يُعرف الرجال بالحق – الجزء الثاني –

img

منذ الخليقة إنقسمت مخلوقات الله العاقلة وأقصد بها الإنس والجان إلى قسمين لا ثالث لهما حزب الله ، وقال فيهم الحق :” وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ”. ( المائدة -٥٦،) حزب الله المؤمن برب السموات والأرض وأن لا رب ولا خالق سواه ، المتشرف والمعتز بالعبودية للواحد القهار ، وبأحقيته تعالى بالخضوع له والتعبد له ، والتذلل له، والإنصياع له إيماناً وتصديقاً به وبرسالاته المنزلة على عباده الذين اصطفى ، حزب الله الذي لا يستنكف من الخشوع والإذعان لله وأوامره ونواهيه وتبنيها باعتبارهاالمنهج الوحيد إذ يقول المولى :” لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا.(سورة النساء -١٧٢) ،ذاك الحزب الذي صدق مع الله وتمسك بإلتزامه وعهده الذي أوثقه مع رب السموات والأرض ، فبذل حشاشة القلب ومهجة الفؤاد ونور العين والغالي والنفيس في سبيل التمسك به والوفاء بعهد الله ، إذ يحدثنا العلي الأعلى عنهم فيقول :”مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ “. ( سورة الأحزاب -٢٣)، وقال الحق أيضاً :” إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ “.( سورة الفتح -١٠) فباعوا أنفسهم لله ابتغاء مرضاته جلت قدرته ،وعليه قال تعالى في صفقتهم الرابحة المباركة :” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “.( التوبة -١١١)، وقال أيضاً :” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ”.( فاطر -٢٩ )، حزب الله الذي لا يثنيه عن الثبات والأصرار – في خدمة علام الغيوب وطاعته وعن التمسك بتعاليم الله ونواميسه- تجبر وتكبر المردة ولا حقد الحاقدين ولا سطوات الجبارين ولا وعيدهم ولا تهديدهم ، وهذا قول الفصل فيهم :” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ “.( آل عمران -١٧٣)، حزب الله الباحث عن رضا الله ورحمته في أكنان الأرض وفي ملكوت السموات العلا ، وقال تعالى :” أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ٠”. ( الأعراف -١٨٥)، كما شهد الله لهم بقوله :” قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( المائدة -١١٩ ) ،حزب الله العابد القائم الصائم والذي لا يشغله شيء عن ذكر الله والتقرب إلى الله زلفى ،ألم يقل الله فيهم :” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ “.(سورة الفتح -٢٩).

حزب الله الذي تآلف مع خالقه وعرفه وأحبه ورضيه رباً ومعبوداً بالعقل والبيان والبراهين الساطعات ، ذاك الحزب الذي جعل ركائز عبوديته لله جل علاه العقل والعلم والبيان وتأملات في ملكوت الخالق المبدع ، واستأثر بالهدى والحكمة وإقرار بعد يقين ، قال الخالق العظيم :” أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى”.( سورة الروم -٨)كما قال سبحانه وتعالى :”يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ،وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ،وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ “.( سورة الروم -من ١٩- إلى-٢٢)،

إنّ الله تبارك وتعالى بشَّر أهل العقل والفهم في كتابه، فقال سبحانه في أتباع هذا الحزب المبارك : “بَشِّرْ عِبَادِ ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ”.( سورة الزمر -١٨)، حزب الله الذي ركع وسجد لله عن بصيرة نافذة وقناعة مبصرة مدعومة بأدلة قاطعة غير قابلة للنقض أو الضحض ، حزب الله الذي عرف ربه وأنه الله الذي لا إله إلا هو الكبير المتعال ،فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – : ” مَا مِنْ عَبدٍ إلاَّ وفي وجْهِهِ عَينَان يُبْصرُ بِهِما أمْرَ الدُّنيا ، وعَيْنان في قَلبِهِ يُبصِرُ بهما أمْرَ الآخِرَة ، فإذَا أرَادَ بِعبدٍ خَيراً فتحَ عَيْنَيه اللَّتَينِ في قَلبِه ، فأبْصَرَ بِهِمَا مَا وَعَدَهُ بالغَيبِ ، فآمَنَ بِالغَيبِ عَلى الغَيبِ “. (ميزان الحكمة ٨ /٢٢٤). حزب الله الذي أسلم وجهه لله تعالى وأمن بالله وغيب الله الذي لا يطلع عليه أحداً إلا من ارتضى ، يقول عز وجل :” عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ “.( الجن -٢٦-٢٧ )،حزب الله الذي هام حباً في ذات الله فذاب شوقاً للقائه معداً زاده ليوم عصيب “عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ “.( المدثر-١٠) ، يقول إمام المتقين علي ( ع ): ” أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم .. ففيها اختبرتم ، ولغيرها خلقتم .

