تشتاق رؤاك

بمناسبة مولد سيد البشرية أقيم في حوزة المصطفى (ص) 17-3-1435هـ

( نار فارس .. بحيرة ساوة .. الصنم ) كل منهم جالس مطأطأ رأسه يجلس على ركبته …

التاريخ: من رَحِمِ المعاناة التي رزحتْ تحتَ وطأتِها البشرية ُدهورا .. وتجرّعت ويلاتِ تبعاتها الأجيال خَلَفا بعدَ سلف .. تُولد مناجاةٌ يطرُق حرفُها أبوابَ الغيب مُستقرئًا تباشيرَ اللطفِ التي لم تُدرِكْ ملهوفا إلا أغاثتْهُ ولا مُستنقذا إلا وأنجدتْه .. وما نجواهم سوى حائرةُ استفهاماتٍ تبُثُّ همّها لِطيفِ النبي الخاتَم..

أشخاص يرتدون اللباس القديم ومعهم طفلة صغيرة حزينة

ياسرا قد أُودع يوما

في مشكاةِ النور

يُبحِرُ في لُجج لم تعرفْ

كُنهاً للديجورْ

يُنقلُ من أصلابٍ طهُرت

في زمنٍ مقدور

يستوطن رحما جوهرها

للعفةِ منذور

التاريخ: يا أيها الغيثُ الذي يُحيي رَذاذُ رَوائه مَيْتَ القلوب .. أيانَ تهطُلُ؟ هل ترى أذِنت لمُزنِ الخير خافيةُ الغيوبْ .. أقبل فعُجفُ سِنِيِّنا قد أغلقت أشواكُها كلَّ الدروب .. حتى متى نحيا انتظارا؟ والجوى ملَّ اصطبارا في المتاهةِ كم يجوب ..

( ترفع المرأة الطفلة الرضيعة للسماء)

حتّامَ الدنيا .. تنتظرُ ..

 والكونُ حزينا .. يحتضرُ ..

والدمعُ سخياً .. ينتثر .. والناسُ حيارى؟ .. والناسُ حيارى؟

والجهل يمرّغُ .. أشلانا ..

بالبؤسِ وَيعصِفُ .. خُذلانا ..

عصْرٌ مغبونٌ .. أولانا .. ذُلا وصَغَارا.. ذُلا وصَغَارا

يستعبدنا رقٌ .. أرْعَن ..

ويُبعثِرُ حَيرتَنا .. الأوهنْ ..

ولوأدِ براءتنِا .. أدْمنْ .. كم نحن سكارى!.. كم نحن سكارى!

التاريخ: الكونُ يتحرّقُ شوقا لإطلالةٍ تطمُس آثارَ الزيغِ والتَّيهِ والخسران التي أركَستِ البشريةَ في مظانّ الفتنِ ومحطّاتِ الخِذلان .. الكلُّ يرقَبُ الآفاقَ شوقا لآياتٍ تدني ساعةَ الميلاد التي تقلِبُ الدنيا رأسا على عَقِب ..

كلي شوقٌ، كلي تَوقٌ   ..   للطهرِ الأوحد ..

فارحم قلبي، وأنِرْ دربي   ..   أقبل يا أحمد ..

تشتاق رُؤاك الأزمان .. وتحُن لنورِك أكوانْ ..

فارحم تائقةَ الولهان .. أقبل أحمد.

(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ  وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)

نار فارس : “تردد ” (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً )

كلماتٌ نطقت بها جلالةُ القدرة لتحفَظ رسالةَ السماءِ المكنونةِ في صدر الخُلةِ الإبراهيمية .. فكانت قدرا يحفظُ نبيَّ الله الذي أُودعت في صلبه نطفةُ خاتَم الرسلِ وصفيِّ العزةِ الربانية .. فما بالُ  شفاه القدر لاتنطق: يا نارَ فارس التي لم تُـخمد قبل هذه الساعة بألف عام .. ألا فلتنطفئي.. ولتنثُري على خلودِك المزعومِ رمادا يُخمد صولاتِه العابثة .. ولترحلْ عظمتُك بمِخلاةِ خَيبتها إجلالا للنورِ الربانيِّ الذي سيُوقَد دُرِّيُّ كوكبِه من شجرةِ النبوة المباركة ليُضيء مشارقَ الكون ومغاربَه بنور ِالله ..

كلي شوق، كلي توق .. للطهرِ الأوحد..

فارحم قلبي، وأنِرْ دربي .. أقبل يا أحمد.

