نفحات من عبق الطف عُروجٌ علَى بُراقِ الدُموع
الرواحَ .. الرواحَ
قد أينعَ الحُزنُ
وهَبَّتْ رياحُهُ الحَمراءُ
فَعلى الأفقِ
شاحِباتُ طُيُوفٍ
وعلى الأرضِ مَأتَمٌ وعَزاءُ
وسَوادٌ
قد لَفَّ وَجهَ جِهاتٍ
فاستدارَتْ .. وكلُّها كربلاءُ
وهُتافٌ
طَوَى الوُجُودَ .. شَجِيٌّ
” وااااا حُسيناهُ ” .. نُدبَةٌ وبُكاءُ
ما الذي أدهشَ الحياةَ
فعادتْ
وحِداها الكرُوبُ والأرزاءُ ؟!
أيُّ شَهرٍ تُراهُ
يومَ تَبَدَّى
غُمَّ فيهِ ” النَّبيُّ والزهراءُ ” ؟
و ” عليٌّ ”
ويا لَوَجْدِ ” عليٍّ ”
كُلّما ألْهبَتْهُ “عاشُوراءٌ “
وهْو شَهرُ الأَسَى
على عِترةِ الوحيِ
تَدلَّتْ خُطُوبُهُ السَوداءُ
يا ” أبا عبدِاللهِ ”
يومُكَ جُرحٌ
فاغِرٌ .. لا تَغيضُ منُه الدِماءُ
ومَوالِيكَ
لا تَمَلُّ عَزاءً
– يا بنَ طَهَ – وقلَّ فيكَ العزاءُ
لمْ يحُلْ بينَهمْ
وبَينَكَ داءٌ
بَعدَما رَوَّعَ العِبادَ وِباءُ
أصبحَتْ دُورُهُمُ
مآتمَ حُزنٍ
يومَ أن لَحَّ في البيوتِ بَقاءُ
كُلّما
ناحَ من طُفُوفِكَ ناعٍ
جاوَبتْهُ القطيفُ والأحساءُ
كُنتَ
بل ما تَزالُ مِنبرَ وَعيٍ
أبدَعتْ رسمَ ما أرادَ .. السماءُ
أنتَ سِرُّ الحياةِ
يا بنَ عليٍّ ..
ومنَ الطفِّ يُستَمَدُّ البَقاءُ ..
الشاعر: حسين بن ملّا حسن آل جامع