إن المرء إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت الملائكة ما قدم ؟!”.

فلم يتوانى ذاك الحزب العظيم في القيام مسهداً محافظاً على أمانات الله فلا يغزوه كلل ولا ملل ولا شك ولا ريبة في أمر من أمور دينه وآخرته تراه يسابق الأرواح قبل الأجساد إلى رضا الله ورضا رسوله وآل الرسول (ص) فاليوم عمل وغداً لا عمل ، يقول الحق :” وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.( آل عمران -١٣٣)كما قال جلت قدرته :”وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ،أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ،فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ.( الواقعة -من ١٠ إلى ١٢)،

كما ذكر الله تعالى. في كتابه المجيد شجرتين إحدهما كريمة عظيمة وأفرد لها في الفرقان الكثير من الآيات تسهب في تمجيد وتعظيم تلك الشجرة المباركة النورانية وكل من ينضوي تحت أساساتها، ويستظل بظلالها ويتزود من معينها ، قال تعالى :” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ” [إبراهيم٢٤-٢٥] ، كما قال نور السموات والأرض :” اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ” . (سورة النور-٣٥) ، والفطن الكيس ينبهر من تعظيم الله تعالى لتلكمو الشجرة من جهة ربطها بذات الله إذ هي قبس من نوره تعالى يستنير بها كل ذي لب على طريق النجاة ، تلك الشجرة الفاضلة المباركة التي احتوتها رحمة الله الواسعة فأزهرت وأينعت وأشرق نورها في الخافقين أنبياءً ورسلاً وأئمة عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم وكان مسك ختامها الباقي بقاء الدنيا حبيب الله محمداً وأهل بيته الأطهار اللهم صل على محمد وآل محمد ، إنها الشجرة المحمدية التي جعلها الله رحمة للعالمين ذات خصوصية عالمية ليست حظوة للشرق دون الغرب بدليل الآية السابقة،وكما يقول تعالى :” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”.( الأنبياء -١٠٧).شجرة من مناقبها الرحمة والرأفة والحب والمودة متبلورة في من ينضوي تحت جناحها ويتمسك بالعروة الوثقى وحبل الله الممدود من الأرض حتى عنان السماء ، لكنها شجرة قاسية شديدة الغلظة وعصية على أعداء الله ووحيه ورسله ، ألم يقل الله جلت قدرته :” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”. ( الفتح -٢٩).

وعلى الضفة الأخرى هناك حزب الباطل حزب العصاة المردة وقال فيهم الحكم العدل :” اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ”. ( المجادلة -١٩)كما قال العلي الأعلى :” إِنّ الشّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوّ فَاتّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ السّعِيرِ “.( فاطر -٦) ، حزب الشيطان بمؤسسيه الجبت والطاغوت وتوابعهما أولئك ثمار شجرة حنظل ملعونة ، معروف طرحها لا تعرف إلا الفساد والإفساد منهجاً وسلوكاً ،. تلك الشجرة الملعونة في القرآن إذ قال العلي الأعلى :” وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ(إبراهيم-٢٦) ، شجرة لا يقترب منها إلا ذوي أحلام العقول من الأفاقين والمنافقين والدجالين وشذاذ الأرض والمتطلعين لحظوة عند مقام مدعي الربوبية مسيحهم المسخ ، وممن يندرج تحت عباءته السوداوية وعتباته التسافلية والإنحطاطية والبهيمية في بوتقة واحدة تبث سمومها زعافاً، تلك الطغمة من التوابع التوافه عشاق شجرة الزقوم ، ولست أدري أأضحك أم أبكي على مجامع الغباء والحمق فيهم إذ يتفيئون ويستظلون بسعيرها ثم بعد هذا يجدون حلاوة برد لهيبها!! برداً وسلاماً عليهم كما كانت برداً وسلاماً على إبراهيم !!ما هكذا تورد الإبل يا سعد !! ألم يقل الله سبحانه في إبراهيم ( ع ) وإبراهيم فقط :” قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ “.( الأنبياء -٦٩).