تشتاقُ رُؤاك الأزمان .. وتحُن لنورِك أكوانْ  ..

فلثورةِ تلكَ النيران ..  هيا أخمِدْ ..

( وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) .

بحيرة ساوة : “تردد ” ( وَغِيضَ الْمَاء)

كلماتٌ تلفظتْ بها أسرارُ القوةِ الجبروتية التي أَرسلت إشاراتِها لتأذنَ للإعجاز بلمسةٍ من أنامِلِه تحفظ ُسفينةً كان رُبَّانُها نبيُّ اللهِ نوح .. إعجازٌ ينجو به من ركبَ فُلكَ اللهِ مؤمنا برسالتِه .. عجبا .. إلامَ يَستبطئ القدرُ ساعة َالصِفرِ التي تأذن لمياه ِبحيرةٍ مغلقةٍ شديدةِ المُلُوحةِ تستوطن جنوب العراق تدعى ببحيرة ساوة .. حتى يُقضى الأمرُ وتَغِيضَ ويُصبحَ ماؤُها غورا إيذانا بساعةِ بزوغِ البدرِ المحمدي الذي تَجتذبُ كُّفه النديّةُ أسرارَ الرَّواءِ للبشرية التي أعياها الظمأُ طويلا ..

كلي شوقٌ .. كلي توق .. للطهرِ الأوحد ..

فارحم قلبي .. وأنِرْ دربي .. أقبل يا أحمد ..

تشتاق رؤاك الأزمان .. وتحن لنورك أكوانْ  ..

ولْيَغِضِ الماءُ فقد حان .. ذاكَ الموعد ..

فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)

الأصنام: “تردد ” : (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا)

هكذا عبّرَ الوحيُ عن لسانِ القوةِ الإلهية التي اجتثت مزاعمَ الوثنيةِ لتهوي خاسئة ً ذليلة ً تنسحب من سوحِ العوالم تجرُّ أذيالَ الهزيمة لتبقى كلمةُ التوحيدِ هي العليا المهيمنةُ على جبروتِ كلِّ متألِّهٍ يستحيي عُقولَ البشر ..حيثُ أرْدت فؤوسُ الحقِّ مَن أرادَ أن يَصرِفَ القلوبَ إلى غيرِ ذاتِ الطريقةِ الحنيفية الغراءِ ومَن أراد إطفاء نور التوحيد الذي ترتفع راياته خفاقة بيد خاتم النبوة .. فواشوقاه لإطلالتِه التي تُرغِمُ أنفَ الوثنيةِ  ساعةَ إشراقِ نورِ التوحيدِ المَحْض.. الإطلالةُ  التي تجعلُ مصيرَ كلِّ صنمٍ أن يكون مُنكبّا على وجهِه تتخبّطُ عَشواءُ حَيرتِه مُتساءلةً : من فعل هذا بنا ؟؟..

كلي شوق،كلي توق .. للطهرِ الأوحد ..

فارحم قلبي، وأنِرْ دربي .. أقبل يا أحمد ..

تشتاق رُؤاكَ الأزمان .. وتحُنُّ لنورِكَ أكوانْ ..

فلتَدْحَرْ إفكَ الأوثان .. دعْنا نَسجُد ..

أشـرقْ يا فـجرَ تِـلاواتٍ    (بسماواتٍ)     أرْهَقَها عَصْفَ الظُّلُماتْ

وانثـُر في شـوقِ قـوافِـيها    (ما يرويها )      ياحُلما مِن غيبٍ آتْ

أشرِق كي تُحيي أضْواكَ   (مَن يهواكَ )      يَشتاقُ بهيَّ الطَّلعاتْ

أقـبِـلْ بتـواشيـحِ الـحبِّ   (وهُدى الغَيبِ)  كي تَجمعَ تلكَ الأشتاتْ

أقبـِـلْ تَفـدِيـكَ عـوالمُنا    ( فـمـَظالِـمُنا )    تؤذي خافِقَها الوَيلاتْ ..أقبلْ يا أحمد

التاريخ :  أقبل لتحْبُو ..نَظرةً تنسابْ ..تكتحلُ العُيونُ ..بِسِحرِها الخلّاب ..يا ذا النورْ

            أقبل فآمِنةٌ ..على الميعاد …ترمِقُها بحبٍّ .. في ساعة ِالميلاد .. تلك الحورْ

نسألكم الدعاء

                                                 13-3-1435هـ

الكاتب بنت الحوراء

بنت الحوراء

مواضيع متعلقة