التكليف

img

قال الله تعالى في محكم كتابه (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف : 172

موضوعنا يتكون من ثلاثة محاور:

  • التكليف في عالم الذر .
  • تكليف المعصوم.
  • تكليفنا في زمن الغيبة.

الآية الكريمة تتطرق إلى مسألتين: المسألة الأولى مبدأ الإنسان والمسألة الثانية مسألة الشهادة في عالم الذر.

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ…)

إن مبدأ الإنسان من نطفة من مني يمنى وعبر عن عبارة الظهور اشارة إلى ان مبدأ الإنسان مهما بلغ من الكبر والخيلاء والقوة والغرور مبدأه نطفه

فلا يسعه ان ينكر انه لا يملك نفسه ولا يستقل تدبير امره ولو ملك نفسه لوقاها مما يكرهه من المرض و الألم والموت.

كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) (مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، وَلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ) فإذا كان مبدأ الإنسان فعلى ما الفخر والغرور.

المسألة الثانية مسألة الشهادة في عالم الذر (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ) وعالم الذر هو عبارة عن زمان ومرحلة قبل عالم الدنيا وفيه أخرج الله جميع الناس من صلب آدم عليه السلام على هيئة الذر وتشبيههم بالذر ليس لصغر أجسامهم بل لكثرتهم كالذر. وبعد أن تعلقت هذه الأرواح بهذا الذر أخذ الله عز وجل منهم الميثاق على ربوبيته وأشهدهم على أنفسهم (أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ) الذي خلقكم وأوجدكم في هذا العالم يعني خاطب الأرواح ووصل الخطاب لكل روح ونفس (أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ) قالو بلى شهدنا.

هذه الشهادة وهذا الميثاق سيبقى الى يوم القيامة اراد الله سبحانه وتعالى بهذه الشهادة ان يتم الحجة عليهم وهم في عالم الذر والشهادة، خاطبهم واسمعهم كلامه

(عن الاَصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال : أتاه ابن الكوا فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحداً من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال علي عليه السلام : قد كلم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب ، فثقل ذلك علي ابن الكوا ولم يعرفه ، فقال له : كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له : أو ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب ، كما تسمع في قول الله يابن الكوا وقالوا بلى ، فقال لهم : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، وأنا الرحمان ، فأقروا له بالطاعة والربوبية) [تفسير الميزان الجزء الثامن]

السؤال هنا

هل يذكر ابن آدم هذا الموقف الذي كان بينه وبين خالقه في ذلك العالم ؟

الإمام الصادق (ع) يقول بني آدم نسو هذا الموقف ولكن حقيقة الربوبية والإيمان بالله بقيت في انفسهم ثبت التوحيد فيهم في عالم الميثاق ولكن نسوا ما أخذ عليهم من الشهادة حال حصولهم في الدنيا ولكن بقيت الفطرة).

الإنسان يمر بمرحلتين مرحلة وجود اجمالي في عالم الذر ووجود تفصيلي في عالم الدنيا.

الوجود الاجمالي في عالم الذر وجود عين الكمال لا حركة فيه لا يرى الإنسان في هذا الوجود إلا ربه غير محجوب عنه يشاهد فيها وحدانيته في الربوبيه بمشاهدة نفسه لا عن طريق الإستدلال فهو لا ينقطع عنه ولا يفقده.

اما الوجود التفصيلي في عالم الدنيا وجود متحرك فهو في هذا الوجد يشهد جميع الخلائق، يشهد عمر وزيد سيكون له أب وأم وأخوه وزوجة وأولاد وأصدقاء، له كذا من السعاده وله كذا من الشقاء يوم يعيش ويوم ينتصر، يعيش الإنسان في عالم الدنيا من نقص الى كمال فينسى عالم الذر وقبول الأمانه الإلهيه لأنه يكون مندكاً بعالم الماده فيغيب عنه البساطة والتجرد وذلك بسبب ورود التعلقات والمشاغل والكثرات، لكن اذا صغت نفسه لأي سبب من الأسباب يرى كأنه عاش بعض المواقف او إنه قد تكرر عليه حال من الأحوال او شاعد شيء ما او شخص ما هذه الحاله تشير إلى وجود ربط بين عالم الذر وعالم الدنيا.

عالم الذر او عالم الميثاق كان هو عالم التكليف الأول (الست بربكم) وهذا العالم عالم الدنيا جاء على وفقه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.

المحور الثاني : تكليف المعصوم

بعد أن وجد الله الإنسان في هذا العالم شرع له تكاليف لتنظيم حياته والتكليف تشريف من الله عز وجل لعباده، والتكاليف تشمل الأحكام الشرعية كالامر بالصلاة والصوم والخمس، وتكاليف وضعيه كالبيع والشراء والزوجيه، والتكليف مشروط بالشرائط العامه المعروفه كالبلوغ والعقل والإختيار والقدرة وهي شروط بالنسبة لكل مكلف مثلاً لو اخذنا شرط من هذه الشروط كالقدرة مثلاً فلو دار الأمر بين ان ننقذ انساناً غريقاً وبين ان تطهر المسجد من النجاسه (واجب عيني) فإن تكليف الإنسان يتجه نحو انقاذ الغريق وهو النفس المحترمه وذلك لأن انقاذ النفس المحترمه اهم عند الله سبحانه وتعالى من ازالة النجاسه من المسجد.

هذا يسمى قانون التزاحم، فالتزاحم قانون من قوانين التكليف مفاده إنه كلما دار التكليف بين أمرين احدهم اهم من الآخر وجب تقديم الأهم وتأخير الأمر الآخر.

لو اردنا ان نحلل فعلا صدر من الإمام ينبغي أن نحلله في إطار بششرية الإمام لا في إطار الجانب الغيبي لحياة الإمام بمعنى ان الإمام المعصوم لم يكن مكلفاً من الله ان يتعامل مع المعطيات الموضوعيه الواقعيه على أساس علمه الغيبي لم يكن يرضي الله سبحانه وتعالى من الإمام الحسين عليه السلام ان يستفيد من قدرته التكوينيه لهزيمة معسكر وجيش يزيد عليه اللعنه.

الإمام المعصوم وإن كانت له خصوصيه بحيث لايمكن ان يسوي من هذه الأمه بأحد والناس صنائع لأهل البيت إلا ان المعصوم مكلف مثل الناس وتكليفه عين الناس فنحن لانجد امير المؤمنين عليه السلام يختلف في التكاليف الموجهه إليه عن معاويه لعنه الله، الفرق بين امير المؤمنين (ع) ومعاوية إن امير المؤمنين كان عبداً صالحاً وأما غيره لم يكن كذالك الفرق بينهما ليس في التكليف بل في الطاعه والطاعة تختلف عن التكليف.

الخطاب الذي يصدر من الله سبحانه وتعالى إلى الناس كافه موجهاً إلى الناس كافه على حد سواء، فالإمام الحسن كان التكليف الموجه اليه هو التكليف الموجه إلى الإمام الحسين فإن لم يكن للإمام الحسن (ع) حكم خاص بالصلح لا ينطبق على الإمام الحسين (ع) بل التكليف المتعلق بالصلح الموجه للإمام الحسن هو نفسه التكليف المتعلق بالصلح الموجه للإمام الحسين (ع)، وإذا كان الصلح واجبا على الإمام الحسن فهو واجب على الإمام الحسين وكذلك لو كان حراما على الإمام الحسن ففهو حرام على الإمام الحسين، فالتكليف واحد ولا فرق بين الأئمه، فالأئمه عليهم السلام يشتركون مع رسول الله وفاطمة الزهراء في المبادئ ذاتها والأهداف ذاتها ادوارهم وإن اختلفت إلا أن اهدافهم واحده والهدف هو المبدأ لا عتبار آخر.

الإمام الحسن كان يقصد هدفاً هو الذي قصده الإمام الحسين باستشهاده وهو الذي قصده الإمام زين العابدين بعكوفه وهو الذي قصده الإمام الباقر بافتتاحه الجامعه الضخمه وهو الذي قصده الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري الى امامنا المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا ما يسمى بوحدة الأهداف والنقطة الثانية وتسمى بخاصية التبديل درسنا في المراحل الأولى في دروس الرياضيات عملية الإبدال فيقال لعملية الضرب خاصية التبديل بمعنى إن 2×4=4×2 فتبديل مواقع الأعداد لا يغير في نتيجة الضرب مع الإحتفظ بخصوصية الأعداد.

تعدد ادوار ووحدة هدف يعني انك لو رفعت الإمام الحسن ووضعته في زمن الإمام الحسين لكان هو الإمام الحسين بعينه بمعنى أنه سيقف موقف الإمام الحسين والحسين هو الذي يتصدى لمعالجة الأمه في زمان الإمام الحسن فبين الأئمة خاصية التبديل كلهم ينطلقون من منطلق واحد ويعالجون الظروف والأسباب التي كانت تؤذي هذا الموقف بعينه، مثال:

يروى أن رجلا دخل على الإمام الحسن في يوم عرفه في الحج وقد حج الإمام 25 سنه ماشيا لله سبحانه وتعالى فوجده مفطراً وقد وضعت امامه مائدة الطعام ودعى الرجل لمشاركته خرج هذا الرجل من خيمة الإمام الحسن وذهب الى خيمة الإمام الحسين عليه السلام فوجده صائماً، هذا يعني في الظاهر بالنسبة إلى عامه الناس ان الإمام الحسين عليه السلام أشد عزيمه وأكثر طلباً للطاعة من الإمام الحسن بديل ان الإمام الحسن يفطر في هذا اليوم العظيم والإمام الحسين صائم في هذا اليوم الحار دارت الأيام فدخل الرجل نفسه على الإمام الحسين بعد استشهاد الإمام الحسن في يوم عرفه فوجد الإمام الحسين مفطراً وهذا الرجل من شيعته فاستغرب الأمر لأن المفروض بالإمام يكون في الطاعة أكثر من غيره فسأل الرجل عن وجه إفطاره وقد كان يصوم في حياة أخيه فقال الإمام الحسين عليه السلام: أنا الآن إمام لو صمت لألزمت شيعتي أن يصومو في هذا اليوم الحار أنا تخفيف للشيعة افطر، إن ما فعله الإمام الحسن خير للشيعه مما طلعت عليه الشمس هذا يعني أن الإمام الحسن اتخذ ذلك الموقف الذي يثير الإستغراب في ذهن ذلك الرجل لجهات تخفى على ذلك الرجل ولا يلتفت اليها إلا من كان يعرف أن فعله سنه وفعله طاعه، إن الإمام الحسسن إمام معصوم لا ينطلق في فعله إلا من الله سبحانه وتعالى.

المحور الثالث

ماهو تكليفنا في زمن الغيبة

تكليفنا في زمن غيبة الإمام نرجع للمجتهد الجامع للشرائط، في الرواية عن عمر بن حنظله عن ابي عبد الله (ع) (انظروا الى من كان منكم قد روى حديثنا، و نظر فى حلالنا و حرامنا، و عرف أحكامنا فارضوا به حكما فانى قد جعلته عليكم حاكما، فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما بحكم الله استخف، و علينا رد، و الراد علينا راد على الله و هو على حد الشرك بالله)[ وسائل الشيعة: ب 11 من أبواب صفات القاضي ح 1]

ما مقصود الإمام (ع) بقوله [وهو على حد الشرك بالله]؟

الوحيد الذي له الحق في إصدار وتشريع التكاليف الشرعيه هو الله تبارك وتعالى، فالوجوب والإستحباب والحرمه والكراهه والجواز كله حقه وحده وهو أذن به للرسل والأوصياء من بعدهم فلهم اصدار الأحكام عن الله هذا في زمن الحضور، اما في زمن الغيبه الكبرى فأهل البيت عليهم بدورهم اعطوا هذا الحق للفقهاء الجامعين للشرائط، فالذي يرفض حكم الفقيه فهو يرفض حكم الإمام لأن الفقيه أتى بالأحكام من روايات اهل البيت وبالتالي يرفض حكم الله فالمخالف لحكم الفقيه مخالف لحكم الله فهذا المخالف اشرك نفسه مع الله في التشريع لذلك قال الإمام وهو على حد الشرك.

ماهي وظيفتنا تجاه صاحب العصر والزمان؟

كيف أكون علاقة مع صاحب العصر والزمان؟

  • عندما يفتتح الإنسان يومه بعد صلاة الفجر وبعد تلاوة آيات عطره من كتاب الله هناك دعاء يسمى بدعاء العهد نوع من المعاهده والمبايعه وتوكيد الولاء والبيعه مع صاحب العصر والزمان وهو من الأدعيه التي تستحب قراءتها يوميا من دوام عليها حشر من انصار صاحب العصر والزمان وهي تجديد للبيعه وهذه البيعه خاصة بالإمام الحجة لم تأتي اي واحد من الأئمه عليهم السلام لم تأتي الا مع الإمام صاحب العصر فبين المنتظر والمنتظر علاقة يوميه لتجديد.

     2-    استيعاب الوقوف من باب التعظيم عند ذكر اسمه الشريف وهناك روايه معتبره وقد افتى على اثرها بعض علمائنا المعاصرين وفقهائنا باستحباب ذلك تبعا لهذه الروايه وهي القيام عند ذكر اسمه الشريف (في رواية دعبل الخزاعي مع الإمام الرضا عندما قرأ عليه القصيده المعروفه مدارس آيات وقد عدد دعبل مصائب أهل البيت ومصائب كربلاء قال :

فلولا الذي ارجوه في اليوم او غدٍ         تقطيع نفسي إثرهم حسرات

ظهور إمــــــــــــــــــــام لا مـحالــــــة خارج         يقوم على اسم الله بالركـــات

فإن الإمام الرضا عليه السلام لما وصل دعبل إلى هذا البيت قام واقفا لذكر صاحب العصر والزمان والعجيب أن الإمام الحجة لم يولد بعد والإمام والإمام الرضا جده الأكبر ومع ذلك قام وهذا امام مفترض الطاعة وذاك امام مفترض الطاعه ومن ذلك افتى علمؤنا باستحباب القيام.

ماذا تعني هذه الحركة؟

معنى هذه الحركة يامولاي نحن قيام بين يديك إذا ذكر اسمك نقف ونضع ايدينا على رؤوسنا فكيف إذا حضر شخصك الكريم.

3- انتظار الفرج

كما جاء في كتاب الإحتجاج عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : (تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه واله والائمة بعده ، يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته ، القائلون بامامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان ، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله بالسيف اولئك المخلصون حقا ، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا) ، وقال عليه السلام : (انتظار الفرج من أعظم الفرج).

الرواية تقول أعطى الله المنتظرين لصاحب العصر والزمان من اعطاهم الله العقول والأفهام ماصارت الغيبة بمنزلة المشاعده واصحاب النبي كانو يجلسون مع النبي (ص) ويشاهدوه ويعرفوا هذا الرسول جاهدو بين يديه واعطوا وبذلوا وقدموا الغالي والنفيس لكن نحن لم نجلس معه ولم نره ولا تحاورنا معه ولكننا مؤمنين به منتظيرين لظهوره صلوات الله عليه.

4- التأسي بآل محمد (ولكم في رسول الله أسوة حسنه)

لمن ينظر إلى كل تصرفاته واحواله واحاسيسه الى كل ما يملك يجب أن يكون في طاعة ربه وولاية محمد وآل محمد لا يبادر إلى خطأ إلى منكر لايبدر إلى أمر تعبده عن طاعة الله أن يحصن نفسه ويتخلق بأخلاق محمد وآل محمد فليتأسى المنتظر بأخلاق صاحب الزمان ان يعرف صاحب الزمان حق المعرفة حتى يتمكن من الوصول اليه ليس من اللازم أن يراه أو يجلس معه او يشاهده يجدر بالمؤمن ان يكون متيقن بوجود يشعر بأنه رقيب عليه.

ينقل أحد العلماء لقد جاء شاب وجلس عندي وهو يبكي فقلت له ما يبكيك قال الشاب ابكي لأني من منذ ثمان سنوات وأنا أرى في كل ليله تحرق وتعذب في النار وأنا أريد أن أعرف السبب   يقول الشاب ما خليت عالم ولا عارف ولا مؤمن إلا واخبرته بهذا الحلم ولم يفدني احد بشيء والآن جئت اليك لعلك تجد لي حلا قلت له اذهب وتوسل بصاحب العصر والزمان وقل له بس اريد اعرف العلة والسبب امي بالقبر تتعذب لها ثمان سنوات رجع هذا الشاب لما وصل الى البيت توسل بصاحب العصر والزمان وقال له بجدك الحسين اني اريد أن انقذها من هذه الحاله ماذا أفعل وماسبب عذابها في القبر يقول الشب في نفس الليله جاءتني أمي في الرؤيا قالت ياولدي تريد تعرف لما أعذب في القبر كل هذه المدة قال لها بلى قالت ياولدي أنا زوجة ابوك الثانية وكان لأبوك ولد من زوجته الأولى لما ولدت به توفت وأنا تكفلت رعايته من يطلع أبوك اكون ظالمه له ناصرة لك ومن يجي ابوك اكون ناصرة له ظالمة لكقال ليها وبعد قالت اذا قعدتوا للفطور في الصباح  والدك يجيب ذاك الحليب الطيب اذا طلع من الدار آخذ ربع إناء من الحليب وثلاثة ارباع ماء وقدمها لأخوك وإلك الحليب كامل قال ليها وبعد قالت يطلع أبوك ازداد عليه بالضرب والشتم والسب واذا يجي ابوك امتدحه وصير خادمه له ومع ذالك لا يؤذيني وعندما يسأله ابوك يقوله شلون امك معاك يقول طيبه الله يجزيها خير قالت له ياولدي لا ينفك هذا العذاب على ولايرفع إلا اذا برأ اخوك ذمتي هذا هو الحل الوحيد يقول الشاب قعدت من النوم وازداد بكائي ابكى اشقد الي كانت ظالمه (الهي لايمكن الفرار من حكومتك) يقول ذهبت إلى اخي وقصصت عليه القصه وقلت له ماعساك ان تفعل فرفع يديه وقال ( الهي بصاحب الزمان اعفو عن امي اعفو عن امي اعفو عن امي(.

تعجبت منه وقلت له انت عجيب ما أنت فقال أنا منتظر لصاحب العصر والزمان قلت اهذه صفات المنتظرين قال نعم هذه صفات المنتظرين، هذا منتظر وفي كربلاء منتظر آخر كلما يتنظر الإذن من عمه يريد البراز في حومة الميدان ولكن عمه يرجعه إلى الخيمه فيرجع مهموما حزينا يفكر في امره ويخاف أن تفوته الشهاده بين يدي عمه فذكر اباه الحسن عليه السلام عند موته شد عودة في عضده وقال له (إذا رأيت نفسك في هم وغم فعليك بحل هذه العوده وقراءتها والعمل بما فيها فلما ذكرها حلها وقرأها وإذا هي (يا ولدي ياقاسم اذا رأيت عمك وحيداً بطف كربلاء وقد أحاطت به الأعداء فعليك بالجهاد بين يديه وكلما نهاك عن البراز فعاوده لتحضى بالسعادة الأبديه والدولة السرمديه.

فلما قرأها القاسم ذهب إلى عمه فرحاً مسروراً فناول عمه العوده فلما نظر الحسين (ع) جرت دموعه وقال السلام عليك يا أخي يا أبا محمد الحسن المسموم عز عليك ان ترى ما نحن فيه وقد دارت الأعداء علينا ثم قال لإبن أخيه القاسم يا ولدي أنا أيضاً عندي وصية أن ازوجك بابنت عمك سكينه فقال القاسم في هذا اليوم ياعم أهلي صرعى في هذا اليوم وكلنا عطاشا فقال نعم ياولدي ثم ان الإمام الحسين أمر زينب والنساء أن يجهزوا سكينه فقمن النساء ومعهن زينب بتجهيز سكينه وعقد عليهما عقد النكاح ثم أخذ بيد القاسم وخرج به من الخيمه توجه الى المعركة نادى أخي عباس حزام ظهري عباس ولدي علي حبيبي حبيب زهير برير مسلم.

الكاتب أم ابراهيم

أم ابراهيم

مواضيع متعلقة