ثمار شجرة الحنظل الملعونة في القرآن ما هم إلا شذاذ الأرض وغوغائها، أولئك الذين فقدوا فطرتهم السوية وهويتهم الإنسانية وتناسوا حجمهم فكان من الطبيعي أن تقسو قلوبهم فتنتزع الرحمة منها كما نزعت المروءة والشهامة والحمية حتى أضحوا لا خلاق لهم من دماثة الأخلاق ومحاسنها ! يقول المولى فيهم :” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) . (البقرة -٧٤-) .وقال العزيز الحكيم :” وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ”. (فصلت-٥)

والطامة الكبرى أن تلك الطغمة الآثمة نست أو تناست جهلاً وإمعاناً في الغباء أنهم عبيد الله ومخلوقاته ، ولا حول لهم ولا قوة لهم إلا بخالقهم ومالك رقهم ، شُطِبَ المنطق من ذاكرتهم فتناسوا ربهم فنسيهم الجليل يقول الحكم العدل :”الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ “.( التوبة -٦٧).

وهم ينكرون الله الواحد الأحد كما ينكرون رسالاته ورسله ويوم الدين والبعث والحساب ويدعون أنها أساطير الأولين ، وذاك ما ذهب إليه المولى إذ قال :”وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ “.(الأنفال -٣١)، وقال أيضاً :” وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ”.( النحل -٢٤ )، ومن مهازل الدنيا أنهم إذ ينكرون الخالق العظيم متفرداً في ألوهيته رافضين السجود للقوي المتين وحده !! يرضون لأنفسهم السجود لألهة صماء لا تضر ولا تنفع- سجود إمتهان لعقولهم وكرامتهم لو كانوا يعقلون !! – ولا يهم ماهية الألهة إنسانية أم حيوانية أم جماد أم خلق من مخلوقات الله !! يقول المولى :”قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “.( المائدة -٧٦).

وما فتئوا يخادعون أنفسهم ثم الآخرين ممن هم على شاكلتهم بأنهم قادرون ومقتدرون ، والحكم لهم ولداعيتهم وراعيهم الشيطان الأكبر لا لله خالق كل شيء ، كما أنهم إن صح الإدعاء بيوم الحساب والثواب والعقاب فإنهم واردون الجنة لا محالة ألم يقل علام الغيوب فيهم :” وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا”.( سورة الكهف -٣٦)،وعوداً على بدء فمعتقدهم لا عقاب ولا تأنيب ولا مثالب عليهم فيما هم فاعلون،وإن وهذا فرض محض خيال وردوا على النار فلأيام معدودات مقدور عليها!!!ألم يقل الله تعالى على. ألسنتهم :” وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً”. ( البقرة -٨٠)، بل الحق والحق ما يزعمون أن خيرة الحور العين في انتظارهم في يوم البعث المزعوم بأعداد تكال بالميزان !! ففي كتاب الله ما يثبت صحت فريتهم :”وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا”.( الكهف -٣٦)،

أبناء الشجرة الملعونة تلك أضاعوا قبلتهم وجحدوا دين الله وأتبعوا كل شيطان مريد! ونصبوا سروب الشياطين -الذين يغررون بهم بكرة وأصيلاً- قادة وسادة عليهم يسبحون بحمدهم ليلاً ونهاراً ، ويمجدون بحمدهم أناءالليل وأطراف النهار وفي قول كهنتهم القول الفصل فلا يحق لهم ولا لغيرهم مناقشته أو معارضته أو التشكيك به فحذاري أن يخرجهم لحظة هرج غوعائية من الدين القويم دين شياطينه ومن لفَّ لفَّهم !! ففي قول الحق ما يغني عن كل قول وحجة وبيان   :”

فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ”.( الأعراف -٣٠)، ويقول المولى أيضاً :” وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”.( النساء -٧٦)

