرم قدرة البناء والإنتاج والعمل قصراً وجوراً، أو إنه الإنسان الهارب من سطواتهم أو طريداً شريداً عنوة وإكراهاً، فعن أي دولة يتحدثون ؟! إلا أن يكون في مخططهم المسعور التسلط على الناس بحكم استرقاقهم وجعلهم سخرة يجبرون على العمل والبناء لدولتهم الخراب !! وأنا لا أرى عاقلاً يتمنى الركون إليهم أو تصديقهم أو يمني النفس بالأمن والأمان في نفسه وأهله وماله بجوارهم ! وهل يحلم أن يأتمنهم على دينه؟! وهل يستخف بعقله فيتخذهم ولياً ؟!يقول الحق :” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ “.( الممتحنة-١)، كما قال سبحانه :”يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا”.(النساء-١٤٤).

ثم إنهم يحرقون دور العبادة بيوت الله من مساجد وكنائس وحسينيات كانت ترفع اسم الله، وسُبْحَ الله فيها أناء الليل وأطراف النهار،وكان عباد الله يتلقون فيها دروساً من تعاليم السماء ،ويُحَثَّون على التحلي بأخلاق الله واتْباع رجال الله العظام الذين بذلوا مهجهم في إصلاح البشرية واستنقاذها من حبائل الشيطان ،فقد قال أحكم الحاكمين :”وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “.( البقرة -١١٤)، إلا أن هؤلاء المفسدون يرتكبون مجازهم وجرائمهم ويدكون بيوت الله دكاً دكاً جهاراً نهاراً !!ثم يتبخترون صلفاً ويتشامخون عتواً وطيشاً بدعواهم إنما فعلناهاعلى علم الله وحباً في ذات الله وتنزيهاً لجلال الله !! يقول الحق : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”.( لقمان -٦)، كما قال:”قال تعالى :” الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا، أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا،قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا،الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا،أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا”.( الكهف -١٠١-١٠٥)

{ينقل المرحوم الشيخ عباس القمي (رض) في كتابه القيّم (سفينة البحار) تحت مادة (نَفَق) حديثاً ملفتاً عن الرسول(صلى الله عليه وآله) نأتي به هنا:”إني لا أخاف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً، أمّا المؤمن فيمنعه الله بايمانه وأما المشرك فيقمعه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم كل منافق عالم اللسان، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون”.} ولقد قال تعالى :”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ “. (البقرة-من -٨-إلى -١٠).

فها هو نبي الله يونس (ع ) وجده الأكبر نبي الله شيث ( ع ) يشكوان إلى الله تعالى تفجير سدنة الدين الجديد قبريهما وقبور أخرى لأنبياء الله الكرام (ع )!! يقول تعالى :”هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ “.( الرحمن-٦٠)فهل هذا جزاء الإحسان ؟!وهل هذا هو تكريم رجالات الله الذين بذلوا مهجهم في الإرشاد والبيان والتقويم للأمم خالصة لوجه الله تعالى دون نية طلب أجر لأعمالهم

المضنية الشاقة إلا من العلي الأعلى؟!فلقد قال الحق :”وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۚ “.( هود -٢٩)، وهل تفجير قبور الأنبياء تقربهم إلى الله زلفى ؟! وهل أيد أثمة تجرأت بنسف قبور الأنبياء والأولياء لا نبشها فقط-ونعيد فنكرر حرمة نبش القبور- هي أيد ناصعة طاهرة تمثل إرادة الرب ؟! وهل أولئك الهدامون المخربون غير بنائين رجال الله حقاً؟! وهل سيماهم وأفعالهم عنوانها الحق حقاً؟!!

وعوداً على نسفهم قبور الأنبياء ثم نسبتها إلى أمر الله تعالى !! فمنذ متى عمد رب السموات والأرض إلى تحطيم أسطورة نبي واستبدالها بأخرى ؟! ومتى وأين كلف المؤمنون بتحطيم وهدم قبور الأنبياء؟!أفي كتاب الله أم في سنة رسول الله (ص) عثر على هكذا تكليف لا حكمة عقلية فيه؟! وهل يجيبنا الفطاحل سدنة الإله المخلوق ( لعنهم الله وإياه )أين إثباتاتهم وبيناتهم التي تثبت لنا تخلف الأنبياء عن طاعة أمر الله في هدم قبور الأنبياء الذين سبقوهم؟!قال تعالى :” قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ “.( يونس -١٨)، وقال سبحانه :”قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ “.( النمل-٦٩).

ولنأخذ النبي محمد (ص) مثالاً حياً فهل تناهى إلى مسامعهم دعوة الرسول (ص)الناس هدم قبور الأنبياء ؟! وهل جيش الجيوش لهدمها أم ذهب منفرداً؟! وأين معاوله التي تم بها هدم قبر كافر قبل أن نتحدث عن قبور الأنبياء( ع ) ؟!- حسبي الله ونعم الوكيل -،ألم يأخذ الله المواثيق على حب واحترام الأنبياء جميعاً لا فرق بين أحدهم والآخر؟! وجعلها جزءاً لا يتجزأ من أركان وأساسيات الإيمان ؟!ألم يجعل الله ذكراهم العطرة عبادة تقرب من لهج قلبه ولسانه بها إلى الله زلفى؟!ألم يقل الله تعالى في محكم كتابه العزيز :ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ “.(الحج-٣٠)، وكذلك قال :” ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ “.(الحج-٣٢)، فإذا كانت الذكرى عتبة من عتبات الرفعة إلى جنان الله، فهل المساس بقبورهم وأجسادهم الطاهرة ظلماً وعدواناً هي الأخرى عتبة من عتبات الصراط المستقيم حقاً ؟!!ما لكم كيف تحكمون؟! ألم يقل الله تعالى :” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ”.( البقرة -٢٨٥)، ويقول الحق :” هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”.( الرحمن -٦٠)،فهل يهان أنبياء الله يونس وشيث (ع ) والآخرين (ع )على أيدي شر أهل الأرض بتفجير قبورهم؟! وهل يغتالون من بعد موتهم بمحو كل أثر طيب وصنعة طيبة لهم ؟!وذكرى ماجدة تدق عروش الجبابرة وتذكرهم لحظات الحساب القادمة لا ريب فيها؟!يقول تعالى :”وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ “.( النحل-١١٨)، كما قال الحكم العدل :”وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.( البقرة-٥٧)، فيعملون على ضربة استباقية للغدر برجالات الله وأيام الله قبل وقوعها وعلى يد من ؟! على يد طغمة من البهائم -المجردة من كل مضامين العقل والمنطق والقيم والأخلاق والمساقة إلى حتوفهامن حيث لا تدري – قبل أن تساق إلى محو أثار وبصمات الله في الأرض بحجة تافهة لا تستساغ وهي شركية زوار القبور ؟!فإذا افترضنا جدلاً أن زوار القبور مشركون فما ذنب قبور الأنبياء والأولياء حتى يصار إلى تفجيرها؟!”تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ “.(النجم-٢٢)،لقد قال تعالى :” إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا “.( النساء -١٥٠) ، وهل استطاع الأولون عندما تصدروا الأمر بأعنف سبلهم وأكثرها شدة وغلظة وأنكلها تعذيباً منع مشيئة الله أو الحؤول دون أن يعم نور الله على الأرض ؟! أو استطاعوا منع عقاب الله الأليم من أن يشملهم؟! أو دفعوا عن أنفسهم الموت المريع حين تمت مشيئة الله بجعلهم عبرة للمعتبرين؟! حتى يخيل لهؤلاء الكوافر قدرتهم اطفاء نور الله بأصابع ديناميت مسددة إلى قلوب الأنبياء في قبورهم ؟! أو إلى أنوار وصدور الأوصياء والحجج والأولياء في عليائهم ومراقدهم بقنابل وضعية منشأ مكوناتها من خلق القادر المقتدر؟! فما هذا الهراء ؟ وهل عُرف الحق بهؤلاء حقاً؟!ألم يقل الله تعالى :” قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ”.( الروم -٤٢)، وقال أيضاً :”قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ”.( الأنعام -١١)، وهل حقاً هم قادرون بحركاتهم البهلوانية التهريجية وإن كانت مثيرة للإشمئزاز والغثيان – على محو بصمات الله في الأرض؟! وهل حقاً أفل أو شارف على الأفول نجم الله الحي الذي لا يموت حتى يتبادرون إلى اغتيال آثار الله قبل اغتيال الله تعالى لاحقاً ؟!ألم يقل الله تعالى :”يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ “.( الصف -٨)، استغفر الله تعالى وأتوب إليه من سقم مخطط ولد ميتاً وما نراه اليوم إلا سكرات الموت له فقد بلغ التراقي، يقول الحق “كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ، وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ، فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ، وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ،ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى، أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى، ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى، أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى”.( القيامة – من -٢٦- حتى -٣٦).

كانوا في الجاهلية الأولى يغزون مضارب الأعداء ويسلبونها ويقتلون رجالها ويُسْبُون صبيانها ونسائها قربة إلى اللات والعزى،ثم يتقدمون بقتلى الآخرين قرابين لألهتم زلفاً دون حرج يذكر،ويسجدون لها زلفى، غير أن كوافر القوم من الجاهلية الأخيرة يفعلون فعلتهم قربة للجبت والطاغوت إلا أنهم يجدون الحرج كله في الإفصاح عن بواعث مكنونات أفعالهم ودوافعها من حيث الخوف على فشل مخططهم في مواقيت وأماكن معينة حرجةً قد تربك خطواتهم الشيطانية أو تحد من سرعة إنطلاقها، فينسبون أفعالهم إلى الطهر المطِهر الله تعالى ويتبجحون بدعواهم إنما فعلوها لتقربهم إلى الله تعالى كذباً وزوراً ! رغم أن بواطن نواياهم الخبيثة تترآى لبصائر المؤمنين جلية لكنهم من العمى بمكان بحيث لا يرون فضيحتهم مكشوفة للآخرين، كذلك لا ننسى أنهم من فسقهم لم ولن يكترثوا لنظرة الآخرين أي المؤمنين- متى استتب لهم الأمر- ، فأولئك مصبحين جثثاً هامدة ممزقة الأشلاء بحول إلههم المخلوق !! فغايتهم تسيرهم طاعة الجبت والطاغوت صم بكم عمي !! قال الحق وقوله الحق :” وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ “.( البقرة -١٧١).

للحديث بقية

الكاتب ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة