ليلة القدر
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كانت ليلة القدر أمر الله تعالى جبرائيل عليه السلام فهبط في كوكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر، فركب اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر، فينشرهما في تلك الليلة فيسلّمون على كل قائم وقاعد ومصلّ وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فيقولون: يا جبرائيل ماذا صنع الله بحوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقول: إنَّ الله تعالى نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والقاطع الرحم، والمشاحن».
وروى السيد ابن طاووس في (الإقبال) عن (كنز اليواقيت) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قال موسى: إلهي أريد قربك، قالقربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي أريد رحمتك، قال رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: أريد الجواز على الصراط، قال: ذلك لمن تصدق بصدقة في ليلة القدر، قال: إلهي أريد من أشجار الجنة، قال: ذلك لمن سبّح تسبيحةً ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال: رضاي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر».
وما أحسن قول الشاعر واصفاً عظمة شان المنزّل في تلك الليلة:
هي ليلة القدر التي شرُفت على *** كلّ الشهور وســائر الأعوامِ
من قامها يمحو الإله بفضله *** عنه الذنوب وسائر الآثامِ
فيها تجلّي الحقّ جلّ جلالهُ *** وقضى القضاء وسائر الأحكامِ
فادعوه واطلب فضله تُعطَ *** المنى وتجاب بالإنعام والإكرامِ
فادعوه واطلب فضله تُعطَ *** المنى وتجاب بالإنعام والإكرامِ
فالله يرزقنا القبول بفضله *** ويجود بالغفران للصوّامِ
ويذيقنا فيها حلاوة عفوه *** ويميتنا حقاً على الإسلامِ