تحسبهم على قلب رجل واحد وهم فيما يزعمون قلوبهم شتى متفرقة آمالهم ومتناحرة أطماعهم غير أن إتحادهم الشيطاني أنيٌ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً !فقد قال الحق :”كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ”. ( الحشر – ١٦)،

وعلى فرقتهم توحدوا تحت مظلة متطلبات ملحة لإبقاء شجرتهم الملعونة حية إلى حين، وعليه اعتمدوا سياسة الغاية تبرر الوسيلة شعاراً ومنهجاً ومسلكاً لجني ثمار معطبة تصب وهماً في مصلحة العدو الأول لله ولرسوله (ص)، يقول المولى عز وجل في مسارهم ذاك الذي خطه لهم زعيمهم الأبله إبليس عليه وعلى من أتبعه لعائن الله وملائكته والناس أجمعين :”وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ “.( النور-٣٩)، ولعمري فإن مكائدهم غريبة أطوارها، ومصائدهم عديدة مُزَلَقَة، وطرقهم ملتوية متلونة ، وعصارة شجرتهم سم زعاف قاتل،وبنيانهم سربان نَمَقَة ( ريح منتنة )، يقول علام الغيوب :” قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ”. ( الحجر-٣٩).

عقولهم في سبات عميق وضمائرهم ميتة موصدة أبوابها،يقول الحق في أولئك :” إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ “.( النمل -٨٠)

ومنطقهم فحيح من قعر جهنم ! يجانبون الحق ويحيدون عن الصراط المستقيم، هذا ولقد قال تعالى :” وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. ( الأنعام -١٥٣)، فمنطقهم ذاك معوج مصاب بعاهة مستديمة إذ باعوا أنفسهم وأرواحهم وعقولهم في صفقة خاسرة خائبة لمن لا يملك زمام أمره ويتلاعب بهم فيأخذهم ذات اليمين وذات الشمال في رحلة سراب من وعود وأوهام حيوانية مقززة لو كانوا يفقهون ! يقول المولى :”يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا”.( النساء -١٢٠ )، وألسنتهم تنضح السم الزعاف وتبثه في فراغ أمخاخهم وفي قلوبهم الموصدة فتتلاقفها وتتبناها ومن ثم تبني عليها أعاجيب الأقوال والأفعال المدمرة ،وحديثهم عجب العجاب حديث أعاجم أو لنقل أحاديث الصم البكم فهم لا يفقهون !!يقول الخالق المهيمن :” صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ”.( البقرة -١٨)

وإن عجبت فالعجب الأكبر والأَمَر أن هؤلاء لا يكادون يفقهون مغازي أحاديث ساداتهم من شياطين الإنس والجان ومن فتاوى كهنة المعبد ! فها هي جوقة سيدهم الأرعن وشياطينه يغرقونهم في كل مستنقع نجاسة وانحلال ولا مفر من الغرق معهم !!فمنفذي الأمر الشيطاني يتطلعون دوماً للغواية ، ويستأنسون بالباطل إستئناس” الرضيع بمحالب أمه” !!كما يسعون – بلذة منقطعة النظير -في خراب الدنيا من أقصاها إلى أقصاها عن سبق إصرار وترصد ألا إنهم المفسدون في الأرض،يقول الله تعالى :” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”. ( الروم -٤١)، يستبقون الزمان في نشر الفساد والإفساد يتقززون من النور والضياء ويعشقون الظلام ،مساكنهم أوكار الشياطين وجلسائهم أشرار الأرض من الإنس والجان الفاسدون والمفسدون من العصاة والكفرة المردة والمنافقين والأفاقين وضعاف العقول من الهمج الرعاع ، ألم يقل الله تعالى فيهم :”وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ”.( البقرة -٢٠٥)

يقتفون أثر كل ناعق وفاجر مثلهم الأعلى فرعون في رعونته وسفهه وانحطاط فكره ، يقول المولى في مثلهم :”فَحَشَرَ فَنَادَى، فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى”.(النازعات -٢٣-٢٤ )، ونمرود في استكباره وتعنته وغطرسته إذ قال العلي الأعلى على لسانه :” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ “.( البقرة -٢٨٥).

واستكبروا واستنكفوا السجود لله الواحد الأحد كما ترفعوا عن الإذعان للعلي الأعلى،وأَنِفُوا الخضوع لمشيئته وإرادته سبحانه جلَّ علاه! وصورت لهم عقولهم المريضة وطموحهم المريب رب مفصل على حجم مجونهم واستهتارهم !رب يقربهم إليه زلفى دون عمل أو مثابرة ،أو استحقاقاً مكتسباً لا فصال فيه !! -ويُقصي ذاك الرب الألعوبة -ربهم المزعوم – الآخرين وإن صلحت سريرتهم وأعمالهم فلزاماً عليه عذابهم في الدنيا قبل الآخرة ( استغفر الله رب وأتوب إليه ) !!

وأحلامهم تداعب أطماعهم تقتضي مطالبة إلههم المفصل بأيديهم الآثمة فتح باب الإباحة لهم لكل المحرمات فلا يبقي ولا يقصي متعة زائفة حرام -يهتز لها عرش الله الطاهر المطهر – لاستباحتها هم وشياطينهم ، فَيُعملون معاولهم بشريعة السماء دكاً وهدماً وتكسيراً ،دكاً دكاً !! سحقاً سحقاً !! يقول الحق سبحانه :” كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ،تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ “( المائدة -٧٩-٨٠).

ألا وإن الحق يقال لهم أرباب مختلفة غير أن أهمهما كبار الزعماء والسادة فيهم هما سيدهما ومولاهما الجبت والطاغوت يقودونهم إلى الويل والثبور وعظائم الذنوب ، قال الحق :” وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.( البقرة -٢٥٧)، وما برحوا يتفانون في خدمتهما تفاني العبد لمالك رقه والمجنون الفاقد لبه   .

دينهم الجهل والتخلف، دين ظلام دامس لا إشراقة فيه ، دين عربدة وجنس ومسكر وأحلام بهائمية ، وتسافل وانحطاط ما له من نظير ، وبحور من وعود شيطانية مألها جهنم وبئس المصير ، وعود شيطانية سرابية مكافأة نهاية الخدمة ، الخدمة المتواصلة المتفانية في طاعة مولاهما الجبت والطاغوت ! والمثمنة لدى من لا يملك من الأمر شيئاً غير وعود زائفة وبنيان آيل للسقوط ، والتي حقق بها الجبت والطاغوت أحلاماً كاد يعدها سراباً من نقيعة ،وها هو الحق يصدح بالحق عن وعود ربهم الزائف ذاك إذ يقول :” يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا”.( النساء -١٢٠) ،دينهم دين رق وقهر وإذلال ، دين أضغان وأحقاد ودسائس ومؤامرات، وحصاده قلوب لا تعرف للرحمة والرأفة سبيلاً ،وأفئدة ظلامية زاهدة في النور فلا تبصره ولا تريد أن تبصره ، وما فتئوا يتنادون بلغة الصم البكم فهم لا يعقلون فلا بصر ولا بصيرة ولا حجة ولا منطق لهم ،ولا حوار ناجع يرجى منهم ومعهم ، ولا يرضون إلا بالجهل والرفض والإنكار لغةً وأدثاراً يقول الحق :” صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ “. ( البقرة -١٨ )، تلك العقول المتحجرة صيرت المناشدات بتحكيم العقل والمنطق فيما آلت إليه تصرفاتهم من رعونة همجية ووحشية أخالها محرمة حتى على الحيوانات الكاسرة خرجت عن نطاق السيطرة وباتت حريقاً هائلاً مرعباً، جذواته تستعر فتحرق الأرض ومن عليها، أعود فأقول أنها صيرتها إلى طريق مسدود يحتاج إلى معجزة إلهية للحلحت الأمور وتصويب مسارها إلى الصراط المستقيم أو القول الفصل للحضرة الإلهية فيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود .

ولنقتفي الأثر لانقشاع الغمة فيتبن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ونصوب البوصلة على المقومات والأسس التي يرتكز عليها حزب الله في دعواه الحق لنعلم أي الفريقين أحق أن يتبع ، ولله القول الفصل :” قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ “.( يونس -٣٥).

يتبع الجزء الثالث

الكاتب ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة