مملكة الكذب

عام 0 ــ ــ

أراد أحد الملوك أن يمنع الكذب في بلده، فأمر أن يدفع من يكذب خمس ليرات.

وفي يوم من الأيام أراد هذا الملك أن يتحقق من انقطاع الكذب فتخفى هو ووزيره في زي الغرباء وراحا يطوفان في الأسواق. فمرا على رجل من أكبر وأغنى تجار البلد وكان اسمه صادق. رحب صادق بالملك ووزيره واستضافهما في بيته حيث جلسوا يتسامرون .. فسأل الملك التاجر عن عمره فرد التاجر: عشرون سنة. ثم سأله عن رأس ماله فرد التاجر: سبعون ألفاً وأخيراً سأله عن عدد أبنائه فرد التاجر بأن له ابن واحد. رجع الملك بعدها إلى القصر ليتحقق من كلام التاجر ثم استدعاه بعد عدة أيام وأمره بدفع خمس ليرات غرامة عن كل كذبة، وقال له: أنت رجل مدون في الدفاتر أن عمرك خمس وستون سنة وتقول: عشرون عاماً؟ .. رد التاجر: عشرون سنة من عمري كنت سعيداً خلالها ولا أذكر شيئاً عن باقي السنين. قال الملك: أن أموالك كثيرة لا تعد ولا تحصى ثم تدّعي أنها سبعون ألفاً فقط؟ .. رد التاجر: سبعون ألفاً أنفقتها في أعمال الخير وإسعاد الناس فهي رأس مالي الوحيد في الحياة. قال الملك: كما أن لك ستة أولاد وأنت تدّعي بأن لك ابن واحد فقط؟ .. رد التاجر: نعم لي ستة أولاد ولكن خمسة منهم جاحدون لا أراهم ولا أسمع عنهم شيئاً، وواحد فقط منهم صالح فهو سندي الوحيد في الحياة.

قال الملك: صدقت.. وكافأه على ذلك بدلاً من الغرامة التي توقعها..

الكاتب ــ ــ

ــ ــ

مواضيع متعلقة