مفهوم العجلة في حياتنا ـ القسم الثاني

img

أيضا نحن ندعو في كل صباح بدعاء العهد ونسأل الله بأن يعجل لنا في فرج مولانا صاحب الزمان .. ونضرب على فخدنا الأيمن ونكرر هذا القول العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان .. حتى يعجل لنا الله في ظهوره لكن قد يتبادر للذهن  لماذا نضرب على فخدنا الأيمن؟ هناك أفعال نقوم بها أحيانا عند قراءة بعض الأدعية كدعاء الإمام الصادق “ع” في رجب بأنه مد يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بالدعاء وهو يلوذ بسبابته وغيرها..

_ما جرى عليه الناس حين يريد أحد أن يستعجل آخر ويطلب منه الاسراع في التنفيذ فإنه يضرب على فخذه مكرراً لحثّه على ذلك، والداعي بدعاء العهد يستعجل ظهور الإمام وإعلان دعوته المباركة.

_إن الانسان عندما يبكي جزعاً في مصيبة معينة، فإنه يقرن البكاء بالضرب على الفخذ، ولعل هذا معروف عند النساء أكثر، ومع التسليم بحرمة جزع الإنسان في مصائبه الماديّة، فإن طول غيبة الإمام (عليه السلام) وظهور الفساد في البر والبحر وغلبة أهل الباطل واستضعاف أهل الحق موجب للأسى والألم والجزع، وهو جزع محمود لأن غايته رضا الله تبارك وتعالى، كما في دعاء الندبة (هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى) فعلينا أن ندعو للإمام “عج” في غربته ).

تنقل إحدى المؤمنات أن مسجد جمكران لم يكن بناءه على هذه المساحة الواسعة سابقا حتى يستقبل الحشود الزائرة في الوقت الحاضر فضلا عن عدم وجود وسائل النقل السريعة كما هي حاليا حيث يستطيع الناس الذهاب بيسر وسهولة بل كان يشهد حضورا مختصرا تقول هذه المؤمنة وبعد التوسعة المباركة للمسجد رأيت الآف الأشخاص يغص بهم المسجد وغرفه وساحته الخارجية وقد انشغلوا بالعبادة والتوسل تقول هذه السيدة العجوز:

حينما رأيت تلك الجموع وقارنتها بأعداد الزائرين القليلة قبل إجراء التوسعة سررت كثيرا حيث يتجمع الناس حول مولاي الحجة بن الحسن (عج) ويبدون ودهم وتعلقهم به وبهذا الفرح والسرور دخلت المسجد وقمت بأعماله الخاصة من صلاة ودعاء ثم قرأت زيارة آل يس وبحدثت بلساني إلى الإمام وقلت: مولاي إنني مسرورة للغاية لحضور الناس الكبير وحبهم لك وتعلقهم بك

ثم خرجت من المسجد وتناولت شيئا بسيطا من الطعام الذي عادة ما يقدم إلى الزائرين مجانا وقصدت بعد ذلك إحدى غرف المسجد التي أعتدت على الإستراحة فيها لدى زياراتي ثم استلقيت فيها وغفوت.

وفي عالم الرؤيا رأيت الإمام الحجة كأنه جاء إلى المسجد وأخذ يمشي بين الناس دون أن يتعرف إليه أحدهم فخرجت من غرفتي وهرولت نحوه وأديت التحية والسلام فأجابني بلطف تام ثم كررت عليه الكلمات التي تحدثت بها في عالم اليقظة وقلت: أنا فداك لتراب قدميك فرحة ومسرورة وأحمد الله تعالى أن يتعلق بك الناس ويبدون محبتهم الكبيرة إزاءك ويأتون إلى هنا

فتأوه الإمام وقال: كل هؤلاء لم يأتوا لأجلي تعالي لنسألهم عن سبب مجيئهم

فقلت: أفديك أنا تحت أمرك .. وفي عالم الرؤيا ذهبت مع الإمام بين الناس فسأل الإمام أحدهم عن سبب وجوده في المسجد؟

فقال: لديَّ مريض لم يستطع الأطباء معالجته

وقال آخر: أنا أسكن بيت مستأجر وأود أن يكون لي بيت أملكه

وقال ثالث: أنا مديون وقد أخذ دائني يلاحقني حتى بيتي

وكانت امرأة تشتكي زوجها , وكان رجل يشكو زوجته .. والمهم كان لكل واحد منهم حاجة يتمنى على الإمام (عج) أن يقضيها له أي أن المطالب الشخصية هي التي تدفعهم إلى المجيء إلى المسجد

