ضمانات تنفيد مكارم الأخلاق
أولاً: الله تعالى؛ لأن الله لا يريد إضرار الإنسان، بل يريد لنا الخير كالطبيب الذي يصف لك الدواء لعلاجك، وهنا كذلك الذي يريد منا مكارم الأخلاق هو الله سبحانه وماذلك إلا لوجد المصلحة المهمة للإنسان. ومما يساعد على ذلك:
١: استشعار الرقابة الإلهية يساعد على تطبيق مكارم الأخلاق. يقول الإمام الحسين×: «عميت عين لاتراك عليها رقيبا». وفي الحديث: «اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
٢: الطمع في ثواب الله والشوق إليه والرغبة في تحصيله. ونحن نعتقد أن الله أعد للعاملين الثواب العظيم، قال الإمام الصادق×: «المشتاق لايشتهي طعاماً ولا يلتذ بشراب، ولا يستطيب رقاداً، ولا يأنس حميماً، ولا يأوي داراً، ولا يسكن عمراناً..». فهي وإن كانت جميلة ولذيذة لكنها ليست شيئاً في مقابل ما أعد الله للمتقين والعاملين.
ولذلك نجد أكمل الناس يتمسكون بمكارم الأخلاق، فينبغي الاقتداء بهم، يقول الرسول|: «مامن شيء أثقل في الميزان أعظم من مكارم الأخلاق».
ثانياً: الفطرة. فالإنسان ولد على الفطرة، ولذلك حبه لمكارم الأخلاق فطرياً، ومن خلقه على الفطرة حبب له مكارم الأخلاق.
ثالثاً: رغبة الإنسان ببناء الشخصية. وذلك بمكارم الأخلاق لكي تكون قوية ومحصنة، فالأخلاق طريق النجاح.
رابعاً: حاجتنا للسعادة والأمن والاستقرار. في كل جوانب حياة الإنسان كالعلاقة بالآخرين والعلاقة بالعائلة وغير ذلك، فالمحبة ضرورية والتعاون والعفو والتسامح وغير ذلك من مكارم الأخلاق. وعدم ذلك يعني انهيار المجتمع والعائلة.
خامساً: الرقابة الاجتماعية لأفراد المجتمع. فهناك ما لا يفعله المجتمع خوفاً من ملامة الناس والفضيحة أمامهم وعدم مقبوليتهم له. قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ فكل فرد يخاف من هذه المراقبة ولو لاها لتدمر المجتمع واطرب. وهذا ماركز عليه علي× حيث أوصى أولاده بمكارم الأحلاق في وصيته وهو في آخر حياته: «أوصيكما وجميع أهل بيتي…».
دار المصطفى| لإحياء التراث