العبادة والتدين: بيان معنى العبادة

img

الآية المباركة  ذكرت ان الهدف من وجود الإنسان هو العبادة (وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون)

ما معنى العبادة ؟

العبادة : هي الخضوع الناشئ عن ادراك العبودية.

 لكي نفهم معنى العبادة لا بد أن نفهم معاني الملكية

الفلاسفة قسموا الملكية إلى ثلاثة أقسام:

 الملكية الاعتبارية –

الملكية الحقيقة –

  الملكية الحقة  –

 : الملكية ألاعتبارية

كأن يملك الإنسان شيئا بالاعتبار, مثلا يملك الإنسان أرضا اشتراها او ورثها او وهبت له فهو يملكها .

ملكية الانسان للأرض ملكية اعتبارية وليست ملكيه حقيقية لماذا ؟ لان غاية ما يترتب على هذه الملكية  انه يجوز له من الناحية القانونية ان يتصرف في الأرض فقط  البناء عليها, او ببيعها , ,او الجلوس عليها,او يهبها لغيره لكنه لا يقدر على إيجادها وإعدامها اذن لا يملك الأرض ملكية حقيقية لان ايجادها وإعدامها ليس بيده وإنما بيد غيره.

القسم الثاني الملكية الحقيقية:

كملكية الإنسان لميوله القلبية فانا ميولي بيدي, لا احد يجبرني عليها أحب من أشاء ابغض من أشاء اعتقد بمن اشاء ولا اعتقد بمن اشاء , ميولي القلبية ميولي الداخليه بيدي ولذلك يقولون ( القلب منطقة حرة) لا احد يكرهك عليها ولا احد يقسرك عليها بإمكان الإنسان أن يكره لسانك, على ان تتلفظ بلفظ معين او تتجنب موضوع معين , لكنه لا يمكن أن يسيطر على قلبك اذن ملكية الانسان للقلب ملكية حقيقية فالميول بيده وجودا وعدما وتوجها وانحرافا الميول بيد الانسان هذه ملكية حقيقة.

  القسم الثالث اقوى من القسمين السابقين الملكية الحقة: كيف يعني؟

مثلا الآن انا ميولي  القلبية ميولي انا الذي اتحكم فيها احب من اشاء وابغض من أشاء لكن أحيانا ارى تحول الميول لا يخضع لاختياري احيانا  الانسان تتحول ميوله من  دون اختيارمنه.

ترى هذا الانسان يعزم على عمل شئ معين وفي نفس الوقت يتراجع عنه فجأة ولا يدري لماذا تراجع عنه؟ أو العكس يتراجع عن شئ معين ولكن دفعة واحدة يعزم عليه ولا يدري كيف عزم عليه؟.

أحيانا يشعر الإنسان بأنه فرح ومنبسط ولا يدري ما السبب؟ وأحيانا يشعر بانه منقبض كئيب ولا يدري ما السبب؟ إذن هذه الانفعالات القلبية لنفس من الانشراح والانقباض والعزم والتراجع هذه الحالات تعرض على الانسان من دون اختيار ومن دون ارادة هذا دليل على ان هناك ملكية وراء ملكيته ملكية اقوى من ملكيته

وهذه التي عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى ( أن الله يحول بين المرء وقلبه ).

الله يحول بينك وبين قلبك اقرب شئء اليك ومع ذلك يتحكم فيه وفي ميولك وانفعالاتك وحالاتك الوجدانية (ونحن اقرب اليه من حبل الوريد)

اذن هذه الملكية ألالهية هي القسم الثالث الملكية الحقيقية الحقة بيده الوجود بيده العدم بيده التغير بيده التبدل

إذا أدرك الإنسان هذا ادرك انه مملوك لله, ميوله مملوكه لله  ,اعماله مملوكه لله ,فهو مملوك صرف لله وواقع تحت القبضة الالهية وتحت القسر الالهي في أي وقت وفي أي زمان اذا ادرك هذا حصل له الخضوع لله تعالى.

فالخضوع الناشئ عن ادراك العبودية هذا الخضوع الذي يحصل لك نتيجة ادراك ملكية الله هذا الخضوع ماذا نسميه ؟ نسميه (العبادة)(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) اي لكي يصلوا الى هذه الدرجة درجة الخضوع درجة التسليم درجة الانقياد لله تعالى والاعتراف بأن الله يملكني بتمام شؤوني وبتمام اموري هذا الخضوع الانقياد هو العبادة التي تحدثت عنه الاية المباركة.

الكاتب خديجة الحايك

خديجة الحايك

مواضيع متعلقة