فخاطبني الإمام: هل تأكدتِ من أن هؤلاء لم يحضروا لأجلي مع أنهم الأشخاص الصالحون من هذا الجمع ويعتبرونني واسطة للرحمة والفيض وإن انتهينا من هؤلاء فإن هناك الكثير من الناس لم يحضروا إلى هنا إلا من أجل التسلية بل إن بعضا منهم لا يؤمن بوجودي

ثم رأيت في تلك الحالة شخصا جالسا في ناحية من نواحي المسجد كان يبدو عليه أنه قد جاء لأجل الإمام حقا فقال لي الإمام: تعالي نسأل عن أحواله فذهبت بمعية الإمام (عج) إلى ذلك الشخص وكان سيد معتمًا وأظنه كان من العلماء وقد جمع ركبتيه إلى صدره وأمسك بهما وكان يدور بعينيه وكأنه يبحث عن ضالة له وحينما وقع نظره على الإمام قفز من مكانه وهوى على يده ورجله المباركة وقال: فداك أبي وأمي أين كنت؟ فقد كاد قلبي ينقلع لانتظارك وفقدك فأمسك الإمام بيده فقبلها الرجل وبكى

سأله الإمام عن سر مجيئه , فلم يحرِ جوابا, ولكنه ضاعف بكائه فسأله الإمام مرة اخرى فقال له: سيدي متى أردت منك غير الوصال إنني أريدك أنت جنتي وأنت دنياي وآخرتي إن لحظة واحدة من لقائك لا استبدلها بشيء سوى الله تعالى وماقيمة النفس لكي أفديها تحت قدم الرفيق فهي متاع يملكه حتى الأراذل من الناس

فتوجه الإمام (عج) نحوي وقال: لم يأتِ إلى هنا سوى أفراد قلائل إنهم سيصلون إلى مقصدهم وينالون مبتغاهم .

لذلك لابد لنا أن ندعو من قلب محزون ومألوم : اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا هذه شكاتنا لك سيدي ومولاي ياصاحب الزمان ,وهناك شكايه من نوع آخر للإمام الحسين “ع” ذهب شاكيا إلى قبر جده رسول الله ما ألم به من مصائب وهموم فصلى ركعتين بجواره، ولما فرغ من صلاته رفع يديه بالدعاء: ” اللَّهُمَّ هَذَا قَبْرُ نَبِيكَ مُحَمَّد (ص), وَأَنَا ابنُ بِنتِ نَبِيكَ , وَقَد حَضَرَنِي مِنَ الْأَمْرِ مَاعَلِمتَ, اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ الْمَعْرُوفِ, وَأُنكِرُ الْمُنكَر, وأنَا أَسأَلُكَ يَاذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ بِحقِ الْقَبرِ وَمَنْ فِيهِ, إِلَّا مَا اخْتَرتَ لِي مَاهُوَ لَكَ رِضَى وَلِرَسُولِكَ رِضَى).  وجعل يبكي بكاء شديدا حتى الصباح ثم نام على القبر الشريف، وإذا به (ع) يرى فيما يرى النائم ان جده رسول الله قد أقبل ومعه كتيبة من الملائكة ورعيل من الأنبياء عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتى ضم الحسين إلى صدره، وقبَّل ما بين عينيه وقال: حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كرب وبلاء بين عصابة من أمتي وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي يوم القيامة، لا أنالهم الله شفاعتي.

وصل ويلي الگبر جده او بچه حسين      يـودعه  والـدمع يـهمل من العين
هـوه فوگ الضريح وصاح صوتين      يـجدي امـفارجك غـصبن عـليه
يـجدي  ابوسط لحدك ضمني اوياك      تـراني  الـضيم شفته عگب عيناك
يگلـه  يـا حـبيبي وعـدك اهناك      تــروح او تـنـذبح بـالغاضريه
تـروح  او تـنذبح يحسين عطشان      وتبگه اعلى الأرض مطروح عريان
ويـظل جـسمك لـعند الخيل ميدان      ولا تـبگه امـن اضـلوعك بـجيه

الكاتب هدى الميرزا

هدى الميرزا

مواضيع متعلقة