المقنعة في أول الواجبات
تأليف المحقق: الخواجة نصير الدين الطوسي
إعداد: حوزة المصطفى|، أم الحمام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بارئ الموجودات، والصلاة على أشرف النفوس المقدسات، محمد وآله أكمل الذريات. وبعد فهذه مُقنِعةٌ في أول الواجبات، لخصتها لذوي الاشتغالات، فنقول: التوحيد.
يجب على كل مكلف أن يعرف أن الله تعالى موجود، واجب الوجود لذاته، وإلا لم يكن شيء موجوداً، كان قديماً أزلياً باقياً أبدياً.
قادر؛ لتقدم العدم على أثره.
عالم؛ لفعله الأمور المحكمة المتقنة.
وبهذا كان حيا تام القدرة والعلم؛ لاشتراك ماعداه في الإمكان.
مريد، كاره، لأمره ونهيه، سميع بصير متكلم، للسمع. والكلام حروف وأصوات بالضرورة، فيجب حدوثها.
صادق، لقبح الكذب.
وأنه ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، ولا متحيز، ولا متحد، ولا محل، ولا حال، ولا محتاج، ولا مرئي ولا مركب، ولا ضد له، ولا مثل، ولا شريك؛ لوجوب وجوده، ويمتنع عليه القبيح والأمر به؛ لعلمه واستغنائه، فيفعل لغرض؛ لقبح العبث.
العدل
وأفعالنا مستندة إلينا بالضرورة. ولهذا نُمدحُ ونُذمُ، وإلا لم يكن القبيح منا. ويجب التكليف واللطف، لتحصل الغرض، والحسن قد يكون منا ومنه. وكذا الألم، فيجب عليه العوض الزائد، وحده رضى العقلاء، وإلا لزم العبث. وعلينا المساوي، وإلا لزم الظلم.
النبوة
والنبوة واجبة؛ لأنها لطف، واللطف واجب. ونبينا محمد بن عبد الله| ادعى النبوة، وأظهر المعجزة على يده، فلزم تصديقه، ويجب عصمته، وانتفاء كل منفر، لتحصيل الغرض، وهو الإرشاد والهداية من نصبه. ونبوته مؤبدة، وهو سيد الأنبياء، للسمع.
الإمامة
والإمامة واجبة؛ لأنه لطف، واللطف واجب.
والخليفة الحق علي بن أبي طالب×، لحديث الغدير المتواتر، ولحديث المنزلة المتواتر، ولقوله|: «ياعلي، أنت الخليفة من بعدي»، ولقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا..﴾، ﴿وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾ ولظهور المعجزة منه× وادعاء الإمامة لنفسه، وإمامة الأئمة الأحد عشر، للنص المتواتر، وانحصار الإمامة، ووجود الإمام في كل عصر، اقتضيا قيام القائم الحجة محمد بن الحسن×.
المعاد
والمعاد واجب؛ لوجوب إيفاء الوعد والوعيد، والحكمة، ويجب التصديق بعذاب القبر، وأهوال القيامة، والجنة والنار، وتفاضل الثواب والعقاب، لتواتر السمع بها، وتجب التوبة، لدفع الضرر، وعذاب المؤمن منقطع، والشفاعة ثابتة بالإجماع، ويجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سمعا، بشرط العلم والتأثير، وانتفاء المفسدة. والعفو جائز؛ لأنه حقه تعالى، وهو إحسان. تمت.