التبول اللاإرادي

img

عندما نتحدث عن التبول اللاإرادي فإننا نتكلم عن مشكلة يعاني منها 10% من الأطفال. وبالتحديد يعاني منها 7% من الأطفال الذين أعمارهم خمس سنوات، و2% من الأطفال عند عمر 10 سنوات، وربما تستمر لمرحلة متأخرة، وتمثل هذه الفئة 1% وهذه المشكلة تنقسم إلى قسمين:

1ـ تبول ليلي.

2ـ تبول ليلي ونهاري.

والقسم الثاني أقل من القسم الأول بكثير.

والمشكلة أكثر شيوعاً عند الأولاد، إلا أن القسم الثاني تزيد نسبة الإناث على الذكور فيه.

والمرض عبارة عن تكرر بلل الطفل لملابسه أو فراشه، ولا نستطيع أن نطلق التشخيص على الطفل حتى نلاحظ تكرر هذا الفعل بما لا يقل عن مرتين اسبوعياً لمدة متواصلة، لا تقل عن ثلاثة أشهر، وإذا استمرت مع الطفل بعد عمر الخمس سنوات.

كثير من الأمهات بحكم تجاربهم السابقة مع أبنائهم أو بناتهم السابقين، يقلقون من هذه المشكلة في وقت مبكر، وربما يتصرفون بشكل خاطئ مع الطفل مما يؤصِّل للمرضى في نفسه.

أسباب المرض:

أما عن الأسباب الأساسية لهذا المرض فتنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: أسباب عضوية، كأن يكون الطفل مصاباً بداء السكري أو الصرع أو أي مرض عصبي آخر، أو ربما تكون الأسباب ناتجة عن استخدام بعض المواد المدرة للبول سواء كانت طبيعية أو شعبية.

القسم الثاني: أسباب نفسية، ويعزي البعض هذا السبب لبعض العوامل، من أهمها:

العوامل الوراثية، حيث وجد أن مشكلة التبول اللاإرادي تتوارث عند الأبناء، وربما يعزى ذلك لخلل خلقي؛ كصغر حجم المثانة مثلاً، وبالتالي الاحتاج المتكرر لإفراغها.

ومن العوامل أيضاً:

طريقة التربية والتعامل، والضغوط على الطفل حيث تسهم بشكل كبير في نشوء هذه المشكلة في كثير من الحالات.

فمثلاً: التعليم على التبول في الحمام من وقت مبكر، ربما يؤدي إلى انتكاسة الطفل خصوصاً إذا تعامل أولياء الأمور بصورة غير سليمة مع الطفل في حالة تقصيره.

العلاج ووسائله:

إن العلاج الأول والأنجح في معظم الحالات هو العلاج السلوكي.

وللبدء في العلاج يجب أن يعلم الوالدان أن الطفل لا يتعمد هذا الفعل، فهو بالتالي لا يستحق العقاب أو الإساءة، وأيضاً يجب أن يناقش الطفل عن حالته وعن أسبابها إن وجدت، وعن التصرف الأمثل لحلها.

التعزيز الإيجابي للطفل هو من أهم طرق العلاج، وله طرق مختلفة من أهمها طريقة الجدول والنجوم لتعزيز الأيام الجافة عند الطفل.

كذلك بعض التوصيات الهامة كمنع الطفل من شرب بعض السوائل المدرة للبول كالمشروبات الغازية، والشاي والامتناع عن الشرب قبل النوم بساعتين، أيضاً إن أمكن إيقاظ الطفل بعد نومه بساعة ونصف إلى ساعتين.

كذلك من الأمور المستخدمة للعلاج جهاز الفراش والجرس الذي يدق إن تبلل الفراش، فينتبه الطفل وقت التبول ويعتاد الطفل على الجلوس في مثل هذا الوقت.

أما عن العلاج الدوائي فنادراً ما يلجأ الأطباء لاستخدامه؛ لأن معظم الحالات تستجيب للعلاج السلوكي.

الكاتب الدكتور عبد الفتاح السعود

الدكتور عبد الفتاح السعود

مواضيع متعلقة