لقمان الحكيم نسبه واوصافه

img

هو لقمان  بن باعور بن ناخور بن تارخ.

وقال المسعودي في مروجه: لقمان الحكيم هو لقمان بن عنقاء بن مربد بن صاوون، وكان نوبيا مولى للقين بن خسر, وقيل: إنه ابن أخت النبي أيوب (ع) أو ابن خالته, وقد قيل في أوصافه: كان لقمان الحكيم أسود اللون عظيم الشفتين، مشقق القدمين، ذا مشافر حبشيا أو نوبيا من سودان مصر، يمشي على سكينة ووقار لا يتدخل فيما لا يعنيه.

أقول:

قف متأملا في صفات بطل الخلود ورجل العالم، والمثل الأعلى للمجموعة الإنسانية، وما كنا نظنه إلا مصداقا لقوله: ]مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ[ يوسف:31، لكن الظواهر من حسن وجمال وقدٍّ واعتدال وغيرها، لا تخوّل للإنسان أن يتصف بأي صفة من صفات الخير ما لم يكن لها مصداق، ولقد وصف الله سبحانه أقواما ذووا من مناظر وأجسام، وأشكال بالخشب في قوله تعالى: ]كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ[ المنافقون: 4، فالناس مخابر لا مناظر، يقول تعالى: ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[ الحجرات: 13، لا أحسنكم وجهاً ولا أغناكم مالاً. وفي قصة “برخ” ذلك العبد الأسود الإسرائيلي آية للسائلين، وإليك حرفياً لتعرف مقدار أثر التقى، ومصداق الحديث: (رُبَّ أشعث، أغبر، ذي طمرين، لو أقسم على الله لأبر قسمه).

روي في مناجاة “برخ الأسود” الذي أمر الله تعالى كليمه موسى (ع) أن يسأله يستسقي لبني إسرائيل، بعد أن قحطوا سبع سنين، وخرج موسى(ع) في سبعين ألفاً ليستسقي لهم فأوحى الله تعالى إليه: كيف أستجيب لهم وقد أظلت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة  يدعونني على غير يقين، ويأمنون مكري، ارجع إلى عبد من عبادي يقال له “برخ” فقُل له: يخرج حتى استجيب له فسأل عنه موسى(ع) فلم يعرف، فبينما موسى ذات يوم يمشي في طريق، وإذا هو برجل اسود بين عينيه تراب من أثر السجود، في شملة قد عقدها على عنقه، فعرفه موسى(ع) بنور الله تعالى، فسلم عليه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: اسمي برخ، فقال له: أنت طلبتنا منذ حين، اخرج فاستسق لنا، فخرج، فقال في كلامه :

(ما هذا من فعالك، وما هذا من حلمك، وما الذي بدا لك؟ أنقصت عليك غيومك؟ أم عاندت الرياح عن طاعتك؟ أم نفذ ما عندك؟ أم اشتد غضبك على المذنبين؟ ألست غفارا قبل خلق الخطائين؟ خلقت الرحمة وأمرت بالعطف، أم ترينا أنك ممتنع؟ أم تخشى الفوت فعجلت العقوبة؟!). فما برح برخ حتى أخضلت بنو اسرائيل بالقطر، فلما رجع برخ استقبله موسى(ع)، فقال: كيف رأيتني حين خاصمت ربي، كيف انصفني؟ انتهى.

القطيف 7-6-1373 أبو الفرج المرهون(قدس سره) مصادر الكتاب القرآن المجيد- مجمع البيان مروج الذهب- جامع السعادات- روضة الواعظين-الخ

الكاتب ام هاشم السادة

ام هاشم السادة

مواضيع متعلقة