القارئ الكريم:

إن الدكتور الوائلي ليس ممّن يعرض صفحاً، أو يطوي كشحاً عمّا يدور حوله، ويتردّد صداه في مجال الطرح والمعالجة. فهو& لم يكن ليشيح بنظره عن كلّ ما يمكن أن يعالج مشاكل الإنسان وقضاياه المعاصرة على ضوء الإسلام عبر منظومة من الطروحات الفكرية؛ سلبية كانت لنقدها وتصحيحها، أو إيجابية لإثباتها وإقرارها، ما زالت تهمّ الإنسان عامة، والإنسان المسلم خاصّة، وتصبّ في بوتقة المعالجات الواقعية لهذه المشاكل، وتدور في مضمار ما له علاقة بالإسلام والمسلمين على صعيد التشخيص أو الحلول.

فهو لم يكن لتغيب عن اهتماماته وفكره ووعيه الساحة الفكرية التي تهم العالم الإسلامي، وما يدور فيها ممّا تهجّ به من مناقشات لقضاياه العالقة، ومسائله المستغلقة. فكلّ هذه الجوانب تشغل باله دائماً، فهو حاضر أبداً على خشبة المسرح الفكري الإسلامي حضوراً واعياً متجدّداً كفيلاً بأن يرفد ساحته بمعين إسلامي صافٍ لا ينقطع ولا ينفد ولا يفنى من المعالجات الإسلامية التي ترتكز في حلولها إلى مفاهيم السماء، وتستند في معالجاتها إلى طروحات وفكر الأنبياء^، وإلى مداخلات خلفائهم الأوصياء^، سيما أوصياء خاتم الرسل والأنبياء^ سيّدنا وحبيبنا ونبينا الأكرم محمّد بن عبد الله|.

وهذا ما نلمسه واضحاً من خلال مطالعة هذا الحوار الفكري الهادف الذي أجرته معه مجلة (المشاهد السياسي) في عددها (281) لسنة (2001م)، والصادر في(29) يوليو منها.

السيرة الذاتية

– هو الشيخ أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي. ولد سنة 1347 هـ في 17 ربيع الأول في النجف الأشرف. اشتهرت هذه الأسرة في النجف بأسرة آل حرج، وحرج هو اسم الجد الأعلى لها، وهو أول من نزح من الغرّاف بلدهم الأصلي، وهبط في النجف الأشرف، واتخذها موطناً ومسكناً له.

– امتازت هذه العائلة بالثقل العلمي والمكانة المرموقة في تاريخ الأسر النجفية كأسرة آل بحر العلوم، وأسرة آل كاشف الغطاء، وآل الجواهري.

– ولكن الشيخ الوائلي هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من شهرة واسعة في خدمة المنبر الحسيني منذ صغره، وفي الوقت نفسه أكمل دراسته حتى حصل على الماجستير في جامعة بغداد، ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم توغل بالدارسة الحوزوية، وقرأ مقدمات العلوم العربية والإسلامية على أساتذة الحوزة البارزين. وله مؤلفات في الشعر والأدب.