ارفع يدك عني … وإلا ؟؟؟؟؟؟ – الجزء الثالث

img

 ١٣- أنا المجد والمجد أنا! أنا الشرف والشرف أنا! أنا لا ادع زيفاً إذ قلت أنا الشرف والعلياء والمجد! أنا أَمَةُ الله التي تَفوقتُ عليكم معاشر الرجال كلكم خلا سيد الخلق أبتي محمد (ص) وعلي بن ابي طالب كفئي وبعلي ونفسي أبي الائمة الاطهار وِلْدي (ص)،أتجرؤون أن تقولوا.. محال أن أتفوق عليكم ؟!تفوقت و ” كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا “، أتجرؤون إحصاء مواضع تفوقي عليكم ؟! هيهات! هيهات فَلاَ جدال ولا نقاش في أمر حُسِمَ بحكم سيد القضاة الملك الحاكم. فأنا المرأة المؤمنة العابدة ملجأ علمكم ومصححة مساركم الأعوج،والمنقذة لكم من التهلكة، وأنا مصباح الهدى والقدوة الحسنة. ” فهل لكم من سبيل إلى إنكار حكمه الفصل؟! فكفاكم جدلاً سقيماً! قال الحق العدل:” وكانَ الإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْء جَدَلاً “. تعالوا كلكم على لسان وقلب رجل واحد وأحصوا المواقف والعوالم التي تفوقت عليكم فيها !! لا… ! بل كلمة تَفَوقٍ لا ترقى إلى الانجاز العظيم الذي حققته، قال الرزاق الوهاب:”قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ “.

 من أين أبدأ وكيف أبدأ ؟!حائرة أنا كيف أحصي ما لا يحصى ؟! ألا يكفي ما قاله فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:” مَنْ سَرَهُ أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال علياً من بعدي، ويوال وليه، وليقتدي بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي – خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي – فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي – لا أنالهم الله شفاعتي “. تلك إذن ضربة قاصمة لظهوركم فأنى لكم بمثلها !!!ومع ذلك قف لا تُحرك ساكناً ! سأقف وإياكم على بعض من المواقف العظيمة وكل مواقفي عظيمة، ولأبدأ بالقول، وانت أيها الناكر منزلتي لتبدأ بالإحصاء لجزيء مما خصني به ربي:-

  تفوقت في العوالم كلها والمواقف كلها ! أولها في عالم الذر إذ امتحننا الله الامتحان الاوحد ! فشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة شهد بها عقلي وقلبي وفطرتي قبل الخلق أجمعين، والوحيدان اللذان سبقاني. – محمد صل الله عليه وآله وسلم – الذي أتشرف بكوني كريمته وعلي – عليه السلام – الذي شرفني ربي بجعلي حليلته وحبيبته وأم أولاده، أما أنتم معاشر الرجال المتأسلمين فكنتم في سبات عميق وغفلة عما ابتليتم به !. يقول الله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ”. وأنا ووالدي حبيب الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وزوجي علي عليه السلام وولدي الائمة المعصومين عبدنا الله تعالى قبل الخلق بآلاف السنين في ملكوت الله تعالى وحول عرش الله فكنا المعلم الأول بعد الحضرة الالهية للملائكة، فسبحناه يوم لا تسبيح سوى تسبيحنا فعلمنا الملائكة التسبيح، وقدسناه فتعلمت الملائكة منا التقديس، وكبرنا الله تعالى فتعلمت الملائكة منا التكبير والتهليل أيضاً ! فذكروني معاشر المتأسلمين ممن أخذتم دينكم ولطائفه ؟! أليس من بيتي ومسقط رأسي !؟ ثم أقبلوا وتمعنوا فأنا المرأة ملتقى أربعة أفلاك لا نظير لها أنا خامستهم، يقول المولى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ. ” أنا الرابط بين محمد وعلي والحسن والحسين (ص)، وأنا المخلوقة من نور على نور خًُلِقَ نوري وروحي يوم خلق الله أنوار وأرواح أبي النبي محمد وبعلي علي وولدي الحسنين (ص) والائمة المعصومين من ولدي ولد الحسين ( ع )، خلقنا قبل أن يخلق الله أبونا أدم من طين، وها هو أبونا آدم يكتشف حقيقة وجودنا إذ رأى اشباحاً فتساءل عن ماهيتنا ! قال رسول الله (ص):” لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه، إلتفت آدم يمنة العرض فإذا في النور خمسة أشباح سجداً وركعاً، قال آدم: يا رب هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال: لا، يا آدم، قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء، ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجن “. فأنا المخلوقة النورانية جعلني ربي علة وجودكم وسبب دنياكم ولولا وجودي وأهل بيتي لساخت الارض تحت أرجلكم ولأطبقت السماء عليكم ولما أظلكم الغمام! ولا رأيتم شمساً مشرقة ولا قمراً منيراً !!… فهل في مقالتي شكُ ؟! أنا سبب نجاتكم إن عرفتم حقي ولن تعرفوا قدري أبداً – فأنا سر من الاسرار الإلهية – وأنا سبب هلاككم شريطة أن تُعرضوا عن يدي الممدوة لكم ولغيركم لتقودكم وتهديكم إلى معراج الجنة، جنة عرضها السموات الارض عبر سفينة النجاة من خلال إتباع خطواتي وخطوات ابي محمد وآله (ص) الذي قال:” مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى “. أهديكم صراط ربي وهو صراطي المستقيم صراط محمد وآله، وأنا أصل آل محمد (ص) قال تعالى:” اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ “. أنا نوركم وسراجكم إلى الله، قال الحق:” اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَْمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “.

أنا الولاية والولاية مفتاحكم إلى الجنة، فقد قال الله تعالى للنبي محمد (ص)يوم عُرِجَ به الى السماء:”: يا محمد ! إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الضالين الظالمين. يا محمد ! لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع، أو يصير كالشَّنُّ ( الخَلَقُ من آنية صنعت من جلد) البالي، ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم “.

 ولتعلموا أيها المتحذلقون سفهاً من أنا ؟ أنا الحوراء الإنسية،أنا التي علقت نطفتي من ثمر الجنة، تكونت يوم أعرج بأبي النبي الخاتم إلى السماء وتشرف بلقاء رب العالمين، ثم أهدي إليه تحفة من ثمار الجنة فكانت نطفتي. قالت فاطمة:” إعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت، فلما دخل أبي الجنة أوحى الله تعالى إليه إلهاماً، أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك، ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني، وأنا من ذلك النور، أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن. يا أبا الحسن ! المؤمن ينظر بنور الله تعالى “. كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): خلق نور فاطمة ( عليها السلام ) قبل أن يخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الله ! فليست هي إنسية ؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية. قالوا: يا نبي الله ! وكيف هي حوراء إنسية ؟ قال: خلقها الله – عز وجل – من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم. قيل: يا نبي الله ! وأين كانت فاطمة ؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله – عز وجل – أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل ( عليه السلام ) فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد ! قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل. فقال: يا محمد ! إن ربك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد ! إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة، فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال: يا محمد ! يقول الله جل جلاله: كلها، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه. فقال: يا محمد ! مالك لا تأكل ؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة”.

 أنا المتحدثة جنيناً إلى والدتي فكنت سلوتها وأنيستها يوم هجرتها نساء قريش لزواجها من ابتي الفقير الى ربه ! ولقد ” دخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة ( عليها السلام )، فقال لها: يا خديجة من تحدثين ؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: ” يا خديجة هذا جبرئيل يبشرني يخبرني أنها أنثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة، وأن الله تبارك وتعالى، سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه “.

  لما رفضت نساء قريش أن يأتين والدتي لمساعدتها والاشراف على ولادتها أرسل الله إليها خيرة النساء من الجنة ليلين منها ما تلي النساء من النساء في هكذا أمور، فقد أرسل الله إليها سارة ( ع ) ومريم العذراء ( ع ) وآسيا بنت مزاحم ( ع ) وصفراء بنت شعيب ( ع )، فلما ولدت فاطمة الزهراء دخلت الحور العين يغسلن فاطمة بماء الكوثر ويلبسنهاخرقة أشد بياضاً من اللبن ويقنعنها بخرقة مماثلة للاولى، ويستنطقنها فقالت:”أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله (ص) سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء، وأن ولدي سيدا الأسباط “. وهنأت الحور العين بعضهن في السموات بمولد الزهراء التي أزهرت مشارق الارض كما مغاربها بنور كريمة محمد (ص) وتبادلت الملائكة التهاني بمولد بضعة النبي محمد (ص). . “

