يعرف الرجال بالحق – الجزء الثاني عشر

img

لله در عباءته الطاهرة ( ص ) فقد حصنت دماء قبائل قريش بإحتواء ثناياها الحجر الأسود الكريم، فمن أجل التشرف بحمله تصاعدت الحَمِيَّات والعزائم! كل يطلب الشرف والمجد لقبيلته ، ولولا حكمة محمد الرسول( ص ) وتداركه موقفاً كاد يحيل مكة المكرمة إلى ساحة قتال ونزف دماء، والله وحده العالم مجاريها وخواتيمها إن علق فتيلها ! لوقع المحظور ولشهدت مكة الآمنة المتفق على أمنها وأمان قاطنيها حقبة دموية غير محمودة العواقب ! ألم يقل الله تعالى :” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا “.( البقرة-١٢٦).

وها هو الصادق الأمين الذي شهدت له قبائل قريش في جاهليتها بصدقه الذي لا يُبارى وأمانته المتميزة التي لا تُجارى، والتي احتوت أموال الناس وذخائرهم، فصانتها وحفظتها في أحلك الظروف وأمرها، فضربت للقاصي والداني أروع الأمثلة في معادن الرجال وقيمهم وأخلاقهم التي لا تثنى ولا تَفَلَّ ، ألم يقل رسول الله ( ص ):” بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “. وقال عنه ربه العلي الأعلى :” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “.(القلم -٤)، هكذا كان محمد المصطفى ( ص ) مثالاً حياً سياراً تتطلع الهامات والقمم له في خلقه وعفته وسلوكياته -التي تكاد لمثالياتها المتسامية أن تكون أسطورة ومحض خيال – فترتضيه الجاهلية صادقاً أميناً لا يُجارى في زمان وأي زمان ! زمن الجاهلية الأولى، جاهلية عنصرية متمردة على قيم العدالة والمساواة والإخاء،زمان لا يعرف إلا المعايير المزدوجة ! زمان الحظوة للقوة والعنصرية والإستبداد زمن الفوارس القتلة ! وحقبة من الزمن لا تعترف إلا بلغة القهر والاستعباد فيسود القوي الضعيف ويتجبر السيد الفارس القوي المغوار على العبد المستضعف المهان ، وتجتاح حرمات مضارب الآخرين فتعيث فيها قوى غاشمة مستبدة عدوانية فتحيلها هباء منثوراً، وتحيل فوارسها إلى جثث هامدة أو سخرة عبيداً ، فتصيرهم والإماء الأسارى من بعد عزهم إلى ذل ومهانة، وليل طويل مكفهر قاتم السواد لا يرجى بعده النور أبداً !

زمن جاهلية يسود فيه الرجل دون الأنثى ! جاهلية تبيح الحرام للسيد الذي لا يعيبه الحرام! وكذلك أنثاه سيدة خيمته أو داره والتي لا يقيدها ولا ينهرها القيم والأخلاق ولا حتى حرمة الزوجية عن متعة حرام مقتنصة في جنح الليل سراً وخفاء ! فما يدري ذاك السيد العربيد- الماجن المخمور الغافل اللاهي – المدعو زوجاً بحال أنثاه المنبوذة في زاوية من فسطاطه أو بيته ! وهو الذي يأوي إلى مخدعه بعد أن جمع بين مسكر ومتعة حرام مغصوبة من عرض أمة سلبت كرامتها يوم غِيرَ على مضارب عشيرتها ، فلا رُدع ولا رُدعت أنثاه ! وكيف يُردع من سجد للأصنام محياه ؟! ولا يغرنكم كون سكناه في محيط بيت الله الحرام سيان في ذلك قربه أو بعده عنه ، فالكل في جزيرة العرب قد أجمع على حرمة البيت الحرام ومدينة المسجد الحرام أم القرى ، لكن إجماعهم ذاك لم يردعهم عن الحرام ! فالمحرمات والقصاص في نظرهم تطبقان على الضعيف والعبد والمنتسب إلى قبيلة مهينة لا حول لها ولا قوة ! ثم إنهما تطبقان على الإناث المستضعفات دون الرجال ! فإذا سرق أو سرقت القوي والقوية فلا يفضح ولا تفضح ! ولا يعاقب ولا تعاقب ! بينما إذا سرق أو سرقت الضعيف أو الضعيفة ، فلابد من زاجر يزجرهما ويردعهما، ويزجر ويردع الآخرين ممن تسول لهم أنفسهم الحقيرة التطاول والتجرؤ على سرقة منازل وامتيازات ساداتها ! أما فعل الزنا فحمال وجوه، فالسيد لا يزني بل يَتمتع ويُمتع !والسيدة سليلة الحسب والنسب كذلك شأنها ! وإن رغبت في مملوك لها فلها الحق كل الحق !

وما من مناص من تحوير مسميات الأفعال حسب القوى الفاعلة المتسلطة على الأرض ! فالقوي لا يأثم إلا إذا جار على حقوق أمثاله من السادة ! وأما أراذلهم من القبائل الهجينة أو المستضعفة فلا يحق لهم التطلع إلى مجاراة كبرائها وسادتها في حقوق مصطفاة لعُلِّيِّة القوم دون غيرهم ، وما العبيد إلا سخرة ما لهم من الحق شيئاً! فلا يجوز تناول الموضوع من زاويتهم، وهل العبيد مُصنف جنس راقٍ من بشر حتى يكون له حقوق ؟! إنهم جنس من البشر الذين غضبت عليهم الألهة الصنمية فكتبت عليهم الذلة والهوان وإلتزامات شاقة مضنية حتى ترضى عنهم تلك الألهة فتعتقهم لسبب من الأسباب ! أو تسترد حريتهم بنصل السيف !

ورغم اسوداد الصورة وضبابيتها فالأخلاق متدنية والقيم مسحوقة ،والخبائث تطفح على السطح والحقوق مهضومة والإرادات مصادرة ،وأعراف وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان مَسُودة، إلا أن القبائل العربية تتحلى ببعض من مكارم الأخلاق والتي لا يجوز لنا إنكارها أو تجاهلها، كالكرم وإجارة الغريب والمستضعف، ولا يخفى على أحد أن قبائل قريش تنافست فيما بينها على ضيافة الحجاج وسقايتهم وعمارة المسجد الحرام ، مما جعلهم رجاء الحجاج ومطمح كل غريب ومقصد كل خائف يطمع بقوي عزيز يستجير به ،ويذكرنا القرآن الكريم بمواقفهم :” أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ”.( التوبة -١٩)، وقال رسول الله ( ص ) :” بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “. مما يؤكد على مضامين وأخلاقيات طيبة كريمة في بعض يسير من جذريات المجتمع الجاهلي !

بعث خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الأجواء الجاهلية تلك التى يرى العاقل بمعاقل الحكمة لديه ألسنة النيران تستعر في أرجاء جاهليتهم ، وتلتهم ما تبقى من مظاهر الحسن فيها، ولا يراها كل ساجد لهبل أو اللات والعزى وغيرها من الأصنام التي نُشرت ونُجست بها أرجاء الكعبة وأسطحها ! كما لا يراها كل مشرك بالله خنع وسفه نفسه وأشرك بالله تعالى مولاه واتخذ من صنمه وسيطاً بينه وبين الواحد الأحد!يقول السميع البصير :” وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ “. ( الزمر -٤٥).

وفي معترك أجواء خيمت عليها معتقدات شركية صنمية وسجد لغير الله- سبحانه عما يشركون -، وبين أقوام عُمي البصيرة سفهاء المنطق، عبدوا أصناماً حجرية وخشبية وتمرية ،والمضحك المبكي أنه إذا جاع أحدهم ولم يجد طعاماً أكل إلهه وبشراهة أيضاً ،فلا مسوغ عقلاني يمنعه من الإبقاء على إلهه المعجون بتمر يُغري عُبَاده للإنقضاض عليه تميرة تميرة !! ولا حاجة للإله ولا لبركاته طالما القوم جياع!! هكذا حال من سفه نفسه وأغفل قلبه وعينيه عن التبصر في آيات الخالق وألائه وسلم عقله وفؤاده لأباطيل صنمية من صنع يديه ! ألم يقل خالق كل شيء :” قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ “.( الصافات -٩٥)، قال تعالى :”قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “. ( المائدة -٧٦) في تلك الأجواء الظلامية بعث النبي الأمي محمد ( ص ) من غار حراء إلى الناس كافة بلحاظ أن النبي بعث ابتداء إلى بني هاشم ثم إلى الناس كافة ، إلى الأخص ثم الأعم ، فلقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : ” بعثت إلى أهل بيتي خاصة ، وإلى الناس عامة ” .

وكما أسلفنا فقد بعث النبي إلى بني هاشم ، إذ قال تعالى :” وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ “.( الشعراء -٢١٤)، فهل رحبت بني هاشم بنبوة محمد أم كذبوه وسخروا منه ومن عروضه ؟!

{فقد قال السيوطي في الدر المنثور : 5/97 :

( وأخرج ابن إسحق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، والبيهقي في الدلائل ، من طرقٍ ، عن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنذر عشيرتك الأقربين ، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أني مهما أبادؤهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمتُّ عليها حتى جاء جبريل فقال : يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لي صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واجعل لنا عساً من لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب ، حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به .ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به ، فلما وضعته تناول النبي صلى الله عليه وسلم بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : كلوا بسم الله ، فأكل القوم حتى نهلوا عنه ، ما ترى إلا آثار أصابعهم !والله إن كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم .

ثم قال : إسق القوم يا علي ، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً ! وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ! فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام ، فقال : لقد سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم .

فلما كان الغد قال : يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فعد لنا بمثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ، ثم اجمعهم لي ، ففعلت ثم جمعتهم ، ثم دعاني بالطعام فقربته، ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم أحداً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ؟

فقلت وأنا أحدثهم سناًّ : إنه أنا ، فقام القوم يضحكون ) . } .

فهل رضخ النبي لضحكات القوم وكلماتهم الساخرة ؟! أم أصابته في مقتل فلزم داره ورفض النهوض بالدعوة ؟! أم إنه ارتد على أعقابه غاضباً حنقاً يدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور تلاحق بني جلدته؟! ويسأل الله أن ينزل عليهم ملائكة تقتنصهم وتسوِّمهم بسهام منقوعة حنضلاً ؟! أم إنه لم ينتظر الفرج من ربه فبادر شاهراً سيفه البتار معلناً عزمه ري الأرض من دماء ما راعت له حرمة ولا رحماً،ولا تبصرت في دقائق دعواه لعلها تفوز بوصله ودعمه ما لا خطر على قلب بشر؟! تلكمو الأرحام التي جهلت وما تمهلت لحيظات لعل صادقهم الأمين صادقاً حتى اللحظة في دعواه !ولعله أصدقهم حقيقة ،وفي دعوته الخاصة لهم حمل صفوح العز والمجد هبة من العلي الأعلى لهم ، ومعها صفوح الحكمة والمنطق ومحامد الأخلاق ، وأقداح مترعة من رضا الرحمن يسكرون وينتشون بها في حظائر الرحمن القدسية ، فهل غَلُبَ لديهم هذا الاحتمال ومراجيحه ومصاديقه عظيمة ؟! لا وألف لا ! ألا إنهم عموا وصموا عن رؤية السعد في دعوته وكان من نتائج صدهم مقاومة عنيفة لدعوته ورفض بتار، فهل استل حسامه وفصل الرؤوس عن الأجساد؟! أم ذبحهم ذبح الشاة ؟! أم تلذذ بعذابهم تحت وطأة السياط ؟! أم إنه بصبره وأناته وببصيرته النافذة لدقائق الأمور يعلم أن الأمور لابد لها أن تنحى منحاً طبيعياً متدرجاً في قابليات الناس لإستيعاب الحق على الوجه الواجب رؤيته والتعامل معه ؟!وأن بصائر القوم تتفاوت ،والعقول هي أيضاً تتفاوت في تفاعلها مع صادمات إنكشاف الغطاء عن محقرات العقول ،وعن الأباطيل المعوجة ومسلكيات الأجداد المنحطة ومعتقداتهم الزائفة !! ولابد من الصبر طريقاً لابتلاع الصدمة وللولوج إلى حقائق الدعوة بطيئاً فالمشوار بعيد ، ولكن لكل بداية نهاية، فطريق الدعوة صعب مستصعب ووعر،ولكن حلاوة الإيمان تشد العزائم وحلاوة النصر المبين في آخر المطاف تنسي قسوة الصبر ووعورة السبيل، وغلظة الجبابرة المتأمرين المتحالفين على الدين ! يقول رسول الله (ص): ” الصبر نصف الإيمان “. وقال (ص): ” الصبر كنز من كنوز الجنة “. وقال (ص): ” أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس “.يقول علام الغيوب :” وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ”.( النحل – ١٢٧).

فما وهن الرسول في مخاطبة المتحجرة قلوبهم وعقولهم لعله يحدث اختراقاً فيها،فتنير الحكمة بعضاً منها وتستأثر على أفئدة آخرين فيكتب الله لها الهدى طريقاً ،يقول اللطيف الخبير :” إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ “.( القصص-٥٦)، وقال سبحانه :” لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ “.( البقرة -٢٧٢ ) ، وما كان يرجو منهم جزاء ولا امتناناً، يقول الحق :”قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ “.( الأنعام-٩٠)، وقال الحق :”قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ “.(الشورى-٢٣)، وما غايته إلا إصلاح ذات البين، وإرجاع البشرية عباداً صلحاء يرجون رضا الله ولا يشركون به شيئاً، ويقيمون شرائع الله حباً وكرامة، ويأتمرون بأوامر الله وينتهون عما نهى الله عنه ويجتنبون الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومرامه إقامة دولة الحق أساسها الحق والعدل والإخاء بين عموم البشر أبيضهم وأسودهم، ذكرهم وأنثاهم ، سيدهم ومملوكهم ، كبيرهم وصغيرهم ، والكل تحت موازين ومنظار الحق سواء ولا يفرق أحد عن أحد إلا بالتقوى ، يقول المولى جل علاه :” يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “.( الحجرات -١٣)، والمنى كل المنى جعل هذه الدنيا ساحة سباق يتنافس فيها المتنافسون زلفة إلى الله تعالى بالعمل الصالح ، وتراكمه صالحاً فوق صالح واجتناب طوالح الأمور وخبائثها ، ألم يقل اللطيف الخبير :” إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ “.( هود-٨٨)،   فقال الحق :” سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ “.( الحديد -٢١ ). وقال سيد المتقين علي بن أبي طالب ( ع ):” أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم .. ففيها اختبرتم ، ولغيرها خلقتم ، إن المرء إذا هلك قال الناس :ما ترك. وقالت الملائكة: ما قدم ؟”.

وطالبهم باخراج الدنيا من قلوبهم فما هي إلا فتنة وما فيها إلا فتن متراصات مغريات تدعو طلابها وتزين لهم سبلها، وتقتنصهم أقتناصاً، وما ينجو من حبائلها إلا سعد الطالع ، مسدد الخطى محبوب من الله ورسوله وأهل الرسول ( ص ) وتمت له مشيئة الله بالحسنى، باع الدنيا واشترى رضا الرحمن وآخرته بيقين وإيماناً بما أنزل الله على عبده الرسول ( ص ) ورضاً بقضاء الله وقدره، وقال أمير المؤمنين (ع): ” بني الإيمان على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل “.

