عظم الخطب
(عظُمَ الخطبُ فالمصابُ جليلُ *** سبطُ طه دامي الحشا معلولُ)
باقر العلم غاله الشرك بغضاً *** لأبيه وهو الفتى البهلولُ
من حمى الدين إذ أبوه حماه *** قبله فهو الصارم المسلولُ
فإله السماء شاهد حق *** له والعاقب الشهيد الرسولُ
يابن زين العباد تبكيك عيني *** فتُؤامٌ دمعٌ لها وهطولُ
ورثيدُ الدموع نضد لآلٍ *** دونها من زين العباد رسولُ
وبكائي وما تضمخ من شا *** خب دمعي له إليك سبيلُ
نابني من قريع صوتك مسمو *** ماً زِمانات فاعتراني ذبولُ
لست أبرا من وقعها لا ولن تُنـ *** ـسِيَنيها على الدهور شَمولُ
قد بكتك السماء يابن السما ذا *** دمع طه بدمعها موصولُ
وتنادت ملائك العرش تنعا *** ك كذاك القرآن والتنزيلُ
ذا إمام اليقين فوق أكفّ الـ *** ـهدْي يا شيعة الهدى محمولُ
غدرة شامَها أمير شآم *** كان منها إمامَنا المقتولُ
يا إلهي وأنت قسطاس حقّ الـ *** ـمصطفى خذ بحقّه يا جليلُ
هُـمُ ضحوا بكبش دينك كفراً *** مَن به عقدُ ديننا مقبولُ
إذ سقوه من لؤم مرضعهم عن *** شنأٍ ما قاءته فيه الضئيلُ
له في كبده الشريفة وجْأٌ *** حرّ قلبي وفي فؤاده غيلُ
من بني العهر والطريد زنيم *** وشقيّ يتلوه عهراً وغولُ
ضابعات القداح يحملن شولاً *** وخناً كالضباع حين تشولُ
ليس منهم إلا عتلّ زنيم *** من ندى كلِّ منقبٍ مهزولُ
ملؤوا الدهر خسة وخمولاً *** فإياب لهم بها وقفولُ
إن رعوا ما رعوا لكم أي قدر *** فعتوا كفراً فانتضاهُمُ قيلُ
أزمعوا الغدر فامتروا وإذا مرْ *** كــِبــُهم للتدليس والجور فيلُ
فتفرّت لأهل بيتك أكبا *** د عراها من ظلمهم تضليلُ
وتعاووا يسوقهم ظمأ للـ *** ـدم يحدوهُمُ لقيط ذليلُ
أوردوكم دون الردى من غمار *** مذ تفرّى به السّلاح الصقيلُ
أسفى نجعَ الحمد أودى به نا *** فق فكرٍ له الردى إزميلُ
أسفى روعُ باقرِ العلم أضحت *** غاديات السموم فيه تصولُ
لجنان المختار فيه تجلّى *** سامق الوحي في حراء سبيلُ
وغذاه من ريقه القدس علماً *** فاجتناه حكم النبيين إيلُ
كيف لا والفؤاد مهوى علوم *** آذنتها التوراة والإنجيلُ
أيها الدهر ذا جِماع علوم الـ *** ـلهِ وا فجعة لها تهويلُ
بفــِناه صلت ملائك ربي *** وبه ناجى الله ميكائيلُ
فلاُم الآراضِ ويل بمَا قد *** جنت الناس حيث بان السبيلُ
علم الله يابن فاطمَ أنا *** يوم آذنتنا الفراق مُحولُ
سامنا فيك من مداد احتضار الـ *** ـفجر في ناديكم بكا وعويلُ
حيثما يسري طارق النجم يندبْـ *** ـك مع النجم مسلك وسبيلُ
هو ذا نطع ظالم قد أعدّوا *** لوليّ فها هو المقتولُ
أسلم الروح طاهراً فادياً ديـ *** ـنك رباه أنت ربي المقيلُ
هو عنوان دين طه وآيا *** تٌ تلاهن في المدى جبريلُ
قطّع الدهر عابداً فركوع *** وسجود وذكره التهليلُ
هو بُعْدٌ مقدّس للنبيّيـ *** ـن به قد تجسّد التأويلُ
يا كتاباً كل الرسالات فيه *** جُمعت فاعتراه منك اُفولُ
وهُو السالكُ السما طرقات *** ينتضيها من ثغره تبتيلُ
كالئُ الدين لا يريم فإن آ *** ب فمشيٌ للوعظ فيه نضولُ
أنت يا سيّداً سما ألقاً في *** قدسُ مشكاةٍ نورها يستطيلُ
فاستطالت لأرض طيبة نوراً *** بعليّ سقت مداها البتولُ
جوهر الحق أنت من كنه حقّ *** بك تبيان ديننا مأمولُ
فعلى لابتيه صغت بياناً *** هو للسالكِ الطريقَ دليلُ
صاغه الحقُّ فكرَ حقٍّ فحقٌّ *** أنه امتاره له الإكليلُ
الشيخ عبد الستار فرج الله
1441هجريه