  أمي السيدة خديجة سيدة نساء المسلمين التي فاقت حنة بنت عمران ( ع)، فحنة نذرت ما في بطنها محرراً لله تعالى معتقدة أن جنينها النبي المنتظر عيسى ابن مريم وهذا يتجلى واضحاً في قول الله تعالى:” إذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم “. أما والدتي فقد نذرت لله جنينها وهي تعلم أنها أنثى، وهذا سبب تفوقها على حنة !! وروي أنه لما حملت خديجة ( عليها السلام ) بفاطمة دعت الله كما دعته امرأة عمران بن ماثان أم مريم، فقالت: “يا رب إنك سميع عليم تعلم أني أفضل من إمرأة عمران، وبعلي أفضل من عمران، وقد نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني، فهبط الأمين جبرئيل وقال: قل يا رسول الله لخديجة أن الله يقول « لا إعتاق قبل الملك، خلي بيني وبين صفوتي فإني أملكها هي أم الأئمة وعتيقتي من النار » فقالت خديجة: فرحت بهذه البشارة “. فأنا التي زُقت الاخلاق الربانية بيد سيد الخلق زقاً، وتقلبت في منابع مكارم الاخلاق بين يدي والديَّ خيرة خلق الله، قال تعالى:” وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً “.

  أنا المخلوقة التي لم يخلق من النساء والرجال من ينازعني منزلتي خلا سيد الخلق ابي محمد -اللهم صل على محمد وآل محمد -ونفسه الطاهرة ابن عمه وأخيه علي بن ابي طالب، إذ قال علي ( ع ):” قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): يا علي ! لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت علياً ؟ فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه، فهبط علي جبرئيل فقال: يا محمد ! إن الله جل جلاله يقول: « لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفء على وجه الأرض، من آدم فمن دونه ». قال تعالى:” إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ “.

 أنا كريمة محمد إذ قال في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ):” إنها روحي ونفسي وقلبي وبضعتي وثمرة فؤادي ونور بصري وفلذة كبدي وشجنتي، وإنها مني وأنا منها ». كما قال رسول الله (ص):” فاطمة بضعة منى وانا منها فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتى كان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتى”. وقال رسول الله (ص):” إن الرب ليرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضب فاطمة “. قال تعالى:”إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا”. ولقد ورد عن عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنها قالت:” ما رأيت أحداً أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله (ص) من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها يقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان رسول (ص) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها “. وروي أن عائشة سُئلت:” أي الناس كان أحب إلى رسول الله ؟ قالت: فاطمة. قيل: ومن الرجال ؟ قالت زوجها. وليس في الخلق أحد له نسباً كنسبي حتى علي أمير المؤمنين ( ع ) ليس له نسباً كنسبي فأنا بنت محمد سيد خلق الله وأمي خديجة حب رسول الله سيدة نساء عالمها فمن مثلي ؟!!!

  أنا أم أبيها، وأي أبٍ ؟! حبيب الله المصطفى محمد صلى الله على محمد وآل محمد، أنا الطفلة الكبيرة الناضجة حملت أعباء مسئولية البيت بعد انتقال والدتي الكريمة إلى جوار ربها وكنت سنداً ومعيناً لوالدي على تخطي آهات وأوجاع نفسية مصدرها سفهاء قريش وإعراضهم عن رسالة السماء وتبعات تعنتهم من أفعال مشينة وألفاظ نابية تقذف سهاماً مسمومة في قلب النبي الكريم (ص)، أنا التي كفكفت دموعه بيدي هاتين، وتصدرت المشهد بدموعي وهم يلقون على سيدهم محمد (ص ) أبي ما سولت لهم أنفسهم من الاقذار والاوساخ وهو ساجد لله رب العالمين يبثونه حقدهم وغلهم وبغضهم وكفرهم ! وأنا بيدي الناعمتين الصغيرتين أزيح ما استطعت من أدرانهم. ولقد كنت بلسماً لجراح والدي النبي (ص) المعنوية، قال الصادق ( عليه السلام ): ” إن فاطمة تكنى بأم أبيها “.

 وكان يطيب للرسول محمد (ص) إذا نوى السفر للحرب أو لغاية ما أن أكون آخر المودعين وأن أكون أول المستقبلين له عند رجوعه، ولقد شق علي تألمه مما رأى من متاع الدنيا ظاهرة علي وعلى البيت !! إذ ” رجع من غزوة وقد اصاب علي شيئاً من الغنيمة فدفعه الي فعملت به سوارين من فضة وعلقت على بابي ستراً فلما قدم رسول الله دخل المسجد ثم توجه نحو بيتي كما كان يصنع فقمت فرحةً الى أبتي صبابة وشوقاً اليه فنظر فإذا بيدي سواران من فضة واذا على بابي ستر فقعد رسول الله حيث ينظر اليها فبكيت وحزنت، ثم دعوت ابني فنـزعت الستر والسوارين وقلت لهما:اقرأ ابي السلام وقولا له ما احدثنا بعدك غير هذا، فشأنك به اجعله في سبيل الله. فقال رسول الله : ” رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة “.

 وأنا العروس التي زوجني ربي بعلاً لا كمثله بعل ! إذ جاء الأمر إلى والدي:” يا محمد زوج النور من النور “. فتزوجت خير البرية بعد النبي محمد (ص) بل تزوجت نفس النبي وابن عمه وأخيه ! تزوجت الوصي والولي بأمر ربه، زوجني ابي البطل حيدر الكرار بطل بدر وأحد والاحزاب، فكنت خير زوجة لخير بعل، قال الرسول (ص) لعلي ( ع ):” أوتيت ثلاثاً لم يؤتيهن أحد ولا أنا: أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني وأنا منكم “. ” ثم دعا رسول الله بفاطمة و علي فأخذ علياً بيمينه،و أخذ فاطمة بشماله،و جعلهما إلى صدره،و قبل بين عينيهما،ثم رفعهما إليه،و قال:يا أبا الحسن،نعم الزوجة زوجتك ثم قام يمشي معهما إلى البيت الذي لهما،ثم خرج و أخذ بعضادتي الباب،و قال:جمع الله شملكما،استودعكما الله،و استخلفه عليكما “.

 أنا المرأة الصديقة الكبرى شرفني ربي بأن يكون عصبتي هي عين ذاتها عصبة أبي، قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ): ” كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم، وأنا وليهم”. فأنا الثمرة وأنا الشجرة، وأنا الفرع وأنا الأصل، أنا التي ظفرت بالعز كله،أبنة عظيم الخلق وأنا أم ولده الأطهار، وأنا وأهل بيتي الذين سائلكم ربي عن التقرب إليهم ومودتهم وحبهم الذي فُرض عليكم، قال تعالى:” قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى”. ولما نزلت الآية السابقة قالوا: يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولداها “.

أليس من أساسيات دينكم التي فرضها الله تعالى أني ووالدي وبعلي ووِلْدِي أولى يالمؤمنين من أنفسهم ! قال تعالى:” النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا “.

 ألم يقل رسول الله (ص):” من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر وقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة “.

 أنا المعصومة الطاهرة التي طهرني ربي في كل العوالم، وعالم الدنيا لا إختلاف في ذلك. ألم يكلل رسول الله ولديَّ الحسنين وبعلي علي وأنا ومعنا حبيب الله ورسوله محمد (ص) بالكساء اليماني فلما “اكتملنا جميعاً تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء وأومئ بيده اليمنى إلى السماء وقال: ” اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقال الله عز وجل:” يا ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء”. فقال الأمين جبرائيل يا رب ومن تحت الكساء ؟ فقال عز وجل:” هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها “. فقال جبرائيل: يا رب أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً ؟ فقال الله:” نعم قد أذنت لك”. فهبط الأمين جبرائيل وقال: السلام عليك يا رسول الله العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك ” وعزتي وجلالي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا لأجلكم ومحبتكم “. وقد أذن لي أن أدخل معكم فهل تأذن لي يا رسول الله ؟فقال رسول الله: “وعليك السلام يا أمين وحي الله إنه نعم قد أذنت لك “. فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء فقال:” إن الله قد أوحى إليكم يقول:” إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً “.

 ( أنا لم أتم حديثي عن بعض مما أملك من مميزات تفوقي عليكم أيها المتأسلمين فانتظروا تتمة حديثي في الجزء التالى من الجزء الثالث – ب – )

     ١٤٣٤/٣/٢٥هـ

الكاتب الأستاذة أم عزيز (سلوى الشيخ علي)

الأستاذة أم عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة