في فضل شهر رمضان، شهر الطاعة والغفران
شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة من النار، شهر الإيمان والتقوى، وشهر الفرقان والهدى، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الذي يعُد دستور هذه الأمة.
شهر كله هبات ومنن من الحق سبحانه وتعالى، وفيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فمن حرم أجرها فقد حرم خيراً كثيراً
هو شهر خُصّ فيه بالصيام ومضاعفة الحسنات والخير، ومن أدركه فقد وُهب نعمة عظيمة، ومنة كريمة .. فهي فرصة غنيمة.
روى الشيخ الصّدوق بسند معتبر عن الرّضا عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه وعلى أولاده السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال:
(أيّها النّاس قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرّحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشّهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات. هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشّقي من حرم غفران الله في هذا الشّهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه اسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إليه من ذنوكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلاتكم فإنها أفضل السّاعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرّحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه).
فشهر رمضان سلوان كل مذنب، وتذكرة لكل غافل، وتعليم لكل جاهل، وترغيب لكل عامل. فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الصواب في أيامه وغوى.. ها قد أتاك الكريم بشهر كريم تجدد فيه إيمانك وتمحو به عصيانك.. وترد عنك فيه مغبة الذنوب.. وتتوب فيه وتؤوب!