لابد لكلّ أمة من الأمم أن تسمو وترتقي ولابد لها كذلك أن تتقدم في جميع مجالاتها سواءً الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية …، وأهم هذه المجالات (مجال الفكر) ؛ لأن فكر الأمة هو لبّها وعنوانها المقروء، فالأدب إذا هو العَلَم الواضح في جبين كل أمة يبين فكرها.

إذن، إذا كان إلى هذا الفكر (الأدب) دوره وأهمية، فإن للطفولة دور أعظم وأهم ولهذا نلاحظ الأمم عبر التاريخ تهتم بالطفولة وجوانبها.. ولكن نلاحظ جانباً قد أهملته بعض الحضارات على الرغم من تقدمها ألا وهو: (أدب الطفولة أو أدب الأطفال) ومن خلال هذا المبحث سنتناول جوانب مهمة تخص الطفولة .. والفروقات بينها وبين أدب الكبار … وأدب الطفولة على ضوء الأدب الشعبي.

مفهوم الطفولة وأهميته:

الطفولة: نحن نعلم جميعاً أنها مرحلة عمرية من عمر الكائن البشري؛ لأن هناك مراحل متعددة. الطفولة أحد هذه المراحل ولكن تتسم بأطول وأدق مرحلة بين سائر المخلوقات جميعاً قال تعالى: ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ) الله ــ جل وعلا ــ خلق الإنسان وأكمل خلقه؛ نتيجة لذلك علمه البيان والقدرة على الإفصاح والتعبير قال تعالى: ( الرحمن * خلق الإنسان * علمه البيان ) وبالإضافة لذلك ميزة بالحواس ( ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين ) .

إذاً هذه الآيات تدل على معجزة خلق الإنسان وغريب صنعه. ولهذا نلاحظ الآيات والأحاديث النبوية الشريفة وكذلك أحاديث وروايات أهل بيت النبوة تركز على تربية الإنسان وتقويمه وإصلاحه منذ الطفولة حتى الشيخوخة؛ لأنه عماد هذا الكون ووظيفته .. وعلى ضوء هذه الآيات والأحاديث درس الباحثون والمفكرون الإنسان وما يتعلق به وانصب أكثر اهتمامهم بالطفولة، باعتبار أنها أساس الحياة. ومن هنا أخذ العلم المعاصر يبحث في علم الطفولة. فالطفولة في عصرنا الحديث أصبحت مهمة في ذاتها ولذاتها، وتعد مرحلتها أهم مرحلة في بناء الإنسان. ولم يعد الطفل مجرد مراهق صغير، أو مجرد كائن في طريقه إلى المراهقة. بل كل خبرة في الحياة تتصل به اتصالاً وثيقاً لها به علاقة متينة. والأدب الذي يقدم للأطفال من أهم العناصر في تكوين هذه المرحلة.

كم مره ذكرت كلمة طفل في القرآن؟

كلمة الطفل وردت في القرآن ” أربع مرات ” ، اثنان منها تشيران إلى مرحلة الطفولة المبكرة قال تعالى: ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفه ثم يخرجكم طفلاً ) . ( يأيها الناس إن كنتم في ريب … ونقر في الأرحام ما نشاء إلى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ) …. ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) المقصود بالطفولة هنا الطفولة المتوسطة. ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا….).

إذن : العلماء لم يأتوا بشيء من عندهم وإنما استمدوا ذلك من القرآن الكريم … في تقسيم الطفولة.

البقية في العدد القادم