وما كان نصيب الإيمان إلا حصة المستضعفين من العبيد والرجال والنساء إلا النزر اليسير من السادة الذين كتب الله لهم السعد في الدنيا والآخرة، فعندما صدح النبي على الصفا بدعوته العامة إلى الناس تداعت قوى الشر من قبائل قريش التي هالها بل ارتعدت فرائصها لهذه الدعوة الغريبة ، ولكون النبي أولاً من بني هاشم وبهذا يكون الهواشم قد ذهبوا بعز الدنيا والآخرة! ألم يقل رب محمد ( ص ):” وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ”. (الزخرف -٣١).

أفلم يكفهمو أن هاشم جد الرسول الأكبر قد تألق في عليائه منفرداً دون القبائل الأخرى من قريش! حيث أسس لهم طريق تجارة صيفية آمنٍ بعقده العهود والمواثيق مع شيوخ القبائل وملوك البلاد التي تمر قوافل قريش في طرائق بلادهم ضامناً طرقاً آمنة سالكة لهم ولتجارتهم ،وكذا كان المجد على موعد مع عبد المطلب جد النبي محمد ( ص )إذ انبرى على طريق والده محتذياً به فأسس لتجارة الشتاء إلى اليمن ، وها هو اليوم محمد حفيد هاشم وعبد المطلب يعيد أمجاد بني هاشم وتميزهم عن سائر القبائل، ويزيد أمجادهم أمجاداً لن تُنافس إلى يوم القيامة ولسان حاله يصدح :” أنا النبي لا كذب أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب سيد خلق الله إلى يوم القيامة ، جئتكم بخير ما طلعت عليه الشمس أو غربت، فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم خطاياكم “.هو من بني هاشم، وهو أيضاً الرجل الذي يتهدد بدعواه مصالح قريش المزعومة وكفرها ومجونها ونزواتها وأهوائها وسلطانهـا على قبائل الجزيرة العربية، فهل من سبيل إلى ردع محمد وأتباعه -وما اتبعه إلا الأراذل-؟! ، يقول تعالى :فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ “.( هود -٢٧)،. وما زادتهم دعوة محمد ( ص ) إلا عناداً وما زادتهم إلا رفضاً ! ولقد ذهبوا شأواً بعيد إذ تجبروا وتكبروا فقالوا :” اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ “.(لأنفال-٣٢)،. فعزيمة الشياطين تلبستهم وقوى الشر استحضرتهم ،وتكالبت على محمد ( ص ) وأتباعه الضواري تعذيباً وتمزيقاً وحرقاً بسياط وأسياخ محمية على النار ، وما استصعب عليها تحويل صحراء الجزيرة محرقة لحرق العصاة من الصابئين إلى دين محمد(ص) والمرتدين عن دين الأجداد! وقال (ص): ” الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا جسد لمن لا رأس له، ولا إيمان لمن لا صبر له “. وسئل (ص) عن الإيمان؟ فقال: ” الصبر والسماحة “. وقال (ص): ” ما تجرع عبد قط جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ ردها بحلم وجرعة مصيبة يصبر الرجل لها، ولا قطرت بقطرة أحب إلى الله ـ تعالى ـ من قطرة دم اهريقت في سبيل الله وقطرة دمع في سواد الليل وهو ساجد ولا يراه إلا الله، وما خطا عبد خطوتين أحب إلى الله ـ تعالى ـ من خطوة إلى الصلاة الفريضة وخطوة إلى صلة الرحم “.

وروى: ” أنه ـ تعالى ـ أوحى إلى داود (ع): يا داود! تخلق بأخلاقي، وإن من أخلاقي أني أنا الصبور “. وروى: ” أن المسيح قال للحواريين: إنكم لا تدركون ما تحبون إلا بصبركم على ما تكرهون “، ولقد مر رسول الله تعالى على ياسر وزوجته سمية والدي عمار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين قبل مقتلهما تحت وطأة التعذيب ،فقال( ص ) لهما تأيداً ومرابطة وتثبيتاً :” صبراً آل ياسر إن موعدكما الجنة “.

وكل المستضعفين المؤمنين من أتباع محمد ( ص) واجهوا طغاة مردة قاسية قلوبهم ،بألاعيبهم قسوا،وبكرههم وحقدهم صبوا جام غضبهم على كل مؤمن ومؤمنة بالله تعالى وبدعوة المصطفى ،ولم يستثنوا النبي محمد( ص )من أضغانهم وأحقادهم وأمانيهم الشيطانية السوداء !فمارسوا ضغوطهم على بني هاشم ليسلموه لهم! وليقتلوه لتخليص قريش وألهتها من محمد وربه ! ولكن أجهضت بني هاشم مخططاتهم فما فلحوا، وخابت مساعيهم وزهد بني هاشم بإغراءتهم اللامنطقية !!

{روى ابن هشام:١/١٧٣، والطبري:٢/٦٧، وابن إسحاق:٢/١٣٣(مخطوطة القرويين)، قال: (ثم إن قريشاً حين عرفت أن أبا طالب أبى خذلان رسول الله       ’ مشوا اليه ومعهم عمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له فيما بلغنا: يا أبا طالب قد جئناك بفتى قريش عمارة بن الوليد جمالاً وشباباً ونهادة ، فهو لك نصره وعقله فاتخذه ولداً لا تنازع فيه ، وخل بيننا وبين ابن أخيك هذا الذي فارق دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومه وسفه أحلامهم ، فإنما رجل كرجل ، لنقتله فإن ذلك أجمع للعشيرة وأفضل في عواقب الأمور مغبة ! فقال لهم أبو طالب: “والله ما أنصفتمومي تعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابن أخي تقتلونه هذا والله لا يكون أبداً”.!}

وما كانت تلك المحاولة الأخيرة لقتل محمد ( ص )فقد عقدت قريش العزم على تطهير مكة وخلاصها من محمد ( ص) ودينه وأتباعه، ولتكن قريش طموحة في تطلعاتها وليكن المخطط الشيطاني محكماً! ولتضرب فراعنة قريش عصفورين بحجر واحد فتتخلص من محمد ( ص ) وأتباعه ومن بني هاشم بضربة قاصمة واحدة ، بقتلهم ببطء جوعاً وقهراً ،وبحصار سدت منافذه في شعاب مكة ،وأقامت عليها حرساً لضمان إحكام مخططاتهم! فوثيقة قبائل قريش المعقودة بينهم والمعلقة في بطن الكعبة تنص على إعدام بني هاشم ومحمدهم ( ص ) وأتباعهم فلا يبعونهم ولا يشترون منهم ولا يجالسوهم ولا يتزوجوا منهم ولا يزوجوهم في حصار تضيق حلقاته يوماً بعد يوم، فكانت المؤامرة محكمة لثلاث سنين متعاقبات !!عانى فيها المحاصرون الأمرين ومع ذلك ما طرفت أعين الظالمين ! ولا ارتعدت فرائصهم لآهات المرضى ولا لصرخات الجياع! ولكن تدخلت العناية الإلهية التي وضعت حداً لتلك المعاناة المريرة ،والتي عرضت الجميع لمخاطر جمة ،والتي على أثرها توفي ورحل أعزة على قلب النبي محمد ( ص )الحبيبة الزوجة المخلصة خديجة عليها السلام ، والسند والظهير العم أبي طالب رضوان الله تعالى عليه حامي محمد والمدافع عنه والذي دفع عنه الضيم وفداه بأبنائه ، وكان له حصناً حصيناً ، فقد سلط الله الأرضة على صحيفتهم فقرضتها وأكلتها وما تركت منها شيئاً سوى باسمك اللهم ! وبطل بهذا حصارهم . يقول اللطيف الخبير :” أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ”.( العنكبوت -٢).

وما كان لمحمد ولا لأتباعه أن يُخرجوا مظلوميتهم خارج حدود الشكوى إلى الله جلت قدرته!وما كان لهم معاملة كفار قريش بالمثل ،ولا القصاص من الظلمة بسواعدهم ولا المطالبة بثأرهم ممن آذوهم وفتنوهم في دينهم ودنياهم، وهل الثأر إلا العين بالعين والأنف بالأنف ؟! فلا والله لم تفقأ عين ظالم ولم يجزع أنف متجبر، ولا اعتدى على حرمة ديارهم، ولا أموالهم نُهبت بل صِينت حرائرهم وأعراضهم ، ولا مست دورهم أيضاً،ألم يقل الله تعالى :” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.( فصلت -٣٤)، وما كان للحق أن يتلبس لبوس الباطل ولا أن يتطبع بطباع الشياطين ،فالحق بينٌ وكذلك الباطل بين، ولا قواسم مشتركة بينهما، ودولة الحق لها شمائلها ورجال قوام على رعايتها ،” رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ “. (الأحزاب-٢٣) فليس بمقدور محمد نبي الرحمة إلى الناس كافة أن يخرج عن سجيته الوادعة الرحيمة الرءومة ، ولا عن أخلاقه الربانية ، ولا تسمح له فطرته السوية المتكاملة الأنوار والمعصومة محاكاة سفاسف الشياطين ومنحطات سلوكياتهم، وقسوة قلوبهم وكيف يتأتى له ذاك ؟! وهو الرحمة الإلهية !فقد قال الله تعالى فيه :” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ “.( الأنبياء-١٠٧)،ودولة الباطل لها مخازيهاومثالبها ورجالها، رجال نفاق وكفر ، تعنت وتجبر ، رجال عمي البصيرة ف “مَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا “. ( الإسراء -٧٢).

غير أن غطاء الحصانة والحماية قد رفع عن النبي محمد ( ص ) وازدادت الأوضاع سوءاً وخطورة بعد رحيل أبي طالب (رض) إلى مثواه في العالم الأخر وموت السيدة خديجة ( ع )، وازادت الأمور تعقيداً فلا محمد يرضى بعتقهم من دعوته ،ولا هم يعقلون ويتأملون قليلاً في مقولته، ولا هم يخففون من تعنتهم وعدوانيتهم !!فضاقت الأرض بما رحبت على النبي ( ص ) وأتباعه المؤمنون، وخصوصاً بعد انعقاد عزيمة الجبابرة الظلمة من ساسات قريش على قتل النبي محمد للخلاص منه ومن فكرة الثأر له بحضور أربعين فارس من شتى قبائل قريش وإغماد نصول سيوفهم في صدر الصادق الأمين ( ص ) بضربة قاصمة واحدة !يقول المولى :” وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ “.( الأنفال-٣٠)، وما كانت العذابات والشتائم والتحريض -للعبيد والإيماء والصبيان – لإلحاق الأذى بالنبي إلا مسألة وقت للخطوة الأعظم فقسوتهم تزيد ولا تبيد، تتأجج ولا تخبو ، تستعر ولا تهمد ، مما دعا النبي ( ص ) إلى دعوة أصحابه وأتباعه للهجرة إلى الحبشة وآخرين إلى المدينة ،يقول الحق :” فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ “.(آل عمران -١٩٥)، كما قال تعالى :”وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ .( الأنفال-٧٤)،ولقد قال تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ “.( التوبة -٢٠)، وتضمنت آيات الهجرة مديحاً كبيراً للمهاجرين ، بشرط أن يكونوا مخلصين ، فقال تعالى: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلاجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.(النحل-٤١-٤٢)..

ثم كان الخيار الأوحد له الهجرة إلى ديار الأوس والخزرج التي أضحت بقدومه مدينته المنورة بأنوار محمد وآله ( ص )، فهل قرت قريش برحيله عيناً أم شحذت لمرحلة عدوانية وحروب طاحنة ضد المهاجرين والأنصار !!

للحديث بقية

الكاتب ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة